
البر المعنوي العاطفي من أعظم أنواع بر الوالدين، وهو نوع من البر مغفول عنه.
والبر المعنوي معنى آخر غير تلبية طلبهم والمبادرة بخدمتهم وقضاء حوائجهم.
إن البر المعنوي يكمن في إظهار أهميتهم ومكانتهم، والاعتراف لهم بالامتنان دومًا، وإشعارهم بأن دورهم لم ينته أبدًا من حياتنا، ولا يمكن أن ينتهي، بل تزداد حاجتنا لهم كلما مضت السنين وتقدّموا في السن، (ﻷن ممّا هو مشاهد أن شعور الوالدين يزداد حساسية كلما تقدم بهم السن، ورأوا انشغال أبناءهم بالحياة وانغماسهم في أعمالهم ووظائفهم وأسرهم واستغنائهم؛ فيحتاجون كثيرًا حينها إلى البر المعنوي العاطفي)، واللبيب الموفق من الأبناء من فهم هذه الحاجات النفسية لوالديه، وتفطّن لها، وسعى في تلبيتها.
-من البر المعنوي مبادرتهم بالحديث ومشاركتهم الأخبار والأحداث اليومية التي تعرض للابن، أو مبادرتهم بهدية ثمينة أو نزهة برية أو مفاجأة سارّة.
- من البر المعنوي أن تتلمّس حاجات والديك النفسية، وتحاول إشباع هذه الحاجات والرغبات، وتشعرهم أنك مهما كبرت وكثرت مشاغلك فلا غنى لك عنهما وعن آرائهما ودعواتهما المباركة.
- من البر المعنوي أن تستشيرهم في أمورك الصغيرة والكبيرة وتُعظّم آراءهما، وتبدي لها الإعجاب والثناء.
لا تستهن بهذه الأمور؛ فإنها على يسرها تروي ظمأ عاطفيًا لدى والدين، وتُدخل عظيم السرور عليهم.
وكم من ابن يقدمه والداه على إخوته بسبب عنايته بهذه المعاني وتفطّنه لها، وقد يكون إخوته أكثر خدمة منه لوالديهم وبذلا.
فرجوتك أخي المبارك أن لا تكون حكيما بعد فوات الأوان، واغتنم وجود والدين أو أحدهما، واسأل من جرّب مرارة الفقد يحدثك عن وجده وحسرته، أجزم لك أن عبراته ستسبق عباراته..