ملخص:تفسير بديع لشيخ الإسلام ابن تيمية، مقتطف من كتاب منهاج السنة، لقول الله عز وجل "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" يوضح لنا معنى يعش وكيف أنها تتضمن معنى الإعراض، وتوحي بوجود نظر يخالف حالة العمى التام، ولكنه نظر ضعيف لا ينفع، وهذا حال أهل الضلال.
يقول شيخ الإسلام:
وقوله تعالى "يَعْشُ" ضُمّن معنى يُعرِض، ولهذا عُدّي بحرف الجر (عن)، كما يقال: أنت أعمى عن محاسن فلان: إذا أعرضت فلم تنظر إليها، فقوله "يَعْشُ" أي: يكن أعشى عنها، وهو دون العمى، فلم ينظر إليها إلا نظرًا ضعيفًا، وهذا حال أهل الضلال، الذين لم ينتفعوا بالقرآن، فإنهم لا ينظرون فيه كما ينظرون في كلام سلفه؛ ﻷنهم يحسبون أنه لا يحصل المقصود، وهم الذين عشوا عنه، فقُيّضت لهم الشياطين، تقترن بهم وتصدهم عن السبيل، وهم يحسبون أنهم مهتدون، ولهذا لا تجد في كلام من لم يتبع الكتاب والسنة بيان الحق علمًا وعملًا أبدًا، لكثرة ما فيه كلامه من وساوس الشياطين
المصدر:
- شيخ الإسلام ابن تيمية، منهاج السنة، 433/5