مسند الدارمي: نخبة من النصوص النافعة

مسند الدارمي: نخبة من النصوص النافعة | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

613 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

سأنتخب في هذه الأسطر نصوصًا غزيرة النفع مما صحّ عن علماء القرون الأولى التي ثبت عن النبي ﷺ تفضيلها على بقية قرون هذه الأمة، وسيجد فيها القارئ المتفكر عظيم الفائدة مع اختصار الألفاظ والكلمات -وكان هذا من سِمات علومهم وكلامهم-، وكل هذه الآثار مستفادة من مسند الدارمي -الذي هو أحد الكتب التسعة-:

 

(١)
قال علي رضي الله عنه: (إذا حُدَّثْتُم عن رسول الله ﷺ: فظُنّوا به الذي هو أهدى، والذي هو أتقى، والذي هو أهيأ) د-٦١٢
وهذا الأثر يبين أهمية تعظيم نصوص الوحي بصيانتها عن الظنون الفاسدة وإجرائها على ما يتفق مع محكمات الدين ومقاصد الشريعة.

 

(٢)
عن حميد قال: قلت لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: لو جمعتَ الناس على شيء؟ فقال: ما يسرني أنهم لم يختلفوا. قال: ثم كتب إلى الآفاق وإلى الأمصار: لِيقضِي كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم. د-٦٥٢ 
وهذا الأثر عن عمر رحمه الله يبين أن الاختلاف بين العلماء سنة جارية وأنه على السعة والاحتمال.

 

(٣)
قال محمد بن سيرين: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.)
د-٤٣٨
وهذا النص مركزي منهجي مهم في بيان خطورة تلقي العلم عمن هب ودب، وأهمية تحري ما يوافق مراد الله ومرضاته في شأن العلم.

 

(٤)
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله (من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل) د-٣١٢
وهذا الأثر يبين سببًا من أسباب الانتكاس وعدم الثبات على الجادة وكثرة التقلب بين الاتجاهات؛ ألا وهو أن يكون حظ المرء من العلم: الخصومة والمراء والجدل في الدين.
وقد كثر كلام المتقدمين في هذا المعنى، ومنه قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (كفى بك إثما ألا تزال مخاصما، وكفى بك إثما ألا تزال مماريا، وكفى بك كاذبا ألا تزال محدثا في غير ذات الله عز وجل.) د-٣٠١

 

(٥)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تفقهوا قبل أن تسودوا). د-٢٥٦
قال أبو عبيد: (معناه: تفقهوا وأنتم صغار، قبل أن تصيروا سادة فتمنعكم الأنفة عن الأخذ عمن هو دونكم فتبقوا جهالا)

 

(٦)
عن أبي العالية قال: (كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه [العلم]، فننظر إذا صلى، فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا: هو لغيرها أحسن. وإن أساءها قمنا عنه وقلنا: هو لغيرها أسوأ) وورد نحوه عن النخعي أيضا.

تأمّل مركزية الصلاة عندهم وأهمية ظهور أثر العلم على المصلي أثناء أدائها وأن السُّمعة المعرفية وحدها لا تكفي.

 

(٧)
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كيف أنتم إذا لبسَتكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غُيرت قالوا: غيرت السنة!
قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة) د-١٩١

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#مسند-الدارمي
اقرأ أيضا
فن أصول التفسير ج9 | مرابط
تفريغات

فن أصول التفسير ج9


الملاحظ أن الذين يحضرون الدورات كثر ويحرصون عليها ويواظبون ويكتبون ويسجلون لكن تقع الإشكالية في عدم المتابعة وعدم المذكرة والمراجعة فلا يستفيد الإنسان من هذه الدورات إذا خرج منها ولم يتابع القراءة بنفس الموضوعات التي أخذها فيحاول أن يجتهد في تطبيق ما أخذ خصوصا أن في بعض الدورات تكون عنده دورات تطبيقية بإمكانه أن يقوم بقراءة وعمل نماذج على نفس الطريقة التي أخذها فهذه الدروس المتعلقة بالاختلاف من الأشياء التي يمكن تطبيقها ولننظر الآن شرحا موجزا يتعلق بالاختلاف

بقلم: مساعد الطيار
726
الأصول الفكرية للنسوية: البطريركية والقمع الذكوري | مرابط
فكر مقالات النسوية

الأصول الفكرية للنسوية: البطريركية والقمع الذكوري


يستعرض المقال واحدا من أهم الأسس والقواعد التي تقوم عليها الحركة النسوية بشكل عام على مدار التاريخ ألا وهو التسلط الذكوري أو السلطة الذكورية كما تراها النسويات وهنا توضح لنا المؤلفة منبع هذه الفكرة وتشكلها لدى التيار النسوي وكيف تستهدف النسويات كسر الإطار الذكوري في كل أشكال العلاقات

بقلم: د وضحى بنت مسفر القحطاني
2506
قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة | مرابط
اقتباسات وقطوف

قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة


قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة فالعقيدة هي الأساس وإذا كان الأساس فاسدا فكل ما بني على فهو فاسد والتوحيد تتوقف عليه النجاة في الآخرة فهويمنع الخلود في النار ولا يخلد في النار موحد وأعظم ما فيه أن من حققه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ويتحرر المخلوق بالعقيدة الصحيحة من رق المخاليق وعبوديته لهم والخوف منهم والنظر إلى مدحهم وقدحهم وهذه قمة العزة في الحياة

بقلم: محمد صالح المنجد
1078
الكتاب المعجز الجزء الثاني | مرابط
تعزيز اليقين

الكتاب المعجز الجزء الثاني


ولو عدنا ثانية إلى الفرض بأن القرآن من تأليف النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنشائه لتبين لنا استحالة هذا الفرض بمجرد النظر في نظم القرآن وأسلوبه ومقارنته مع أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه المدون في كتب السنة والحديث ليقيننا أنه لا يمكن لأديب أن يغير أسلوبه أو طريقته في الكتابة بمثل تلك المغايرة التي نجدها بين القرآن والسنة ولو شئنا أن نضرب لذلك مثلا فنقارن بين بيان القرآن وأسلوبه وبين كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلاهما كلام بليغ لكن شتان بين كلام الباري وكلام عبده

بقلم: د منقذ السقار
785
المدخل إلى فهم إشكالات ما بعد السلفية ج1 | مرابط
مناقشات

المدخل إلى فهم إشكالات ما بعد السلفية ج1


حين أخبرني الشيخ أحمد سالم عن كتاب ما بعد السلفية وكان يتوقع رفضا واسعا للكتاب أبديت مخالفتي لهذا التوقع وأن مثل هذا النقد سيكون متقبلا عند التيار الأوسع من السلفيين كنت أرى أن مثل هذا النقد من كاتبين فاضلين سيكون له أثر إيجابي لحظة ما وصلني الكتاب بدأت متلهفا بقراءته قرأته بشكل دقيق فاحص شعرت بعد الانتهاء منه أنني كنت ساذجا جدا حين ظننت أن مثل هذا النقد سيحدث أثرا إيجابيا أو من الممكن أن تتقبله أكثر النفوس أو أن يكون الفضاء الذي سيحدثه فضاء صحيا السبب هو في الروح التي كتب بها هذا النقد وحك...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1146
الاغترار بصوم عاشوراء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاغترار بصوم عاشوراء


فرمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقوى على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم يوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها؟! هذا محال.

بقلم: ابن القيم
459