هل يسجن الجمال المرأة؟
نعم إن المرأة مخنوقة بالثقافة الصورة التي يضع الإعلام معاييرها ويصدر مشاهيرها من ممثلات هوليود وغيرهن كثير من مشاهير المطربات ورموز السيدات من الطبقة الثرية، فتطارد النساء هذه المعايير المزيفة في لهث دون أن ينتبه إدراكها إلى أن ما يعرضه الإعلام مُعدّل عليه، مسلط خلاله شتى أنواع الإضاءات والألوان وأدوات التجميل والزيف السينمائي، ولا تفتأ المرأة تلتهب بعشق البحث عن جمال تلك الصورة المثالية وجمال ذلك الجسد الأفلاطوني، هذه المعايير المزيفة خلقت في ذهنية النساء نمطًا وشكلًا معينا للجمال، جعلتها كلما نظرت إلى المرآة كرهت وجهها واشمأزت من جسدها وتقززت من لونها، ﻷنها مهما كانت جميلة فهي ترى نفسها قبيحة.
لأن معايير الجمال التي تبحث عنها غير واقعية، فالمرأة اليوم تهتم بإنزال وزنها وتنحيف خصرها وتكبير ثديها ونفخ شفتيها أكثر من اهتمامها بالنجاح أو تميزها في العمل أو شئونها الأسرية أو حتى في إيجاد الحب ذاته، ناهيك عن أن الوزن والشكل المثالي لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، وهذا يقسر سبب الاضطراب الغذائي لدى كثير من النساء، وسبب الاكتئاب المتكرر والانتكاسات الحادة بعد وأثناء كل رجيم غذائي.
لماذا كل هذا؟
لأجل الحصول على خرافة الجمال، فبحسب إحصائية أعلنتها الجمعية الدولية للجراحة التجميلية نُشرت في صحيفة المواطن، فإن المملكة السعودية تحتل المرتبة الأولى عربيا ضمن أكثر 25 دولة في العالم تنتشر فيها عمليات التجميل، وقد أفادت في ذات الخبر الدكتورة ناهدة الزهير أن 90% من السعوديات غير راضيات عن مظهرهن وجمالهن الخارجي، موضحة أن مدينة جدة لوحدها تضم 400 عيادة تجميل!
المصدر:
مجلة أوج العدد الأول 2016