
كان محمود شاكر -برأيي- ذلك الرجل الذي يكتب بسيف لا بقلم .. هو ذلك الرجل الذي تسمع صيحات المجاهد في حروفه، وتحس نشجات المتألم لحال أمته بين سطوره. لذلك لا تقرأ لشاكر العالم أو الأديب أو اللغوي، بل اقرأ لشاكر صاحب القضية، الذي عاش حياته منذ وعى قضيته لا ينفك عنها ولا تنفك عنه.
تلك القضية التي جعلته يقف شامخا في مدرج كلية الآداب وعمره (١٧ عاما) ليخطّئ (طه حسين) الأستاذ بالكلية، ثم يترك له الكلية التي سمحت لطه بقمعه وإسكاته، ليمسك قلمه بعد ذلك طيلة سبعين عاما حاملا قضيته، منافحا عن تراث هذه الأمة، محاربا أعداءها.
القلم الذي جعله -مع معاداة أستاذه- يثني على كتاب لتلك الطالبة الصغيرة بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية (نفوسة زكريا سعيد)، ويقول بأن كتابها (تاريخ الدعوة إلى العامية) هو مما يجب على كل مسلم وعربي أن يقرأه.
ذلك القلم الذي لم يسقطه من يده إلا سطوة الأجل، لكنه لم يخرس صوته؛ إذ مازالت كتبه ناطقة. هو هذا .. القضية .. هي الفرق بين طالب علم يحمل المعلومات كالحمار يحمل أسفارا لا تنفعه، وذلك الذي تختلط معلوماته وقضيته بلحمه ودمه.
المصدر:
صفحة الكاتب على فيسبوك