الديمقراطية الأمريكية

الديمقراطية الأمريكية | مرابط

الكاتب: عمرو عبد العزيز

488 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

والحقيقة أن الديمقراطية المتعارف عليها عالميا الآن هي المستوحاة من النموذج الأميركي، وما ترك المسلمون للشورى إلا رغبة في محاكاة هذا النموذج بالذات، فلا يوجد تعريف واضح لها يمكن الرجوع إليه لفصل التجربة التاريخية، والتجربة التاريخية الناجحة حاليًا هي الأمريكية، ولا أميركا دون رأسمالية.. والأمريكان يدركون ذلك، فهذا واحد من كبار المعلقين السياسيين الأمريكان يكتب في النيويورك تايمز بعد نهاية الحرب الباردة: انتصار أميركا في الحرب الباردة كان انتصارًا لجملة من المبادئ السياسية والاقتصادية هي الديمقراطية والسوق الحرة، هي مبادئ التوجيه للمستقبل حيث تكون له أميركا الحارس والنموذج المحتذى على السواء، وكما قال كلينتون من قبل: مهمتنا الجديدة هي تعزيز انتصار الديمقراطية والأسواق المفتوحة.

الأمريكان يدركون أنهم النموذج المهيمن عالميا وبالتالي يفرضون نموذجهم الديمقراطي الرأسمالي على الجميع ما أمكن، خاصة الدول الصغرى التي لن تنجو من المسير في الركب وإلا العقاب. لهذا فإن نقد الديمقراطية لا يكون واقعيًا إلا بانتقاد النموذج الأميركي الرأسمالي التضليلي.. هو طرد يسلم للمرسل إليه كما هو!

والرأسمالية دين شبه كامل حتى بمفاهيم الولاء الخاصة به والبراءة ممن لا يتبعه، ولا تفسير لاندماج رجال أعمال عرب في المنظومة الغربية، مثل امتلاك رجال أعمال خليجيين لأندية ومؤسسات أوروبية ليست صغيرة، وإمبراطورية الوليد وغيره.. مع أنهم -نظريًا- يتبعون الديانة الإسلامية ومعروف حجم العداء الغربي لهذه الديانات بالذات، إلا أن هؤلاء قد تبعوا الدينا الرأسمالي بشكله الديمقراطي.. فأصبح دينهم مركب تقبع الرأسمالية الديمقراطية كمكون رئيسي فيه واقتصر الإسلام على جزء ضئيل من العبادات الظاهرية الحياتية أو ربما حتى رداء عربي تراثي!

 


 

المصدر:

عمرو عبد العزيز، وطن الراشدين، الطبعة الأولى، ص36

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الديمقراطية #الرأسمالية
اقرأ أيضا
نابليون والمهمة الحضارية: سأستعمر مصر الجزء الثاني | مرابط
تاريخ مقالات

نابليون والمهمة الحضارية: سأستعمر مصر الجزء الثاني


الحملة الفرنسية التي حملت الكثير من التناقضات وكشفت الوجه الحقيقي والقبيح لفرنسا كحركة استعمارية تقوم على السلب والنهب والعداء الصريح للإسلام رغم ذلك أحاطها المؤرخون وغلفها الكتاب بكتلة من مساحيق التجميل حتى تبدو خلاف ما هي عليه وكما يقول المؤلف: رغم كل البيانات والمنشورات والتحليلات التي صاحبت وأعقبت الحملة الفرنسية إلى يومنا هذا فإن نابليون كان صريحا وواضحا في تحديد مهمته في مصر عندما قال: سأستعمر مصر

بقلم: محمد جلال كشك
2140
الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الأول


تأملوا تكريم الشريعة للطفل الذي يولد جاءت بأشياء تدل على أنه قد حدث أمر مهم وليس مجرد أرحام تدفع ولا مجرد ولد خرج وإنما يحتفى به غاية الاحتفاء ويكرم غاية التكريم الشريعة تكرم الطفل من مبدأ أمره فيحنك بأن تلين التمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ويفتح فم المولود وتوضع فيه ويدعى له بالبركة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

بقلم: محمد المنجد
632
تغريدات حول التقوى وآثار الذنوب | مرابط
اقتباسات وقطوف

تغريدات حول التقوى وآثار الذنوب


حفظ الجوارح من المعاصي في أول العمر معين من الله على حفظها في الكبر من أمرين: من أن يختم له خاتمة سوء أو يقع في الخرف والهذيان ومن حفظ الله للطائع في صغره حفظ العقل من البلاء بأنواعه عند الكبر قال ابن عباس: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر

بقلم: عبد العزيز الطريفي
717
الطفل والأفكار | مرابط
مقالات ثقافة

الطفل والأفكار


وفي المجتمع الذي يدور فيه عالم الأفكار حول محور الأشياء تأخذ الميول الفردية الوجهة ذاتها. ولقد حدث أن سألت طفلا في إحدى البلاد العربية عما كانوا يعطونه في المدرسة ولم ركن استعمالي فعل أعطى متعمدا لكن جوابه العفوي كان ذا دلالة ظاهرة فقد أجابني: إنهم يعطوننا بسكويت. ومن الواضح أن معنى أعطى عنده يتمفصل بادئ الأمر بعالم الأشياء حتى حينما يستعمل الفعل في الإطار المدرسي في صيغة سؤال. وهكذا فالفرد يدفع ضريبة عن اندماجه الاجتماعي إلى الطبيعة وإلى المجتمع.

بقلم: مالك بن نبي
383
كيف كان تطوع الصحابة؟ | مرابط
اقتباسات وقطوف

كيف كان تطوع الصحابة؟


ولم يكن أكثر تطوع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله خشية له ومحبة وإجلالا وتعظيما ورغبة فيما عنده وزهدا فيما يفنى.

بقلم: ابن رجب
302
الثقافة المستعارة: الأفلام والمسلسلات | مرابط
فكر اقتباسات وقطوف ثقافة

الثقافة المستعارة: الأفلام والمسلسلات


إن عالم الأفلام والمسلسلات ينتمي إلى فضاء غير الذي ننتمي إليه إنه ينتمي إلى فضاء التجارة والشهرة والإثارة والصنعة الإعلامية وهو فضاء لا يتقابل مع الواقع الحقيقي إلا في بعض صوره ومع الأسف الشديد فإن ما لا يقل عن جيلين أو ثلاثة أجيال من المسلمين قد تأثر كثير من أبنائها بثقافة المسلسلات وخاصة النساء

بقلم: أحمد يوسف السيد
511