أبرز آراء النسوية الراديكالية: رفض الأسرة والزواج

أبرز آراء النسوية الراديكالية: رفض الأسرة والزواج | مرابط

الكاتب: مثنى أمين الكردستاني

1900 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

أسباب رفض الأسرة والزواج

كرد فعل لوضع المرأة في الغرب، وكرد فعل لقوانين الأحوال الشخصية المسيحية القاسية، وكرد فعل لقسوة الرجال وعنفهم، وكتحقيق للرغبة الجنسانية المستشرية في الغرب، وابتغاء للفردية وعدم التقيد، وهروبًا من أعباء البيت ومسؤوليات الأسرة، واعتقادا بأن الأسرة قيد وعبء ولا ضرورة لها وتصنف المرأة في درجة أدنى واحتجاجا على حصر دور المرأة في الإنجاب والأمومة دون غيرها من الأدوار.. كل هذه الأمور أدت ببعض أجنحة هذه الحركة إلى السعي للتخلص من الأسرة والزواج.(1)

خيار هوبسن

ومن فلاسفة الغرب الذين أدى بهم احتجاجهم على قوانين الأحوال الشخصية ووضع المرأة في الأسرة إلى رفض الزواج والأمومة (جون ستيوارت مل)، الليبرالي المعروف والذي ينكر أن يكون الزواج والأمومة رسالة طبيعية للمرأة، ويعتبر ذلك فرضًا رجوليًا، وأن الرجال حصروا خيار المرأة في ذلك لضرورة المجتمع إليه، وإلا فإن المرأة لو أعطيت خيارًا آخر ما قبلت ذلك ويسميه (خيار هوبسن): (هذا أو لا شيء)(2)

والأنثوية تعتبر الأسرة والزواج مصدرا لتبعية المرأة، وأن الزواج لا يعكس فقط سيطرة الرجل في المجتمع، بل يصنف حقوق المرأة بشكل كبير، ويندرج تحته مؤسسات اجتماعية وممارسات أصبحت مصدرًا لتبعية المرأة اليوم (3)

الزواج وسجن المرأة الأبدي

تصور (سيمون دي بوفوار) الزواج كسجن أبدي للمرأة وانقطاع للأمل والأحلام، وختم للحياة وإعلان انتهائها حين تقول "حينما تتزوج الفتاة لا يعود أمامها مستقبل آخر أو أبواب المنزل توصد من خلفها لتتركها مع حصتها من الدنيا،... حين كانت فتاة كانت فارغة اليدين، ولكنها كانت تمتلك الأمل والأحلام وكل شيء، أما الآن فلها زاوية محدودة في العالم، فتفكر حينئذ في قلق ولسان حالها يقول: ليس لي سوى هذا إلى الأبد هذا الزواج وهذا المسكن" (4)

وتطالب بنبذ الأسرة والتوجه للعمل وتقول "أن تعيد المرأة اكتساب أهمية اقتصادية كانت قد فقدتها منذ عصور ما قبل التاريخ، بحيث تتخلص من الأسرة، وتأخذ في المعمل قسمًا جديدًا في الإنتاج" (5)، ويقول إمام عبد الفتاح إمام "باختصار فإننا نستطيع أن نقول مع (سيمون): أن اضطهاد المرأة يرجع إلى الرغبة في تخليد الأسرة، والمحافظة على الملكية الخاصة، وبمقدار ما تتحرر المرأة من الأسرة فإنها تتحرر من التبعية"(6)

رأي إنجلز في الزواج

وإنجلز عندما يتحدث عن أصل الأسرة والزواج لا يبقى منها شيئًا حيث إن هم تربية الأولاد على الحكومة سواء كانوا شرعيين أو غير شرعيين، والمرأة تهب نفسها لمن تحب بلا تحفظ، والزواج والأسرة باقيان "مدة تأجج الحب الجنسي الفردي.. وحين يستنفذ الميل استفاذا كاملًا، أو حين يحل محله حب جديد مشبوب العاطفة، يغدو الطلاق عملا حسنا بالنسبة للطرفين، كما بالنسبة للمجتمع" (7)

أي تصور للزواج هذا الذي يطرحه إنجلز، وأي ضمان لحق المرأة إذا كان الرجل بمجرد تغير ميله أو رؤية حسناء يفسخ عقد الزواج (هذا إن وجد أصلًا) ويجري وراء ثانية، لعمري هذا جهل وظلم فاحش ينال المرأة دون الرجل، وهؤلاء الشيوعيون يرون أن الذي ألجأ المرأة لكي تقبل بالزواج -الذي يعتبرونه من بقايا السلطة الأبوية والبرجوازية، وتقسيم العمل المشؤوم في بداية التاريخ- هو العامل الاقتصادي، وحاجة المرأة للمعيشة لنفسها ولأولادها، وهذا ما لا يبقى في النظام الشيوعي، ﻷن الكل تتولاهم الدولة فيسقط الأساس الذي يعتمد عليه الزواج والأسرة وتتحرر المرأة من قيودها.

ويقول إنجلز "وبدأت الحاجة إلى تبادل الفائض من الإنتاج فظهر بذلك نظام التبادل، الذي ترتب عليه بالتالي نشأة نظام الملكية الخاصة، فشهد بذلك التاريخ الإنساني أول شكل من أشكال المجتمعات الطبقية، معه ظهر النظام الأبوي، فتم إسقاط الحق الأمي، وكانت هزيمة تاريخية عالمية للجنس النسائي، فقد اتخذ الزواج دفة القيادة في البيت، وحرمت الزوجة من مركزها واستذلت، وأمست أداة بسيطة لإنتاج الأولاد" (8)

وللشيوعيين أسباب أخرى في رفض الأسرة حيث يرون أنها تدعم النظام الطبقي والإقطاعي عن طريق الوراثة وتشابك المصالح، ﻷنه بالولادة تتحدد الطبقة والمكانة والديانة والمهنة، ويقولون إن الأسرة تشجع وتكرس العلاقات اللاعقلانية مثل علاقات الدم والعادات والتقاليد والعرف والدين، وكل هذه الأمور معادية للتغيير الشيوعي الذي يريدونه (9)، ولذلك فقد "كان أبرز المعادين للأسرة في أرض الواقع وساحة التنظير: الذين لا يؤمنون بالله، ثم الاشتراكيين والراديكاليين، ثم الانتهازيين والمستغلين للمرأة في الاقتصاد والإعلام والبغاء، ثم الحركات النسوية" (10)

العملية الاشتراكية وإفساد الأسرة

يقول ميخائيل نوفاك -صاحب كتاب روح الرأسمالية الديمقراطية- نقلًا عن إيغور شافار يفتش "إن العملية الاشتراكية الرامية لتجانس المجتمع تهدف أصلا لإفساد الأسرة وتحطيمها، ولن يكون ذلك إلا بتدنيس الحب الزيجي وتهشيم احاديته (رجل واحد مع امرأة)، ومن هنا فإن الحركات الاشتراكية تسعى في مرحلة التبشير إلى التأكيد على حرية الجنس، وربما فرض بعض المتطرفين من قادة المنظمات قسرًا الاتصال الجنسي غير الشرعي بين أعضاء المجموعة، فيكون لكل فرد أن ينام مع الآخرين كلهم، وبذا تكون قرابة أي منهم بالنسبة للآخرين متساوية، وهذه قمة التساوي أو المساواة" (11)

بناء الأسرة وتعريفها

وعلى ضوء هذا الاستهداف للأسرة اضطرب تعريفها وشاع مصطلح (القرين أو الشريك) بدل مصطلح الزوج أو الزوجة، وسمى الزواج الطبيعي المعروف بالزواج التقليدي أو النمطي وظهرت الدعوة إلى بناء الأسرة اللانمطية، وإعادة تعريف الأسرة.

وتحاول الأنثوية توسيع مفهوم الأسرة لكي يشمل أنماطا شاذة ومنحرفة في داخله "وقد تحدث أعضاء هيئة التخطيط في مؤتمر البيت الأبيض عن الأسرة سنة 1980 علنا عن أسرة الماضي والأسرة التقليدية، ويعنون بذلك الأسرة المكونة من رجل وامرأة اتحدا في علاقة زواج وإنجاب وأطفال، وقد اعتبروا كل بيت يؤدي ويشرع الحاجات الأساسية الطبيعية -مثل علاقة اللواط والزوجين العقيمين اللذين يعيشان سوية، والجماعات وما شابهها من مجموعات المصاهرة- على أنها أسر، ولا يبدو أن لديهم الرغبة في استثناء أي ترتيب من هذا القبيل، وكانت هذه النظرة مروعة لأنصار السلالات" (12)

ويلاحظا أن مثل هذه التعريفات المطاطية المتوسعة هي التي تعتمد لتفسير الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بشؤون المرأة والسكان والأسرة والتنمية والتي صدرت عن الامة المتحدة والوكالات الدولة.. بل هي أحيانا تكتب صراحة كما سنوضح ذلك لاحقًا.

النقاد والمفهوم الجديد للأسرة

ويرد ميخائيل في كتابه سابق الذكر على هذه التخرصات ومحاولة زعزعة مفهوم الأسرة ويقول "ورغم كثرة الحقد الكلامي على الأسرة التقليدية، لا يبدو أن هناك كثيرًا من النقاد يوافقون على أن الحياة مع أحد الوالدين أفضل من الحياة مع كليهما، أو أن الإفراط في الفرقة والطلاق والخيانة له تأثير حسن، أو أن العيش معا دون زواج شرعي أو الزواج دون إنجاب أطفال يخدم الصالح العام بشكل أفضل، أو أن أفضل أشكال المجتمع تلك التي تشجع العلاقة المؤقتة، أو العقم، أو إباحة الجنس بين الجميع، ويلف الغموض انتقاد المعادين للأسرة بشكل فظيع، فما الذي ينوون وضعه محلها بعد التحرير والانفتاح؟" (13) 

مآلات هدم الزواج والأسرة

ويمكننا إيجاز الأمور التي نتجت من هذه الدعوة لنقض الزواج والأسرة على النحو التالي:

1- اعتماد عملية التزاوج بدل الزواج، وزيادة هائلة في أعداد الذين يعيشون مع بعض دون رابطة قانونية "ففي بريطانيا ازدادت نسبة النساء اللاتي يعشن مع رجل دون رابطة رسمية من 8% عام 1981 إلى 20% 1988" (14)

2- كثرة الخيانة الزوجية من قبل الزوجين واعتياد الناس عليها، بحيث لا تعتبر تهديدا خطيرًا ولا جرمًا، وهذا يدل على أن الأسرة حتى لو بقيت فإنها شكلية لا أكثر

3-تربية الأولاد عند أحد الوالدين أو ما يسمى بعائلة الوالد المنفرد وتشكل النساء 90% من هذه العوائل "في بريطانيا ارتفع تنسبة هذه العلائلات المنفردة من 14% عام 1961 إلى 27% عام 1991" (15)

4- زيادة رهيبة في نسبة الطلاق: وهذا الأمر يحتاج إلى توضيح لأن للطلاق أسباب كثيرة، ولذلك نقول إن واحدة من أهم دلائل رفض الحركات النسوية الغربية للزواج والأسرة كانت تتجلى في سعيها الحثيث للإطاحة بقانون الأحوال الشخصية، والمطالبة بتسهيلها أكثر فأكثر إلى حد أن يكون الزواج والأسرة شكليا فقط، وحتى تتمكن المرأة من الحصول على الطلاق وهدم الأسرة بأيسر سبيل وأكثره اختصارا وكلفة، دون الانتباه إلى الآثار السيئة لهذا الأمر، بالاقتناع التام -أحيانا- بجدوى هدم الأسرة وتحرير المرأة.

ويعتبر غالبية الباحثين بأن بداية الستينيات هي التاريخ الحقيقي لبدء انهيار الأسرة بمفهومها التقليدي في بريطانيا حتى تحولت الحركة النسوية في نهاية الستينيات من المطالبة بالمساواة إلى المطالبة بالتحرر، وتقول إحدى الناشطات في الحركات بأن على النساء لإثبات موقفهن من حركة التحرير هذه أن  يمتنعن عن الزواج، وتنتقد النساء لأنهن يتزوجن، وتعتقد كل واحدة منهن أن زواجها سيستمر إلى الأبد، وتشير أرقام عام 1984 إلى أن 71% من طلبات الطلاق في بريطانيا قد تقدمت بها الزوجة، وحول أعداد الطلاق تشير الإحصائيات إلى أن "عدد حالات الطلاق السنوية في برطيانيا (160) ألف حالة مقارنة بسبعة آلاف قبل خمسين عاما أي بزيادة حوالي ثلاثة وعشرين ضعفًا، وفي أمريكا توجد أعلى نسبة طلاق في العالم كافة، حي ينتهي نصف عدد الزيجات بالطلاق"(16)

"وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ" "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا" .... فعلا إن هذا الواقع ميل عظيم بكل المقاييس.


الإشارات المرجعية:

  1. مجلة المرأة العربية، بغداد العدد (5)، 1987م، من مقالة بعنوان (قضايا المرأة العربية في زحمة المفاهيم المشوهة)، بقلم حامد عمار، ص117
  2. جون ستيوارت مل، (استعباد النساء)، في فصل بعنوان (ألزواج)
  3. "A. Armstrong et al., (1992) uncovering reality: excavating women's right in Africa family law
  4. سيمون دي بوفوار (الجنس الآخر)، ص183
  5. مجلة النهج، مقالة عبد الهادي عباس، العدد 49، شتاء 1998م
  6. الدكتور إمام عبد الفتاح (الفيلسوف المسيحي والمرأة)، ص10
  7. جورج طرابيشي (المرأة في التراث الاشتراكي)، ص76
  8. المرجع نفسه، ص76
  9. ميخائيل نوفاك (روح الرأسمالية الديمقراطية)، ترجمة عالية جودة، (عمان: دار البشير 1989)، ص156
  10. هبة رؤوف (المرأة والعمل السياسي) ص177
  11. المرجع السابق، ص147
  12. المرجع نفسه، ص148
  13. ميخائيل نوفاك (روح الرسمالية الديمقراطية)، ص149
  14. الدكتورة شذى سلمان، المرأة المسلمة، ص93
  15. المرجع نفسه، ص96
  16. المرجع السابق، ص83-84

المصدر:
مثنى أمين الكردستاني، حركات تحرير المرأة من المساواة إلى الجندر، ص151

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#النسوية #الأسرة #الزواج
اقرأ أيضا
الإسراء والمعراج ج2 | مرابط
تفريغات

الإسراء والمعراج ج2


عباد الله لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج عزاء وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وسلم لما لاقاه ولما سوف يلاقيه في سبيل الدعوة إلى الله فرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراء وقد امتلأ قلبه ثقة ويقينا كيف لا والله يقول: لقد رأى من آيات ربه الكبرى النجم:18 كما أنه كان امتحانا وابتلاء لمن أسلم وآمن فلما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر فما بين مصدق ومكذب ولشدة الخبر ارتد بعض من آمن ولم يرسخ الإيمان في قلوبهم ولم تخالط بشاشته القلوب

بقلم: خالد الراشد
400
العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر | مرابط
تفريغات

العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر


من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه

بقلم: إبراهيم الدويش
418
ذكر ما يصدأ به القلب | مرابط
اقتباسات وقطوف

ذكر ما يصدأ به القلب


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وقال حذيفة إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فإذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء

بقلم: ابن الجوزي
648
هل اتجه عمر رضي الله عنه إلى تقليل رواية الحديث | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

هل اتجه عمر رضي الله عنه إلى تقليل رواية الحديث


يناقش الكاتب محمد أبو شهبة بعض الشبهات المثارة حول السنة النبوية قديما وحديثا والتي روج بعضها المستشرقون وتلقفها بعدهم أحفادهم من منكري السنة والعلمانيين وأعداء الملة والدين وفي هذا المقال يناقش دعوى أن سيدنا عمر رضي الله عنه اتجه إلى تقليل رواية الأحاديث والاكتفاء بالقرآن الكريم فقط

بقلم: محمد أبو شهبة
3001
دواء العشق | مرابط
اقتباسات وقطوف

دواء العشق


إن القلب إذا أخلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور فإنه إنما يتمكن من قلب فارغ وقد تصل قلوب العباد إلى حالة من التعلق والعشق المضاد للتوحيد وقد أجاد الإمام ابن القيم رحمه الله في شرح هذه المسألة وتفصيلها وبين يديكم مقتطف من الجواب الكافي عن دواء التعلق والعشق

بقلم: ابن القيم
971
مجاراة الموضة والعالم الافتراضي | مرابط
اقتباسات وقطوف ثقافة

مجاراة الموضة والعالم الافتراضي


والحقيقة أن المجتمع اليوم هو مجتمع افتراضي أو قل: يتجه نحو شكل المجتمع الافتراضي لا روابط بين أفراده إلا تلك الروابط التي أنشأتها الشبكة الاجتماعية الافتراضية الزرقاء فهي الآن تعد وسيلة الاتصال الأساسية بين البشر

بقلم: محمد علي فرح
507