إضاءة في سبيل العلم وطلبه

إضاءة في سبيل العلم وطلبه | مرابط

الكاتب: د. طلال الحسان

1582 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

العلم فتح من الله، ومن أعظم أسباب هذا الفتح؛ الافتقار إلى الله والتضرع بين يديه.  

هل جرّبت يا طالب العلم قبل كل كتاب تقرؤه، أو درس تحضره، أو مادة تسمعها؛ أن تتضرع إلى الله، وتسأله أن يبارك لك في هذه القراءة وهذا الدرس، وأن يفتح على قلبك، وأن ييسر لك سبيل العلم النافع، وأن لا يكلك إلى نفسك، وأن يجعل ذلك كله سبيلًا إلى رضوانه.

إنك إن فعلت ذلك فتح الله عليك وظفرت ببغيتك بإذن الله، قال ابن القيم: (ولا ظَفِرَ من ظفر بمشيئة الله وعونه إلَّا بقيامه بالشُّكر وصدق الافتقار والدُّعاء). (1)

وإذا منّ الله عليك بالاستفادة بالمقروء، وانتفعت بما سمعت، وآنست من نفسك الزيادة من العلم والفقه؛ فاحمل نفسك على مقام إيماني آخر يحب الله أن يراه من عبده، ألا وهو مقام الشكر، فأكثِر من شكر الله وحمده، فالشكر بوابة المزيد، قال أبو حنيفة: (إنما أدركت العلم بالحمد والشكر، فكلمّا فهمت شيئاً من العلوم، ووقفت على فقه وحكمة؛ قلت: الحمد لله تعالى، فازداد علمي). (2)

ومن جعل هذا دأبه وعادته في طلب العلم وحضور الدروس والقراءة؛ قطع مسافات في طريق العبودية، وحقق مقصد العلم الأعظم وهو انكسار القلب وافتقاره إلى ربه وفُتحت له أبواب من التوفيق والهداية على مصراعيها. (ولا ريب أن من وُفِّق لهذا الافتقار علمًا وحالًا، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أُعطي حظّه من التوفيق، ومن حرمه فقد مُنع الطريق والرفيق). (3)


الإشارات المرجعية:

  1. الفوائد (١٤٢) 
  2. تعليم المتعلم للزرنوجي (٣١)
  3. إعلام الموقعين(٣٤/٥).
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#طلب-العلم
اقرأ أيضا
الشعور بالذنب في زمن الحداثة | مرابط
فكر

الشعور بالذنب في زمن الحداثة


التفسير الأول يرى أن الشعور الطبيعي العميق بالذنب ينجم ضمن عملية تفرد الإنسان في الحداثة وهذه العملية الضرورية للتطور والنمو تستوجب على الفرد أن يضع نفسه في مواجهة الطبيعة أو الكون وهذه الوضعية تشعر الفرد بالضعة الهائلة أمام الكون وتملؤه بإحساس الضآلة والصغر والهامشية وانعدام القيمة ومن ثم يتولد الشعور بالذنب.

بقلم: عبد الله الوهيبي
532
دلالة الدقيق من الخلق على الله | مرابط
فكر مقالات

دلالة الدقيق من الخلق على الله


لا تحقر شيئا أبدا لصغر جثته ولا تستصغر قدره لقلة ثمن ثم اعلم أن الجبل ليس بأدل على الله من الحصاة ولا الفلك المشتمل على عالمنا هذا بأدل على الله من بدن الإنسان وأن صغير ذلك ودقيقه كعظيمه وجليله ولم تفترق الأمور في حقائقها وإنما افترق المفكرون فيها ومن أهمل النظر وأغفل مواضع الفرق وفصول الحدود فمن قبل ترك النظر ومن قبل قطع النظر ومن قبل النظر من غير وجه النظر ومن قبل الإخلال ببعض المقدمات ومن قبل ابتداء النظر من جهة النظر واستتمام النظر مع انتظام المقدمات- اختلفوا

بقلم: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
3008
حديث الدولتين | مرابط
تاريخ فكر مقالات

حديث الدولتين


مقال هام لشيخ العربية محمود شاكر أبو فهر يتحدث عن القضية الفلسطينية وحل الدولتين ودور أمريكا وبريطانيا في ترسيخ أقدام اليهود في أرض فلسطين المباركة يكشف لنا الكثير من المؤامرات والأحداث التاريخية لنعرف كيف وصلنا إلى وضعنا الحالي

بقلم: محمود شاكر
2248
الفائدة في خلق ما يؤذي | مرابط
اقتباسات وقطوف

الفائدة في خلق ما يؤذي


إن قال قائل: أي فائدة في خلق ما يؤذي؟! فالجواب: أنه قد ثبتت حكمة الخالق فإذا خفيت في بعض الأمور وجب التسليم ثم إن المستحسنات في الجملة أنموذج ما أعد من الثواب والمؤذيات أنموذج ما أعد من العقاب وما خلق شيء يضر إلا وفيه منفعة.

بقلم: ابن الجوزي
286
تعظيم السلف | مرابط
فكر مقالات

تعظيم السلف


ينبوع الإحداث في دين الله كله ناشئ بسبب ضعف تعظيم السلف في عمق علمهم وكمال ديانتهم وصحة تدين المرء واهتداؤه في دين الله فرع عن تعظيم السلف واعتقاد كونهم أكمل منا دينا وعلما والمتأمل في كلام الطوائف الكلامية سابقا أو الطوائف الفكرية المعاصرة وغيرهم يجد أنهم جميعا ينظرون إلى السلف كالدروايش أو أن تجربتهم لا تلزمهم أو أنها ناجحة ولكن تجربة الخلف أذكى وأمهر وأثرى

بقلم: إبراهيم السكران
2288
بين منزلتين.. الشك واليقين | مرابط
اقتباسات وقطوف

بين منزلتين.. الشك واليقين


ما أكثر ما نجد في الكتب الفكرية من يفخم شأن الشك وعدم الحسم.. ويقزم اليقين واليقينيات.. بل ويطالبون أن يتخلص الخطاب الديني من اليقين! ولذلك تجدهم يكثرون من ترداد مقولة إلى المزيد من طرح الأسئلة! فيفرحون بالأسئلة ولا يكترثون كثيرا بحسم الإجابات! لأن الإجابة تعني الالتزام بأمر ما.. والسؤال المفتوح يجعل الخيارات متاحة دوما لما هان على النفس والتذت به.. والهوى المتغير ألذ من الالتزام بموقف..

بقلم: إبراهيم السكران
232