أحاديث وفضائل شهر رجب

أحاديث وفضائل شهر رجب | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

848 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

رجب: من الترجيب، وهو التعظيم، ويجمع ‌على ‌أرجاب، ‌ورجاب، ‌ورجبات (1) ومن أسمائه رجب مضر ومنصل الأسنة والأصم والأصب ومنفس ومطهر ومعلي ومقيم وهرم ومقشقش ومبريء.. أما ما يروجه بعضهم من أن سمي بالأصب لأن الله يصب فيه الرزق فباطل.

وحديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، ‌وبلغنا ‌رمضان». لا يصح

أحاديث فضل رجب

لم يرد في فضل رجب حديث يعول عليه، كلها بين الضعيف والموضوع. وقد اجتهد الكذبة في وضع أحاديث له حتى يخصصه عموم الناس بالعبادة، ولابن دحية الكلبي كتاب [أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب] بين فيه الأحاديث الباطلة الواردة فيه، وكذلك لابن حجر كتاب سماه (2)

استحباب صوم شهر رجب

لم يرد في استحباب صومه حديث صحيح، أما حديث: «‌صم ‌من ‌الحرم ‌واترك». (3) فضعيف فيه مجيبة الباهلي مجهول، وقيل: إنها امرأة، واسمها مجيبة الباهلية.. ولو صح لم يكن فيه دليل على التخصيص.

قال الشوكاني: "ولكنه لا يدل على شهر رجب على الخصوص كما يفيد تنصيص المصنف وكان الأولى له ان يقول ويستحب صوم الاشهر الحرم سيما المحرم وذلك لورود الدليل الدال على استحباب صومه على الخصوص كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصيام بعد رمضان افضل فقال: شهر الله المحرم" (4)

فلا يجوز تخصيصه بعبادة ولا تخصيص أي شهر من الأشهر الحرم. اللهم إلا المحرم فيستحب الإكثار من الصيام فيه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد ‌رمضان ‌شهر ‌الله ‌المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل » (5) وكذا العشر من ذي الحجة يستحب صومها.

وقد كان عمر ينهى الناس عن صومه ويزجرهم، فعن خرشة بن الحر، قال: «رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الناس في رجب؛ حتى يضعوها في الجفان، ويقول: كلوا، فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية» (6)

وعن محمد بن زيد قال:«كان ابن عمر إذا رأى الناس وما يعدون لرجب كره ذلك» (7)
وعن عطاء قال: «كان ابن عباس ينهى عن صيام رجب كله؛ لأن لا يتخذ عيدا» (8)

وقال الطرطوشي المالكي: "في الجملة: أنه يكره صومه على أحد ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه إذا خصه المسلمون بالصوم في كل عام؛ حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة -مع ظهور صيامه- أنه فرض كرمضان.
أو: أنه سنة ثابتة خصه الرسول بالصوم كالسنن الراتبة.

وأن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على سائر الشهور، جار مجرى صوم عاشوراء، وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة، فيكون من باب الفضائل لا من باب السنن والفرائض، ولو كان من باب الفضائل؛ لسنه عليه السلام أو فعله ولو مرة في العمر؛ كما فعل في صوم عاشوراء، وفي الثلث الغابر من الليل، ولما لم يفعل؛ بطل كونه مخصوصا بالفضيلة، ولا هو فرض ولا سنة باتفاق". (9)

فرجب لم يرد في فضله غير كونه من الأشهر الحرم، قال ربنا: ﴿‌إِنَّ ‌عِدَّةَ ‌الشُّهُورِ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌اثْنَا ‌عَشَرَ ‌شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36].

ليلة الإسراء

أما ليلة الإسراء فلا نص يصح في تحديد زمنها،قال ابن دحية الكلبي:«وذكر بعْض القصاص أن الإسراء كانَ في رجب وذلك عنْد أهل التعديل والتجريح عيْن الكذب». (10)


الإشارات المرجعية:

  1. [تفسير ابن كثير - ت السلامة (4/ 147)]
  2. [تبيين العجب بما ورد في شهر رجب]
  3. [سنن أبي داود (2/ 298 ط مع عون المعبود)]
  4. [السيل الجرار.(ص297)]
  5. [صحيح مسلم (3/ 169 ط التركية)]
  6. [مصنف ابن أبي شيبة (6/ 123 ت الشثري)]
  7. [مصنف ابن أبي شيبة (6/ 124 ت الشثري)]
  8. [مصنف عبد الرزاق (4/ 292 ت الأعظمي)]
  9. [الحوادث والبدع (141/1/142)].
  10. [أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب (ص54)]
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#شهر-رجب
اقرأ أيضا
متى يكون الرد على المخالف | مرابط
فكر

متى يكون الرد على المخالف


كثير ممن يطيل الجدل والمناظرة لا يفرق بين بيان إثبات الحجة وبين الإقرار بها فيجعل لازم إثبات الحجة أن يقر المحجوج بها وهذا ليس من العلم والنظر ولا من مقاصد التشريع في شيء وذلك أن محل الإقرار في القلب واللسان ناقل لما في القلب والصدق في هذا شاق جدا حتى ربما ظهر الحق لجميع السامعين ويبقى المحاجج في سكرة نفي ثبوت الحجج والتهوين منها والتعلق بالإقرار تعلق بباطن لا يمكن الوصول إلى حقيقته

بقلم: عبد العزيز الطريفي
994
ما الفقر أخشى عليكم | مرابط
تفريغات

ما الفقر أخشى عليكم


خشى الرسول صلوات الله وسلامه عليه على أصحابه أصلا وعلى من يأتون من بعدهم تبعا يخشى عليهم التكاثر في الأموال ولا يخشى عليهم الفقر لأن الله تبارك وتعالى قد أخبر نبيه عليه الصلاة والسلام بكثير من المغيبات ومنها: أن الله عز وجل سيفتح له كسرى وقيصر وقد تحقق ذلك كما هو معروف في الأحاديث الصحيحة وأخبار السيرة

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
603
في التحذير من فتن إبليس ومكايده | مرابط
اقتباسات وقطوف

في التحذير من فتن إبليس ومكايده


مقتطف لابن الجوزي من كتاب تلبيس إبليس يحذر فيه أهل الإسلام من مكائد إبليس وفتنته ويشير إلى طبيعة الإنسان منذ خلقه حيث ركب فيه الهوى والشهوة وبيده أن يختار طريق الهدى أو طريق الضلال بيده أن يجلب ما فيه نفعه وصلاحه أو ينساق وراء شهواته وحبائل إبليس

بقلم: ابن الجوزي
1731
أيام الصبر | مرابط
تفريغات

أيام الصبر


أهل العلم قالوا: ليس من الممكن أن يستوي من وقف أيام الشدة وأيام الفاقة وأيام الذلة ولما قل الناصر: وقف في ظهر النبي ليقول: أنا هنا مالي موجود وأنا موجود! أنا لن أتخلى عنك! وشخص آخر جاء وقت الرخاء.. نحن الآن في نفس هذه الأيام اليوم الدين ليس له أحد دين الله ليس له أحد الناس تعيش لحياتها أنت تصلي لنفسك وليس لدين الله أنت تصوم لنفسك وليس للدين الدين كل يوم ينقص.

بقلم: محمد سعد الشرقاوي
620
شعب واحد وقضية واحدة | مرابط
فكر مقالات

شعب واحد وقضية واحدة


فلا مجاز لنا نحن العرب إلا أن نعرف أنفسنا وأن ندرك حقيقة حياتنا وأن نؤمن بأن القوى لا ينال بقوته بل باستسلامنا وأنه لا يحيف علينا ببطشه بل بتهاوننا واستصغارنا لشأن أنفسنا وأن أجهل الجهل أن يظن ظان أن مئة مليون من خلق الله يمكن أن يفنوا على بكرة أبيهم بسطوة ساط أو بغي باغ وأنهم هباء لا يزن في ميزان القوة جناح بعوضة وأنهم غنم مسيرون يهاهىبهم راع عنيف تسوقهم عصاه إلى حيث أراد

بقلم: محمود شاكر
628
انتقاد ابن تيمية لمن أهمل العقل | مرابط
اقتباسات وقطوف

انتقاد ابن تيمية لمن أهمل العقل


لم يكن السلف الصالح في خصام مع العقل أو الاستدلال العقلي بل إن كلامهم فيه الكثير من الأدلة العقلية وكذلك الوحي فيه من الأدلة السمعية العقلية الكثير والكثير وهنا اقتباس لشيخ الإسلام ابن تيمية ينتقد من أهملوا العقل تماما بحجج مختلفة وجاء ذلك في الفتاوى المجلد السادس عشر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1926