النزوع الفطري لقيمة الرحمة

النزوع الفطري لقيمة الرحمة | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

299 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الناس أسيرة لفكرة الرحمة عندها تعلق غير طبيعي بوجود رب رحيم.. التَقي والعاصي، المُطيع والمُتهاون، المُحسن والمُسيء.. لديهم هذا الخوف الفطري من الجزاء الأخروي!

هذا النزوع الفطري لقيمة الرحمة والتعلق بها؛ أليس أحد دلائل وجود الله تعالى؟! إذ هي قيمة لا يمكن تصورها إلا بين طرفين هما واهب الرحمة عز وجل، ومستحقي الرحمة؟!

سؤال "الرحمة" في حقيقته: انقطاع الرجاء من الأسباب تعلقًا بمسبب الأسباب، فمحله انحلال العزائم عن كل ما سوى الله، ويقين القلب بعدم نفع الأسباب؛ فلا يبقى للنفس إلا أن تفر لفطرتها الأولى وتُقر بالضعف المركوز فيها وتتنكر لتأليهها نفسها!

قال تعالى: "...وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين، فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق"!

تأمل لفظة "مخلصين".. تأمل كيف تركوا العناد مع الدين؟! وكيف نسوا ما ألفوه في لحظة؟! وكيف كفروا بما اعتقدوه من قبل في لمح البصر؟! كيف تذكروا للحظة؛ العهد الذي قطعوه على أنفسهم لله تعالى وهم في عالم الذَّر؛ حين أشهدهم على أنفسنا: ألستُ بربكُم؟!

ومنه تلمس ذكاء عكرمة رضي الله عنه، لما فر يوم الفتح وركب البحر وكاد أن يهلك هو ومن معه فبادر الناس بالدعاء لله، فقال جملته المشهورة: "لئن لم يُنجني في البحر إلا الإخلاص ما يُنجيني في البر غيره"، ثم أسلم!

هل تجد أي مخلوق يعيب الرحمة أو يسخر أو ينتقص منها؟! 
أبدًا.. لماذا؟!
لأن الإنسان ضعيف وفي قرارة نفسه يوقن بأنه مخلوق عاجز.. كل شيء عند الموت عبث إذا ذُكرت الرحمة، وكل قضية عند الموت لا وزن لها أمام شرف الرحمة.. 
إذًا، ألا نعمل لنستحقها؟!

كل نعمة في الدنيا لا تسوى شيئًا أمام نعمة الهداية للإسلام، وليس من نعمة أعظم من الهداية للإسلام إلا الموت عليه..

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرحمة
اقرأ أيضا
كيف فهم السلف قيمة الدين؟ | مرابط
اقتباسات وقطوف

كيف فهم السلف قيمة الدين؟


لماذا فعل البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم ذلك؟!لماذا وظفوا كل طاقاتهم في هكذا حياة؟!ما الذي يدفع إنسان لبذل نفسه في الحفظ والارتحال بين البلاد مع كل ما فيه من مشقة وقتئذ بطبيعة الحال؟!لماذا يتركون التنعم بالدنيا ولذاتها ومتعها في سبيل ذلك مع ما فيهم من ذكاء وتوقد كان من الممكن أن يبلغوا به المراتب العظيمة؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
295
إذا تدبرت القرآن.. | مرابط
مقالات

إذا تدبرت القرآن..


فإذا تدبرت القرآن.. وجدت فيه التحذير من الاغترار بظاهر الأحوال والكشف عن حقائقها وبواطنها فأنت تسير على صراط مستقيم وهدى من الله وتأييد وأهل الباطل يتنكبون ويتشتتون وتتخبطهم الشياطين ويألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون فتعتدل نظرتك لإيمانك بخبر الغيب.. ولبصيرتك التي ترى بها ما وراء سطور الواقع من بعض حقائق التدبير..

بقلم: د. طارق عنقاوي
259
الأسس الفكرية لليبرالية: العقلانية | مرابط
فكر مقالات الليبرالية

الأسس الفكرية لليبرالية: العقلانية


تعني العقلانية: استقلال العقل البشري بإدراك المصالح والمنافع دون الحاجة إلى قوى خارجية وقد تم استقلاله نتيجة تحريره من الاعتماد على السلطة اللاهوتية الطاغية كما يزعم رواد الليبرالية وفي هذا المقال استعراض للأساس العقلاني الذي تستند عليه الليبرالية

بقلم: د عبد الرحيم بن صمايل السلمي
2661
الهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإنسان ج2 | مرابط
تاريخ تعزيز اليقين

الهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإنسان ج2


إن التأمل والتدبر في تفاصيل الهجرة النبوية المباركة يجعلنا نتيقن وبما لا يدع مجالا للشك أن الهجرة النبوية كانت حدثا حاسما في الدعوة المحمدية أرست الأسس والنواة الصلبة لدولة الإسلامية الناشئة كما حملت لنا عبرا ودروسا وافرة نستفيد منها ونستجلي منها قيما وأخلاقا حميدة وبين يديكم مجموعة من الفوائد والدروس والمآثر من وحي السيرة

بقلم: علي الصلابي
668
سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الرابع ج2 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الرابع ج2


المحور الثالث: الدعوة إلى الله عز وجل لا تكون الدعوة إلى الله عز وجل إلا عن علم فلابد للمرأة أن تتعلم شيئا وتنقله فلا تنقل شيئا عن جهل فتضر من تنقل إليه سواء كان هذا العلم علما شرعيا أو علما حياتيا يعني: إذا كنت متقنة لشيء في العلوم الشرعية: متقنة للتجويد متقنة لبعض الأمور الفقهية متقنة للرقائق والأخلاق أو غير ذلك فانقلي هذه العلوم إلى غيرك: بلغوا عني ولو آية

بقلم: د راغب السرجاني
653
الاعتبار | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاعتبار


ومن اعتمد في هدايته وسداده على نفسه ومواهبه ومهاراته واستغنى عن ربه فلن تزيده إلا حيرة وضلالا وطغيانا ومن استعان الله واهتدى به هداه الله بأقل ما يبلغه من العلم ووفقه للعمل به ومن حاز الدنيا بكل ما فيها من زينة ومتاع ولم يطلب الباقيات الصالحات فهو أعظم الناس خسارة وهو الظالم والمظلوم ولا يظلم ربك أحدا

بقلم: حسين عبد الرازق
408