فرية ضرب عثمان بن عفان لعمار بن ياسر: رد على عدنان إبراهيم ج2

فرية ضرب عثمان بن عفان لعمار بن ياسر: رد على عدنان إبراهيم ج2 | مرابط

الكاتب: أبو عمر الباحث

1627 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ثالثًا: العلماء يحكمون على هذه القصة بالبطلان:

 

قال الإمام القاضي أبو بكر بن العربي:
{قاصمة: قالوا مُعْتَدِينَ، متعلقين برواية كذابين: جاء عثمان في ولايته بمظالم ومناكير، منها:
ضربه لعمار حتى فتق أمعاءه. ولابن مسعود حتى كسر أضلاعه، ومنعه عطاءه. وابتدع في جمع القرآن وتأليفه، وفي حرق المصاحف.....
 
عاصمة: هذا كله باطل سندًا ومتنًا، أما قولهم: "جاء عثمان بمظالم ومناكير فباطل".
وأما ضربه لعمار وابن مسعود ومنعه عطاءه فزور، وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق أمعاءه ما عاش أبدًا}.(1)

 

رابعًا: نظرات في متن الرواية:

ما الذي فعله عمار في هذه الرواية الباطلة المكذوبة ليقوم عليه عثمان مُكَشِّرًا عن أنيابه ويضربه ضربة شديدة مثل هذه؟
 
لمجرد أنه قال له أني أنصحك، وحينما يقول عثمان لعمار يابن سمية ويرد عمار أنه ابن ياسر وسمية يقوم عليه عثمان ليضربه هكذا؟؟
 
ما هذا الـخَطَل والـخَبَل الذي لا يقبله عاقلٌ فضلًا عن عالمٍ وباحثٍ؟؟ ثُمَّ مَن الذي قال أن عثمـان رضي الله عنه كان مِن هذا النوع مِن الرِّجال الذي يُخرجه الغضب عن وعيه ويجعله يتصرف بالمخابيل والمجانين؟
 
ثم أن هذه الحِدة والغضبة التي يدعيها عدنان إبراهيم في معرض حديثه عن مقتل عثمان حينما أتى عدنان برواية يطعن بها في طلحة بن عبيد الله وأنه ممن حرض على عثمان وقَتْلِهِ؟
 
وقتها قال عدنان لا يمكنك أن تقرأ سيرة عثمان إلا وتبكي!! فأين البكاء في هذا الموقف يا عدنان؟ هل ترى أن ضرب عثمان لعمار بهذه الطريقة شيء مبكي؟ قد يكون شيئا بالفعل مبكيا ولكنه البكاء من كثرة الضحك على هذه الروايات المكذوبة الباطلة!
 
ثُمَّ إن عدنان وضع بعض التحابيش على الرواية من كِيسِهِ!، فزاد عليها أن عمار بن ياسر بعدها لم يكن يحتبس بولُه! فأين هذا الكلام في كتاب أنساب الأشراف أو في تاريخ المدينة؟؟
 
وللرد على فكرة غضب عثمان غير الشعوري ونسفها تماما تعالوا لنرى ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

 

روى الإمام أحمد بن حنبل قال:
{عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَـانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ}.(2)

 

خامسًا: من أين نأخذ التاريخ الصحيح:


يقول الدكتور إبراهيم العلي:
{الإسنادُ لابد منه في كُلِّ أمر من أمور الدين, وعليه الاعتمادُ في الأحاديث النبوية وفي الأحكام الشرعية وفي المناقب والفضائل والمغازي والسير وغير ذلك من أمور الدين المتين والشرع المبين, فشيءٌ من هذه الأمور لا ينبغي عليه الاعتماد مالم يتأكد بالإسناد, لاسيما بعد القرون المشهود لها بالخير... وقد شدد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على ضرورة الإسناد, وأنه مطلوب في الدين, وأنه مِن خصائص أُمَّة الإسلام}.(3)
 
واستدل الدكتور إبراهيم العلي بكلام الراسخين من أهل العلم على أهمية الإسناد ومكانته.

 

روى الإمام مسلم في صحيحه قال:
{عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْـمُبَارَكِ، يَقُولُ: «الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ»}.(4)
 
فما بالُك إذا كان هذا الخوض في أعراض خير الناس بعد الرسل والأنبياء؟ فما فائدة الخوض بهذه الطريقة في أعراض الصحابة رضي الله عنهم، وماذا ستستفيد الأمة الإسلامية من هذا الكلام؟
 
ألا يسع عدنان إبراهيم أن يسكتَ عنهم لَعَلَّ الله أن يجمعه معهم في الفردوس الأعلى من الجنة؟

 

روى الإمام الطبراني:
{عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(5)
 
والرواية صححها العلامة الألباني في صحيح الجامع الصغير بمجموع طرقها.(6)
وَأُذكِّرُكَ بقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَـهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّـا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. (سورة البقرة آية134).

 


 

المصدر:

موقع مكافح الشبهات: https://www.antishubohat.com/articles/adnan-ibrahem/27-darb

 

الإشارات المرجعية:

  1. العواصم من القواصم للإمام أبي بكر بن العربي ص280، ط دار التراث - القاهرة، ت: د/ عمار طالبي.
  2. مُسند الإمام أحمد بن حنبل ج21 ص406، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: الشيخ شعيب الأرنؤوط وآخرون.
  3. صحيح السيرة النبوية للدكتور إبراهيم العلي ص12، طبعة دار النفائس - الأردن.
  4. مقدمة صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج ص8، ط دار طيبة - الرياض، ت: نظر محمد الفاريابي.
  5. المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج2 ص96 , ط مكتبة بن تيمية - القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
  6. صحيح الجامع الصغير للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ص155 ح545 , ط المكتب الإسلامي - بيروت.
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
الغضب مرض من الأمراض وداء من الأدواء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الغضب مرض من الأمراض وداء من الأدواء


من الغضب ما يمكن صاحبه أن يملك نفسه عنده وهو الغضب في مبادئه فإذا استحكم وتمكن منه لم يملك نفسه عند ذلك وكذلك الحزن الحامل على الجزع يمكن صاحبه أن يملك نفسه في أوله فإذا استحكم وقهر لم يملك نفسه وكذلك الغضب يمكن صاحبه أن يملك نفسه في أوله فإذا تمكن واستولى سلطانه على القلب لم يملك صاحبه قلبه فهو اختياري في أوله اضطراري في نهايته

بقلم: ابن القيم
1308
كيف تقرأ كتابا ج3 | مرابط
تفريغات

كيف تقرأ كتابا ج3


من الأمور التي تشد أو تحبب القراءة للشخص أن يحس بالمردود وإذا كان المردود سريعا كان تحبيب القراءة أو حبه للقراءة أكثر فمثلا: لو أن الإنسان قرأ مسألة فقهية ثم تعرض لها فإنه يستأنس جدا لأنه يعرف الجواب مثلا: لو قرأت عن الحج ثم ذهبت إلى الحج سيكون إحساسك بفائدة القراءة كبيرا لو قرأت كتابا في صفة الوضوء أو صفة الصلاة وأنت تطبق ذلك يوميا ستشعر بحب للقراءة لأن الثمرة مرئية ومشاهدة وسريعة

بقلم: محمد صالح المنجد
421
القلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن | مرابط
اقتباسات وقطوف

القلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن


وهذا القلب إنما يستمد مادة حياته من المحن ومن العوارض ومن المتاعب فالجوارح تستمد حياتها من الراحة أما القلب فهو يستمد حياته من المحن ففيها سلامة القلب فالقلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن ولذلك اختار الله عز وجل البلاء فجعله من نصيب أوليائه

بقلم: أبو إسحق الحويني
450
أعيادنا بين العادة والعبادة | مرابط
فكر مقالات

أعيادنا بين العادة والعبادة


لم يبق من معنى كلمة العيد في الإسلام إلا أنه يعود في زمن مقدر أما ما عدا ذلك فصرفه إلى معان دينية مما ينفع الناس ففي العيدين المشروعين أحكام تقمع الهوى من ورائها حكم تغذي العقل من تحتها أسرار تصفي النفس من بين يديها ذكريات تثمر التأسي في الحق والخير وفي أطوائها عبر تجلي الحقائق وأمثلة عملية في الإحسان وتقوية ملكته وقواعد متينة في التربية الفاضلة وموازين تقيم المعدلة بين الأصناف المتفاوتة من البشر ومقاصد سديدة في حفظ الوحدة وإصلاح الشأن ودروس تطبيقية عالية في التضحية والإيثار والرحمة والمحبة...

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1866
الوقت وقراءة القرآن | مرابط
اقتباسات وقطوف

الوقت وقراءة القرآن


تجد بعضنا حين ينشر المصحف بين يديه ليتلو شيئا من القرآن يدب إليه بعد هنيهة استطالة الزمن فلا يمضي ربع ساعة إلا وتراه تارة يعد الصفحات المتبقية على نهاية الجزء؟ وتارة ينظر إلى الساعة كم مضى وكم بقي؟ وتارة يفكر في أشغال يرى أنه أجلها وأنها عذر لقطع التلاوة أو أنه بحاجة لقسط من الراحة والنوم.

بقلم: إبراهيم السكران
290
كيف يكون هلاك الناس بالقرآن؟ | مرابط
تفريغات

كيف يكون هلاك الناس بالقرآن؟


ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هلاك أمتى في ثنتي وذكر في أحد هذين الأمرين: الكتاب يعني القرآن فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يكون هلاك الناس بالقرآن؟ قال: يقرأونه فيتأولونه على غير وجهه.. يتأولونه على غير وجهه ولذلك تجد في زماننا هذا أكثر من أي زمان قبلنا وفي الزمان القريب أكثر مما كان في الزمان الذي قبله إلى أن نصل إلى القرون الفاضلة.

بقلم: عبد السلام بن محمد الشويعر
452