حين يكون الرد على النسوية سببا في انتشارها

حين يكون الرد على النسوية سببا في انتشارها | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

631 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

مع انتشار موجة النسوية وما تحمله من أفكار مخالفة للشريعة؛ فإن من الواجب على المصلحين أن يعتنوا بمقاومة هذه الموجة، ويبنوا أسوار الوقاية من أضرارها، وينقضوا أصولها ويكشفوا زيف شعاراتها بالحجة والبرهان.

غير أن بعض من يقاوم هذه الموجة يتعامل بطريقة تزيد من انتشارها بدلا من تقليصها، حيث يسلك بعض المعالجين لموجة النسوية أسلوب (الاستفزاز) و(الفجاجة) و(المناكفة) ظنا منهم أنها تنفع في التحذير من هذه الموجة، وتبيّن المسلمة الصادقة من الأخرى النسوية المتأسلمة.

وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن هدي الأنبياء في الإصلاح، ولا علاقة لهم بالحكمة والموعظة الحسنة. مثلا: حين يقول أحدهم (القرآن هدم كل مقدمات النسوية وأدلتها حول المساواة بكلمة واحدة) فإن ذهنك سينصرف إلى آية (وليس الذكر كالأنثى) أو (الرجال قوامون على النساء) فهاتان آيتان في أساس الموضوع، ولكنك تفاجأ بأنّ المغرّد يكتب بروح المناكفة: الكلمة هي (واضربوهن)

ثم يزيد في مبالغته فيقول: إن هذه الكلمة من القرآن تقضي على فكرة الشراكة بين الزوجين! وهو بهذا يربط بين رأيه الخاطئ القائل بأن (الزواج قوامة لا شراكة) وبين كتاب الله، فيجعل الآية متعلقة بذلك! وهذه جرأة في التفسير لا مستند لها من لفظ الآية ولا من سياقها الذي ليس فيه نفي الشراكة.

ومن المعلوم أن جُملة (واضربوهن) ليست هي الأساس في الاستدلال في هذا الباب ولا هي مركزية فيه كمثل قوله (الرجال قوامون على النساء) وقوله: (وليس الذكر كالأنثى) ولها سياقها الضيق، وشروطها، ولم يفعلها النبي ﷺ، بالإضافة إلى كثرة التطبيقات الخاطئة في الواقع لها، الخ.. ولكن موجب المناكفات يحدد اختيار الآية!

والذي أقوله لهؤلاء: إن هذه الطريقة التي تسيرون عليها هي من العبث واللغو والجدل المذموم، وفيها جرأة على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ-وعندي من الأمثلة من قولهم ما لم أذكره هنا-، وأذكرهم بقول النبي ﷺ (أفتان أنت؟!) وبقوله ﷺ (إن منكم منفرين) وبقول علي (أتريدون أن يُكذّب الله ورسوله)

وإذا تأملت في السبب الذي لأجله قال النبي ﷺ لمعاذ (أفتان أنت؟!) فهو (التطويل) في الصلاة، فهو لم يفعل شيئا سوى قراءة القران! ولكن بقدر زائد فيه مشقة على الناس، فغضب النبي لأجل ذلك ولام معاذا وحذره؛ فكيف بمن ينفّر برأيه الذي يربطه بالدين ويحمل كتاب الله عليه وينفر الناس به؟!

وختامًا؛ فإن الواقع اليوم فيه مؤثرات ثقافية وفكرية واجتماعية معقدة، أدت إلى التباس أفهام كثير من الناس تجاه الدين.
وإذا لم يراع المصلح هذه المؤثرات في خطابه الدعوي، فيسلك مسلك الرفق والبيان بالحجة والبرهان، مع تدرج، ومراعاة لاختلاف أحوال المخاطبين وإلا فقد يكون فتنة ولو لم يشعر.

وهذه -باختصار- بعض المحاور التي يهم طرقها في الوقاية من موجة النسوية:
١) ترسيخ الغاية من الوجود (العبودية لله).
٢) الإحياء الإيماني التزكوي.
٣) بيان الحِكَم التشريعية.
٤) التذكير بدور المرأة وعظم المسؤولية عليها وعدم الاكتفاء بالبحث عن الحقوق دون القيام بالواجبات.
٥) التبرؤ من الظلم الواقع عليها.
٦) بيان فساد المناهج البشرية النسوية والإلحادية التي ابتعدت عن نور الوحي.
٧) تفنيد أهم الشبهات النسوية بالحجة والبرهان.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#النسوية
اقرأ أيضا
نساؤنا ونساء الإفرنج | مرابط
مقالات

نساؤنا ونساء الإفرنج


لقد فقدت المرأة الغربية الزوج ففقدت المعيل فاقتحمت كل عمل لتعيش فصارت تعمل في المصنع وتشتغل في الحقل وتكنس الطريق من الأقذار! وقد خبرنا من رأى في أوربا البنات موظفات في المراحيض العامة ينظفنها لمن يريد الدخول

بقلم: علي الطنطاوي
295
مكانة المرأة في الإسلام | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات المرأة

مكانة المرأة في الإسلام


روى الترمذي في سننه من حديث أم عمارة - رضي الله عنها - أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما الأحزاب: 35

بقلم: د أمين بن عبدالله الشقاوي
1678
الحضارة المتبرجة | مرابط
فكر مقالات

الحضارة المتبرجة


ولولا هذا التبرج الفاجر في هذه المدنية ولولا هذه الشهوات التي انطلقت تشرف من مسكرات الفن المتبرج ولولا هذه الغرائز الجامحة في طلب السيطرة لإدراك غاية اللذة لما كان النظام الاقتصادي الحاضر في هذه المدنية هكذا مهدما مستعبدا مستأثرا باغيا ولما تعاندت القوة الدولية هذا التعاند الذي أفضى بالعالم إلى الحرب الماضية ثم إلى هذه الحرب المتلهبة من حولنا اليوم وذلك في مدى خمسة وعشرين عاما لم يستجمع العالم خلالها قوته ولم يتألف ما تفرق إلا ليضيع قوته مرة أخرى ويتفرق

بقلم: محمود شاكر
2018
افهم حاجتك لرمضان | مرابط
مقالات

افهم حاجتك لرمضان


افهم حاجتك لرمضان في أول الشهر عسى أن تنفض عنك الكسل. فاذكر أن الله قد خلق الإنسان ضعيفا يذنب ويغلبه الهوى والشيطان والنفس. ثم رحم الله المؤمنين ومن عليهم بأعمال إذا عملوها محيت جميع خطاياهم إلا الكبائر فإنما تمحى بتوبة تخصها. وأما بقية الخطايا كلها وهي أكثر تفريط ابن آدم فتمحى بتلك الأعمال. ومن الله على المؤمنين بأن جعل هذه الأعمال هي: واجبات الدين العظمى

بقلم: خالد بهاء الدين
377
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج2 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج2


سميت أشراط الساعة أشراطا لأنها علامات على قيام الساعة وهي على الأغلب إن كانت على ذلك وقد يسمى من أشراط الساعة ما لم يكن علامة عليها وإنما هو داخل في أثنائها وذلك أن من علامات الساعة انكدار النجوم وسقوطها أثناء قيام الساعة والساعة حينئذ قد قامت وعليه يعلم أن علامات الساعة منها ما هو سابق لها ومنها ما هو في أثنائها فالعلامة يذكرها على أنها ما يسبق الساعة ويكون تمهيدا لقيامها ومنها ما يكون هو داخلا فيها ومتغلغلا فيها وذلك أن أكثر أشراط الساعة هو سابق لها سواء كان من الكبرى أو من الصغرى

بقلم: عبد العزيز الطريفي
623
لماذا يختلف العلماء | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

لماذا يختلف العلماء


إذا كان الوحي موجود محفوظ بين يدي العلماء فلماذا ينشأ بينهم الخلاف وماذا يجب على المسلم أن يفعل تجاه هذه الخلافات وكيف يتعامل معها كل هذه التساؤلات تدور في أذهاننا بين الفينة والأخرى وفي المقال إجابة عليها جميعا للكاتب أحمد يوسف السيد

بقلم: أحمد يوسف السيد
2175