يوسف زيدان.. سارق لا يفقه ما يسرق!

يوسف زيدان.. سارق لا يفقه ما يسرق! | مرابط

الكاتب: د. سامي عامري

398 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

نشر يوسف زيدان منذ سنة على إحدى القنوات الفضائية حلقة من أحد برامجه، أثارت ضجة، إذ زعم أن قصة أصحاب الفيل لا علاقة لها بمكة.. محاولا إيهام المشاهدين أن دعواه كشف من كشوفه الفريدة (وما أكثرها!).. وقد تلبّس هنا بالسرقة والكذب.. وقد رددت على دعواه في كتاب "شبهات تاريخية حول القرآن الكريم" الصادر حديثا.. وهذا نصّه:

"زعم الكاتب يوسف زيدان -صاحب الشطحات التاريخية المشبوهة والمتكرّرة- أنّ قصّة أصحاب الفيل لا علاقة لها بأبرهة، وغزو مكّة، واستدلّ لذلك بأنّ القصّة عن "أصحاب الفيل" لا "صاحب الفيل" (أبرهة)، وأنّ القصّة وقعت قبل المسيح في معركة المكابيين اليهود حيث شاركت عدة فيلة في المعركة. كما زعم أنّ ربط سورة الفيل بأبرهة من صناعة وهب بن منبّه في رواياته المحفوظة في كتاب: "التيجان في ملوك حمير". واستنكر حماية قريش الوثنية من أبرهة النصراني الأقرب للإيمان الإسلامي. كما أشار إلى التشابه بين "مكّة" و"المكابيين". والتعليق على كلامه في النقاط التالية:

1-أوحى زيدان للسامعين أنّ ما قرّره هنا، من اجتهاده في تدبّر القرآن. والحق هو أنّ هذه الدعوى جاء بها المستشرق الفرنسي دو بريمار الذي زعم في مقال نشره سنة 1998 أنّ سورة الفيل تشير إلى معركة القادسيّة (!) التي انتصر فيها "العرب" على الجيش الساساني سنة 15 هـ -بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم!- (Alfred-Louis de Prémare, “Les éléphants de Qadisiyya”, Arabica, 1998, 45, 261-269.).

ثم عاد سنة 2000 لنشر مقال آخر في الموضوع، زعم فيه أن سورة الفيل تفسير "مِدراشي" لسفر المكابيين الثالث (“Il voulut détruire le temple”. L’attaque de la Ka‘ba par les rois yéménites avant l’islam. Akhbâr et Histoire”, Journal Asiatique, 2000, 288/2, 261-367).  ولم تجد دعوى دو بريمار صدى في الساحة الاستشراقية؛ فقد رفضها عامة المستشرقين (قبِلها دانيال بيك، وهو ليس بباحث أكاديمي ولا علاقة له علميًا بالدراسات الإسلامية، وغيوم دي).

2-سُمّي جيش أبرهة بـ"أصحاب الفيل"؛ لأنّ الجيش هجم على مكّة مع فيل أو فيلة؛ فليست التسمية متعلّقة بأبرهة، وإنّما هي متعلّقة بجيشه.

3-أبرز معركة بين المكابيين والسلوقيين من جهة بروز خبر الفيلة فيها بصورة لافتة، هي معركة بيت زكريا التي ذكرها سفر المكابيين الأول 6،  والمؤرّخ يوسيفوس في القرن الأول في كتابين له ("عاديات اليهود"، 12. 9 و"حروب اليهود" 1. 41-46). وقد هزم السلوقيون فيها اليهود لا العكس. ومشاركة الفيلة في المعارك الأخرى أقل ظهورًا.

4-زعم زيدان أنّ الطير الأبابيل التي رمت جيش العدو، مذكورة في سفرَي المكابيين. وتلك دعوى لا تصحّ؛ فليس في سفرَي المكابيين شيء من ذلك. والأمر نفسه في سفر المكابيين الثالث. كما أنّه لا ذكر في الأسفار السابقة للحجارة النازلة من السماءء على العدو. وهذا هو الأمر المميّز للقصّة القرآنية؛ فإنّ مشاركة الفيلة في الحروب لا تُعدّ من نوادر الأحداث.

5-خبر معركة الفيل لم يتفرّد به وهب بن منبّه؛ فقد رواه أهل السير. وجاء في الصحيحين أنّ ﷺ النبي لما فتح الله عليه مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "إنّ الله حبس عن مكّة الفيل، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين ". (رواه البخاري، كتاب في اللقطة، باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، ح/2329، ومسلم ،كتاب الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد، ح/ 2505). 

6-حماية الكعبة من هجمة أبرهة ليست في إكرام وثنيي مكّة وإنّما في إكرام كعبة إبراهيم عليه السلام، وإكرام النبي الذي سيبعث قريبًا ليحيي ملّة إبراهيم عليه السلام من جديد، وليردّ الكعبة إلى طهر التوحيد، ولتكون مكّة مبدأ تجديد ملّة إبراهيم عليه السلام.

7- كلمة "مكابيين" تُطلق على يهوذا المكابي وإخوته، ثم صارت مرادفة للسلالة الحشمونية، فهي ليست اسمًا لمكانٍ: "مكّة"!"

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#يوسف-زيدان
اقرأ أيضا
كيف كان تطوع الصحابة؟ | مرابط
اقتباسات وقطوف

كيف كان تطوع الصحابة؟


ولم يكن أكثر تطوع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله خشية له ومحبة وإجلالا وتعظيما ورغبة فيما عنده وزهدا فيما يفنى.

بقلم: ابن رجب
301
الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الثاني | مرابط
تفريغات

الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الثاني


إن تربية الأولاد أمانة ومسئولية لا بد من القيام بها فانظروا كم ضيع الأمانة اليوم من المسلمين كم من أولياء أمور ضيعوا الأمانات ضيعوا الأولاد ضيعوا فلذات أكبادهم أهملوا تركوهم في الشوارع يتعلمون الألفاظ القبيحة والعادات السيئة كالتدخين وغيره ويتدرجون شيئا فشيئا إلى أن يتعاطوا المخدرات ويقعوا في الفاحشة واللواط وهكذا تكون النتائج متوقعة ولا شك أنها نتيجة لهذا التضييع

بقلم: محمد المنجد
639
القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات العالمانية

القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي الجزء الأول


عندما يجري الحديث عن القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي فإن الأمر يتجاوز الحديث عن وقائع معينة تمت روايتها وتدوينها في كتب التاريخ ليجري الحديث عن الأرضية التي يجري على أساسها تحليل واستنباط النتائج من الوقائع كما أن هذا يشمل المنهج المتبع في التحقق من تلك الوقائع إنه في المقام الأول حديث عن فلسفة التاريخ عن المنهج الذي يسلكه المحلل في قراءته وتوظيفه للأحداث التاريخية في نسقه التحليلي قبل المنهج المتبع في التحقق من صدق الرواية التاريخية

بقلم: يوسف سمرين
1382
دلالة الدقيق من الخلق على الله | مرابط
فكر مقالات

دلالة الدقيق من الخلق على الله


لا تحقر شيئا أبدا لصغر جثته ولا تستصغر قدره لقلة ثمن ثم اعلم أن الجبل ليس بأدل على الله من الحصاة ولا الفلك المشتمل على عالمنا هذا بأدل على الله من بدن الإنسان وأن صغير ذلك ودقيقه كعظيمه وجليله ولم تفترق الأمور في حقائقها وإنما افترق المفكرون فيها ومن أهمل النظر وأغفل مواضع الفرق وفصول الحدود فمن قبل ترك النظر ومن قبل قطع النظر ومن قبل النظر من غير وجه النظر ومن قبل الإخلال ببعض المقدمات ومن قبل ابتداء النظر من جهة النظر واستتمام النظر مع انتظام المقدمات- اختلفوا

بقلم: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
2916
ألهاكم التكاثر | مرابط
مقالات اقتباسات وقطوف

ألهاكم التكاثر


تعليق ماتع لابن القيم على قول الله تعالى ألهاكم التكاثر يقف بنا على دلالاتها ومعنى ألهاكم ولماذا قال ألهاكم ولم يقل أشغلكم وكذلك يوضح المقصود بالتكاثر هل هو على الإطلاق أم لا وهل اللهو كله محرم أم لا وكذلك التكاثر وغير ذلك من اللمحات المفيدة

بقلم: ابن القيم
1505
الأسس الفكرية لليبرالية: الفردية ج2 | مرابط
فكر مقالات الليبرالية

الأسس الفكرية لليبرالية: الفردية ج2


الفردية هي السمة الأساسية الأولى لعصر النهضة وهي من أهم أسس وأعمدة الليبرالية وقد ارتبطت الحرية بالفردية ارتباطا وثيقا فأصبحت الفردية تعني استقلال الفرد وحريته ولكن الفردية نفسها لها أكثر من مفهوم مثل المفهوم البراجماتي والمفهوم التقليدي وفي هذا المقال يستعرض لنا المؤلف المفهومين وكلام رواد الليبرالية حولهما

بقلم: د عبد الرحيم بن صمايل السلمي
2180