كيف كان تطوع الصحابة؟

كيف كان تطوع الصحابة؟ | مرابط

الكاتب: ابن رجب

57 مشاهدة

تم النشر منذ شهر

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن التعسير ويأمر بالتيسير ودينه الذي بعث به يسر وكان يقول: "خير دينكم أيسره" ورأى رجلا يكثر الصلاة فقال: "إنكم أمة أريد بكم اليسر" ولم يكن أكثر تطوع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله خشية له ومحبة وإجلالا وتعظيما ورغبة فيما عنده وزهدا فيما يفنى.

وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أعلمكم بالله وأتقاكم له قلبا" قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه: أنتم أكثر صلاة وصياما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيرا منكم قالوا: ولم؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب في الآخرة وقال بكر المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره قال بعض العلماء المتقدمين: الذي وقر في صدره هو حب الله والنصيحة لخلقه وسئلت فاطمة بنت عبد الملك زوجة عمر بن عبد العزيز بعد وفاته عن عمله؟ فقالت: والله ما كان بأكثر الناس صلاة ولا بأكثرهم صياما ولكن والله ما رأيت أحدا أخوف لله من عمر لقد كان يذكر الله في فراشه فينتفض انتفاض العصفور من شدة الخوف حتى نقول: ليصبحن الناس ولا خليفة لهم.

قال بعض السلف: ما بلغ من بلغ عندنا بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسخاوة النفوس وسلامة الصدور والنصح للأمة وزاد بعضهم واحتقار أنفسهم وذكر لبعضهم شدة اجتهاد بني إسرائيل في العبادة فقال: إنما يريد الله منكم صدق النية فيما عنده فمن كان بالله أعرف فله أخوف وفيما عنده أرغب فهو أفضل ممن دون في ذلك وإن كثر صومه وصلاته وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم كيف يسبق سهر الجاهلين وصيامهم ولهذا المعنى كان فضل العلم النافع الدال على معرفة الله وخشيته ومحبته ومحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه.


المصدر:
لطائف المعارف، لابن رجب (ص/254)

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-رجب #لطائف-المعارف
اقرأ أيضا
عقيدة جلال الدين الرومي | مرابط
مناقشات

عقيدة جلال الدين الرومي


وجلال الدين الرومي كان صوفيا كما هو معلوم وقد نسب إليه القول بوحدة الوجود وقد قرأت أنه يدعي أن كتابه المثنوي سماه الله فيقول وله ألقاب أخر لقبه الله تعالى بها

بقلم: قاسم اكحيلات
72
الحضارة المتبرجة | مرابط
فكر مقالات

الحضارة المتبرجة


ولولا هذا التبرج الفاجر في هذه المدنية ولولا هذه الشهوات التي انطلقت تشرف من مسكرات الفن المتبرج ولولا هذه الغرائز الجامحة في طلب السيطرة لإدراك غاية اللذة لما كان النظام الاقتصادي الحاضر في هذه المدنية هكذا مهدما مستعبدا مستأثرا باغيا ولما تعاندت القوة الدولية هذا التعاند الذي أفضى بالعالم إلى الحرب الماضية ثم إلى هذه الحرب المتلهبة من حولنا اليوم وذلك في مدى خمسة وعشرين عاما لم يستجمع العالم خلالها قوته ولم يتألف ما تفرق إلا ليضيع قوته مرة أخرى ويتفرق

بقلم: محمود شاكر
1727
هداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن | مرابط
مناقشات

هداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن


جعل ابن المبرد كتابه في مئة فصل وهي تدور على ثلاثة أضرب: الأول في التشويق للقرآن وتدبر علومه وبيان فضائله وحال السلف معه. والثاني: ذكر بعض المباحث في علوم القرآن والتفسير وهي قليلة. والثالث: أحكام التلاوة والقيام بالقرآن وآداب القراءة والاستماع ووجوه الانتفاع بالقرآن وتعظيمه وتحليته وتعليمه.

بقلم: عبد الله الوهيبي
144
حال النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه | مرابط
اقتباسات وقطوف

حال النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الرسالة الصفدية يوضح فيه على حال النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه وكيف أن ظواهرهم كانت موافقة لبواطنهم وما يعتقدونه في قلوبهم وجاء ذلك في معرض الحديث عن نفاة الصفات الذين ادعوا مخالفة الظواهر للبواطن وأن الصحابة اعتقدوا أمورا لم تظهر عليهم

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
925
اجتياحات أزمة الرجولة | مرابط
فكر الجندرية

اجتياحات أزمة الرجولة


وتتداخل مسألة الجماليات المعممة في التطورات الحديثة لمفاهيم الرجولة من خلال إعادة إنتاج أساليب الجسد الرجولي عبر تأثير الموضة الحديثة فبحسب جوان انتويسل لعب كل من المصورين وخبراء التجميل ومصممي الأزياء من الشواذ دورا في تغيير التمثيلات الخاصة بالرجولة من خلال جماليات الموضة التي أنتجت جماليات شاذة للجسد الرجولي.

بقلم: أ. سامي الحربي
227
ومن يعش عن ذكر الرحمن | مرابط
اقتباسات وقطوف

ومن يعش عن ذكر الرحمن


تفسير بديع لشيخ الإسلام ابن تيمية مقتطف من كتاب منهاج السنة لقول الله عز وجل ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين يوضح لنا معنى يعش وكيف أنها تتضمن معنى الإعراض وتوحي بوجود نظر يخالف حالة العمى التام ولكنه نظر ضعيف لا ينفع وهذا حال أهل الضلال

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1830