لك أن تتصور أن الذي خلقك وصورك وأنطقك وجعلك قابلا للتفكير والتأمل، وجعل لديك هذه القدرة العقلية والقدرة على المقارنة والتحليل، والنظر إلخ، الذي أودع فيك هذه البصمة التي تختلف عن بصمة أخيك وأمك وأبيك وابنك وزوجتك إلخ، والذي جعل فيك هذا المستودع من الخلايا والجينات والأعصاب واللحم والعظام والمفاصل إلخ = هذا الذي أبدع هذا النظام كله والنظام الكوني: هو الذي أنزل هذا الكلام (القرآن الكريم) وهذا يكفيك أن تعلم أن الإتقان الذي تراه بعينيك في المخلوقات الذي يدلك على عظمة من صنعها = يكفيك أن تقول: هذا الكلام (القرآن) هو كلام نفس الذي خلق هذه المخلوقات، فلك أن تتصور ما الذي يمكن أن يتكلم به سبحانه وتعالى من العلم والحكمة والعظمة والجمال إلخ، لكن هل الإنسان يستحضر هذا المعنى أو لا يستحضره؟ هل الإنسان يتذكر هذا المعنى أو لا يتذكره؟ يعني إذا قلنا أختصر موضوع عظمة القرآن كاملًا، نختصره في كلمة واحدة: عظمة القرآن فيمن أنزله، ثم بعد ذلك تأتي بأمثلة وصور من عظمة القرآن الكريم، لكن عظمة القرآن الحقيقية فيمن أنزله، وإذا كان الذي أنزله حين أنزله قال لك أنه أنزله ليكون كافيا لك، لتكتفي به أنت، وتستغني به، وتجعله دليلا، وتجعله هاديا "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"