الإنكار على تصحيح الأخطاء اللغوية

الإنكار على تصحيح الأخطاء اللغوية | مرابط

الكاتب: البشير عصام المراكشي

387 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كتبت أمس مقالا صغيرا في تصحيح خطأ لغوي شائع، فوجدت تعليقين من شخصين مختلفين، يدوران على معنى واحد:
"اترك الناس يتكلمون كما يشاؤون، ولا تتكلف التصحيح لأخطائهم ..".

وقد وقفت من هذين التعليقين موقف المتعجب المتأمل .. فقد ألفت أن أسمع مثل هذا الإنكار في مواجهة حكم بتبديع أو تفسيق - وإن كان حكما صحيحا -، لكن أن يصل الإنكار إلى التصحيح اللغوي، فهذا تمدد سرطاني علينا السعي في معالجته.

ما الذي يجعل الكثيرين اليوم يأنفون من التصحيح والتقويم والتخطئة؟! الأسباب كثيرة، وهي تؤسس مزاجا عصريا، يستبطنه الناس، حتى يخرج في مثل هذه التعليقات.

من هذه الأسباب:

  • انتشار ️ثقافة التيسير والاختيار، على حساب ثقافة المسؤولية والواجب. وبسط هذه النقطة يطول جدا، ومن أراده فعليه بكتاب "أفول الواجب".
  • تفشي خطاب التنمية الذاتية وتبسيط العلوم وما أشبه ذلك، مما يخيل للناس أن العلم يمكن تحصيله دون جهد، بل دون قواعد، وفي أقصر الأوقات. وجميع ذلك سراب، يعرفه من تبعه عمره كله، فلم يرجع منه بشيء معتبر.
    والصحيح المجرب المتفق عليه بين أهل الاختصاص، أن العلم في ذاته ثقيل؛ لكن من سلك طريقه، وتسلح بالهمة والعمل والصبر وعدم الاستعجال، يسره الله له.
  • رفع قيمة الحرية إلى درجة التقديس والإطلاق. فالتقديس يجعلها مفهوما متجاوزا يهيمن على جميع مناحي المعرفة، ومعيارا لتصحيح المفاهيم أو تزييفها؛ والإطلاق يمنع من أدنى تقييد، ولو أن يكون قواعد لغوية لا يتم تواصل الناس إلا بضبطها!
  • انتشار خطاب رفض "الوصاية الفكرية"، النابع عن تقديس الحرية الشخصية. وقد وصل الغلو في رفض "الوصاية" إلى درجة عدم الاعتداد بكلام العالم أو المصلح أو الخبير أو المجرب أو الوالد .. بل العبرة فقط بالرأي الشخصي، مهما تكن طريقة تكوينه، والمؤثرات التي أنتجته!
  • أنتج الحال المزري للأمة عند الكثيرين يأسا تاما من إمكان الإصلاح. ووصل هذا اليأس إلى درجة تفضيل التطبيع مع الفساد الشائع، على بذل الجهد في مقاومته. فصار قبول الخطأ وتسويغه، أولى عندهم من محاولة تقويمه وإصلاحه.(ولهذا المعنى نماذج كثيرة في مجالات مختلفة، وفي السياسة خصوصا).
    والله الهادي إلى سواء السبيل.
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التصحيح-اللغوي #أخطاء-لغوية
اقرأ أيضا
وصايا للآباء | مرابط
تفريغات

وصايا للآباء


هذه وصية إلى والدين إلى أبوين حليمين كريمين إلى أب يخاف الله ويتقيه ويعلم أنه مسئول بين يديه وملاقيه وإلى أم تخاف ربها وترعى صغيرها وتكرم بعلها إلى أم صالحة مصلحة هادية مهدية ما أمست ولا أصبحت إلا هدت ودلت وأرشدت

بقلم: محمد مختار الشنقيطي
404
مقصود القصص القرآني | مرابط
اقتباسات وقطوف

مقصود القصص القرآني


مما صد أكثر هذه الأمة عن تفهم القرآن ظنهم أن الذي فيه من قصص الأولين وأخبار المثابين والمعاقبين من أهل الأديان أجمعين أن ذلك إنما مقصوده الأخبار والقصص فقط كلا وليس كذلك إن ذلك إنما مقصوده الاعتبار والتنبيه بمشابهة متكررة في هذه الأمة من نظائر جميع أولئك الأعداد وتلك الأحوال والآثار

بقلم: فخر الدين أبو الحسن الحرالي
321
مواجهة المشكلات | مرابط
تفريغات ثقافة

مواجهة المشكلات


ن اللجوء إلى الله جل وعلا هو من عتاد المسلم في الكروب وعلينا ألا نغفل عن هذا الجانب فلدى الله تعالى من أشكال المعونة وتفريج الكربات أكثر بكثير مما يظن الناس وأكثر بكثير مما يعرفون لنجعل من المشكلات والأزمات نقاط انطلاق جديدة ولنجعل منها مصدرا لتجديد الوعي واستخراج الإمكانات الكامنة ومصدرا للمراجعة والنقد الذاتي وبذلك تنقلب المحنة إلى منحة

بقلم: د عبد الكريم بكار
342
خطة رمضان | مرابط
مقالات

خطة رمضان


من أبرز الأسئلة التي تتردد بين المسلمين مع حلول شهر رمضان الكريم: كيف نخرج من هذا الشهر بأكبر استفادة ممكنة؟ والحقيقة أن الأمر يحتاج إلى خطة عملية ليسير عليها المسلم وبين يديكم خطة يقدمها الدكتور أحمد رجب لتعين المسلم على استغلال وقته وتنظيمه.

بقلم: د. أحمد رجب
473
اجتياحات أزمة الرجولة | مرابط
فكر الجندرية

اجتياحات أزمة الرجولة


وتتداخل مسألة الجماليات المعممة في التطورات الحديثة لمفاهيم الرجولة من خلال إعادة إنتاج أساليب الجسد الرجولي عبر تأثير الموضة الحديثة فبحسب جوان انتويسل لعب كل من المصورين وخبراء التجميل ومصممي الأزياء من الشواذ دورا في تغيير التمثيلات الخاصة بالرجولة من خلال جماليات الموضة التي أنتجت جماليات شاذة للجسد الرجولي.

بقلم: أ. سامي الحربي
465
باطل مشرق | مرابط
فكر مقالات

باطل مشرق


وهذه الرقعة المتراحبة من حدود الصين إلى المغرب الأقصى والتي تسكنها أمم ورثت اسم الإسلام فنسبت إليه ووصفت به تعيش اليوم في بريق متلالئ من هذا الباطل المشرق فمنذ أكثر من مائتي سنة ضربها الغازي الصليبي المستعمر ضربة رابية حتى خرت عاجزة ثم ظل يضربها حتى همدت أو كادت وفي خلال ذلك كان الغازي يستحييها بحياة غريبة عنها حتى يأتي يوم تتبدل فيه من حياة كانت إلى حياة سوف تكون وكذلك يقضي قضاء ساحقا على أسباب الحياة الأولى الحياة التي كانت تعرف بالحياة الإسلامية

بقلم: محمود شاكر
1721