المهرجانات والراب

المهرجانات والراب | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

261 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

قرأت مقالًا يستعرض كلمات بعض أغاني المهرجانات والراب .. السمة المشتركة فيها كلها؛ نرجسية وكبر، وخسة ووضاعة، وقلة مروءة، واستهتار، وكُره، وحقد، وثبات في الفُجر، واعتزاز بالسفول..

من النتائج المخيفة التي يسببها التساهل في سماع هذه الأغاني، وتعود الشباب عليها.. أنها تزكي صراعاتهم النفسية، وتؤجج احتقانهم الداخلي واضطراباتهم الاجتماعية، وتوغر صدورهم، وتُشعل غضبهم تجاه الآخرين كل الآخرين مهما كانت قرابتهم، وتقوِّي الإحساس بشجاعة متوهمة وقدرة لا محدودة على التمتع..!

فيصبحون تربة خصبة لبذور التفكك الاجتماعي والتمرد على الأسرة، والثورة على القيم والتمرد على أحكام الدين، وربما المروق منه جملةً..
هذه ثقافة طُمست فيها الفطرة، لا يمكن أن تستقيم فيها أخلاق..

والأكثر رعبًا أنها تربط الرداءة والعُقد النفسية ومركبات النقص بمعاني دينية خطيرة؛ كالرزق والتوفيق والحفظ!

أعتقد أن سبب رواج هذه الأغاني في أوساط الشباب أنها تملأ الخواء الروحي عندهم، وتجبر هشاشتهم، وتُشعرهم بنشوة قوة متخيلة، وتُرضي انحرافاتهم النفسيه..

على أن الأصل في الإنسان هو الخواء لا الامتلاء، الضعف لا القوة.. الأصل الشعور بالحاجة؛ حاجة إلى أب، أم، أخ، صديق، زوج، زوجة، أبناء.. وقبل كل ذلك وفوق كل ذلك؛ الحاجة إلى دين..
والامتلاء يأتي من التعلق بكلام الله والافتقار إلى الله، ونتيجة العمل الحقيقي والجد والجهد..

فهذا الخواء وقود التعلق بكتاب الله والشعور بالافتقار إلى الله، والاستعانة بالله، والتصبر بالله..
تأمل قول الله تعالى: "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله".. لم يقل "فقراء"، بل "الفقراء" للجنس أو للاستغراق مبالغةً في شدة افتقارهم..

ومنه تفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة فإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف"، لكثرة شهواتها وشرورها.. فكلنا مُفتقر إلى الله لا يستغني عن مدده.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الأغاني
اقرأ أيضا
أبرز آراء النسوية الراديكالية: رفض الأمومة والإنجاب | مرابط
النسوية

أبرز آراء النسوية الراديكالية: رفض الأمومة والإنجاب


لقد بلغت الأنانية وعبادة الذات وحب الاستمتاع بالشهوات والتمرد على الطبيعة ورفض المسؤولية والتهرب منها والانحراف عن الفطرة والتفسير السقيم بالحركة الأنثوية الراديكالية إلى درجة رفض الأمومة والإنجاب كخطوة لاحقة لرفض الأسرة والزواج زعيمة الأنثوية الوجودية الفرنسية سيمون دي بوفوار تسمي هذا الواجب بعبودية التناسل وكأن الأولاد للأب فقط ولا علاقة لهم بالأم

بقلم: مثنى أمين الكردستاني
3407
بين طول الأمل وقصر الأمل: منهاج السلف | مرابط
تفريغات

بين طول الأمل وقصر الأمل: منهاج السلف


إن علامات قصر الأمل تظهر في المبادرة إلى الأعمال وفي المسارعة إلى الخيرات وكم من مدع أنه قصير الأمل لكن الأفعال لا تصدق الأقوال فإن كنت صادقا أنك قصير الأمل وأنك على استعداد وأنك تريد النجاة فأين صليت الفجر اليوم أفي صفوف النائمين أم كنت في ذمة رب العالمين

بقلم: خالد الراشد
392
الأطفال وأحكام الإسلام | مرابط
مقالات

الأطفال وأحكام الإسلام


ينبغي أن يعود الأبناء على أحكام الإسلام منذ الصغر وذا بأن يعلموها ويعمل بها على مرأى منهم أيضا ويشرح لهم لماذا الصلاة والصوم والحجاب ونحو ذلك..

بقلم: قيس الخياري
413
ما فائدة طلب العلم وحفظ المتون؟ | مرابط
مقالات

ما فائدة طلب العلم وحفظ المتون؟


أنا أحب العلم ويشدني الحديث عن الكتب والمؤلفين وأبذل جهدي ولكن كلما رأيت الأحداث التي تصيب الأمة والصور والمقاطع يراودني سؤال وإحباط.. ما فائدة حفظ المتون والثقافة في مثل هذا الوقت؟ أليس فريضة الوقت شيء آخر؟

بقلم: إبراهيم السكران
531
تفسير سورة العصر 2 | مرابط
تفريغات

تفسير سورة العصر 2


سورة العصر سورة عظيمة فيها من النصح وفيها من التوجيه وفيها من بيان الأحكام وفيها من دلالة الإنسان وإيقاظ عقله وقلبه وتنبيهه أيضا إلى رشده ما يستيقظ منه الغافل لو تدبر وتأمل هذه السورة التي يقول فيه الإمام الشافعي رحمه الله: لو ما أنزل على أمة محمد إلا هذه السورة لكفتهم يعني: سورة العصر وهذه السورة فيها من المعاني العظيمة التي يتوقف الإنسان عندها حائرا مما تضمنته مع قصرها فهي من قصار سور القرآن ولكنها عظيمة المعاني

بقلم: عبد العزيز الطريفي
1153
حول مشروع الجندر | مرابط
الجندرية

حول مشروع الجندر


تدور الفكرة الرئيسية لمفهوم الجندر حول أن صفاتنا النفسية والاجتماعية وأدوارنا لا تولد معنا بل نكتسبها من خلال التربية والثقافة المحيطة وأن الاختلاف الطبيعي الوحيد بين الذكر والأنثى هو في تلك الوظيفة الإنجاب أما الاختلافات الأخرى من حيث الطباع أو الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الذكر والأنثى فهي ليست مرتبطة بالاختلافات البيولوجية أو الفيزيولوجية الموجودة في جسد كل منهما بل بسبب عوامل اجتماعية صنعها البشر أنفسهم

بقلم: الحارث عبد الله بابكر
390