نماذج لشخصيات ناقدة للجندر: دكتور ليناردو ساكس

نماذج لشخصيات ناقدة للجندر: دكتور ليناردو ساكس | مرابط

الكاتب: مجلة أوج

647 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الأقرب لفهم الأطفال:

منذ عام 2001 ودكتور ساكس يجري العديد من اللقاءات مع أولياء الأمور في زيارته المتكررة للمدارس، وقد استشرف مبكرًا خطر الفكر الساعي لإزالة الفوارق بين الأطفال الذكور والإناث بدعوى المساواة والجندر (مثل تعمد دفع الأولاد الذكور ليلعبوا بألعاب الفتيات ولاستخدام الألوان الغالب استخدامها من الفتيات والعكس بالعكس)، لذلك لم يتأخر كثيرًا إصدار كتابه الأول عام 2005م، والمثير للجدل بعنوان (لماذا يعد الجندر مهمًا؟) والذي حاول فيه تأكيد الفروقات الفطرية والجسدية والعصبية والسلوكية بين الذكر والأنثى، وحتى في طريقة استقبال الحواس كالسمع والبصر والصلة بين المشاعر والتعبير اللغوي عنها، وكان من بين الانتقادات الشهيرة التي حاول بها المدافعون عن الجندر تشويه أفكار الكتاب هي الانتقادات العلمية، كذلك اتهامه بأنه يُعمق دور البيئة في وضع حدود وقيود على النوع (خاصة الأنثى)، لذلك أصدر نسخة جديدة من كتابه عام 2017م، يرد فيها على مختلف الادعاءات والانتقادات (خصوصًا في وجود فروقات في السمع والبصر)، ويستخدم فيها معلومات علمية مُحدثة لتدارك أية أخطاء، ويؤكد على أنه ليس معنى كلامه فرض قيود معيقة على النوع من البيئة.

 

أولاد بلا وجهة..

بعد صدور كتابه الأول بأربعة أعوام، ألحقه دكتور ساكس في عام 2009 بكتابه المميز الثاني (أولاد بلا وجهة - أو أولاد تائهون) والذي حاول فيه تقديم الحلول لخمسة عوامل خلف انتشاء وباء جيل من الأولاد غير المتحمسين وقليلي الإنجاز فيقدم للوالدين النصائح التي حازت على إعجاب الكثير من المختصين حول كيفية زيادة الدافع الدراسي لأبنائهن وكيفية وضع الحدود المناسبة لاستخدام ألعاب الفيديو وكيفية حماية أبنائهن من أضرار التعاطي الذي يذهب بالعقل أو الذي يعطي شعورًا زائفًا بالسعادة والأستروجين الصناعي

 

فتيات على الحافة:

في عام 2011م، واصل دكتور ساكس إصدار المواد القرائية المفيدة لمساعدة جيل من الفتية والفتيات، فأصدر كتابه الثالث (فتيات على الحافة) والذي يوجه فيه النصائح لجيل الفتيات والشابات الذي صار من أساسياتهن الانكباب على الهواتف المحمولة وحسابات الفيسبوك وملابس الإغراء، والولع بتقييم الآخرين لهن أو الولع بتقليد ذكورة الأولاد، حيث يستعرض أربعة عوامل تقود الأزمة الجديدة للفتيات في نظره، وهي تشوش الهوية الجنسية والتساهل في تقليد الفتيات للملابس المثيرة جنسيًا حتى قبل البلوغ (مجرد تقليد أعمى)، وخطر ذلك في تشيئ أنفسهن وإعطاء انطباعات للغير تنبع من مظهرهن بدلا من حقيقة شخصياتهن وهيوتهن الذاتية، وهو ما يجعلهن أكثر عرضة للاكتئاب والابتزاز الجنسي والمشاكل العاطفية مستقبلًا، وكذلك عامل الفقاعة الإلكترونية (أي عالم التواصل الاجتماعي المغلق والزائف بكل ملهياته ومؤثراته من رسائل شات وماسينجر وغيره)، ثم الهواجس والوساوس الداخلية بشأن المقارنات مع الغير والسباق المحموم لإنقاص الوزن والجسم المثالي والشكل والمظهر، وأخيرًا سموم البيئة التي تسبب البلوغ المبكر.

 

انهيار الأبوة والأمومة:

يعد كتاب دكتور ساكس الأخير عام 2017م، بعنوان انهيار الأبوة والأمومة، صيحة تحذير لكل والدين من التساهل في تنفيذ رغبات أطفالهن الصغار وكأنهم كبارًا يعرفون مصلحتهم، فالتساهل مثلا في الأكل غير الصحي سيصيبهم بالسمنة، والتساهل في امتلاك الهواتف والجلوس معها ومع الأجهزة بالساعات الطوال سيعمل على تحويل القدوة والتقدير من الآباء والأمهات إلى كل من هب ودب على الإنترنت وشبكات التواصل.

 

الفصل بين الجنسين في التعليم:

وكأحد الأصوات الكثيرة المصلحة في الغرب حاليا والمنادية بضرورة الفصل بين الجنسين في التعليم، وأن ذلك هو أسلم وأصح سبيل للنمو النفسي والاجتماعي والسلوكي والتحصيل الدراسي، ينادي دكتور ساكس بهذا الفصل الذي يحمي الفتيات خصوصًا من الكثير من الأضرار النفسية والحياتية والاستغلال الجنسي (مثل الابتزاز الجنسي- التحرش والاغتصاب- التعليم مقابل الجنس- فضائح الصور العارية بين الطلبة والطالبات- الصراع المتواصل والمحموم لجذب انتباه الجنس الآخر والعلاقات العاطفية الزائفة والمؤقتة- الحمل المبكر ومخاطر الإجهاض) وغيرها الكثير.

 


 

المصدر:

مجلة أوج، العدد العاشر، نماذج لشخصيات ناقدة للجندر

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الجندرية
اقرأ أيضا
أبو بكر الصديق الداعية المتميز | مرابط
تاريخ

أبو بكر الصديق الداعية المتميز


تضع رواية ابن اسحاق بعض هذه المفاتيح التي كان يمتلكها الصديق رضي الله عنه قال ابن إسحاق: كان أبو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه

بقلم: د راغب السرجاني
1506
الثغر الأول: الأسرة | مرابط
مقالات

الثغر الأول: الأسرة


في زحام الفتن وأيام التغير الاجتماعي المريب يجدر بالأسرة أن تكون سياج الاحتواء الأول وحاضنة العقول والقلوب للأفراد صغارا وكبارا فأي صدع في جلمود هذا الحصن عبارة عن منفذ جاذب يتغلغل خلاله العدو وتنسل منه سموم الأفكار والممارسات مما يرنو بالجهد نحو الخذلان ويسر الخيبة وتجلي الهزيمة وتجد أنك في حالة دفاع وعرة وجهاد ضد الأعداء على ثغور عدة.

بقلم: سعود الشمري
311
البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم | مرابط
مقالات

البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم


لقد كان حبيبنا صلوات الله وسلامه عليه يسمي أشياءه كل أشيائه.. تقريبا ما كان يترك شيئا له إلا ويجعل له اسما أو لقبا سواء في ذلك ما كان مخلوقا ينبض بالحياة أو جمادا باردا لكل دابة كان يمتلكها أو يركبها اسم أو لقب تخيل هذه النفسية التي رغم انشغالها والهموم التي تحملها والبلاءات التي تتوالى على صاحبها ومع ذلك تصر على تسمية مرآة أو كوب ماء أو درع!! بعضنا لو فعل مثل ذلك لربما تلقاه الناس بالاستهجان واللوم والاتهام بالتشاغل عن الهموم الجسيمة والمهمات الجليلة ولرمي باللامبالاة أو كما يقال بالعامية...

بقلم: محمد علي يوسف
295
الطرق الصوفية: جسور للاستعمار | مرابط
اقتباسات وقطوف

الطرق الصوفية: جسور للاستعمار


يبدو أن الاستعمار الفرنسي استفاد كثيرا من الطرق الصوفية التي كانت منتشرة في الجزائر بل وأرسى عليها قواعده واستعان بها في بسط سلطانه على بلدان المسلمين وبين يديكم مقتطف من آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي والذي عاش التجربة بنفسه ورأى ذلك ووصفه باستفاضة في مواضع مختلفة

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
492
الحفاظ على الهوية | مرابط
فكر

الحفاظ على الهوية


ولا ريب أن العالم اليوم يعج بالتنوع والاختلاف ويتسم بالتغير الدائم وندرة الأرضيات الثابتة في ميدان الفكر مما يجعل غياب الهوية مصيبة تنذر بانحراف جسيم كما أن الانغلاق التام على هوية تقليدية غير مؤصلة من الناحية العلمية يمكن أن يؤدي إلى إعاقة التقدم المنشود وتخيل نوع اكتفاء يمحو الحاجة إلى التطور.

بقلم: البشير عصام المراكشي
388
الأخلاق المذمومة عند طلاب العلم | مرابط
مقالات

الأخلاق المذمومة عند طلاب العلم


إن بلغه أن أحدا من العلماء أخطأ وأصاب هو فرح بخطأ غيره وكان حكمه أن يسوءه ذلك. إن مات أحد من العلماء سره موته ليحتاج الناس إلى علمه إن سئل عما لا يعلم أنف أن يقول: لا أعلم حتى يتكلف مالا يسعه في الجواب إن علم أن غيره أنفع للمسلمين منه كره حياته ولم يرشد الناس إليه إن علم أنه قال قولا فتوبع عليه وصارت له به رتبة عند من جهله ثم علم أنه أخطأ أنف أن يرجع عن خطئه فيثبت بنصر الخطأ لئلا تسقط رتبته عند المخلوقين.

بقلم: الآجري
339