مسند الدارمي: نخبة من النصوص النافعة

مسند الدارمي: نخبة من النصوص النافعة | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

530 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

سأنتخب في هذه الأسطر نصوصًا غزيرة النفع مما صحّ عن علماء القرون الأولى التي ثبت عن النبي ﷺ تفضيلها على بقية قرون هذه الأمة، وسيجد فيها القارئ المتفكر عظيم الفائدة مع اختصار الألفاظ والكلمات -وكان هذا من سِمات علومهم وكلامهم-، وكل هذه الآثار مستفادة من مسند الدارمي -الذي هو أحد الكتب التسعة-:

 

(١)
قال علي رضي الله عنه: (إذا حُدَّثْتُم عن رسول الله ﷺ: فظُنّوا به الذي هو أهدى، والذي هو أتقى، والذي هو أهيأ) د-٦١٢
وهذا الأثر يبين أهمية تعظيم نصوص الوحي بصيانتها عن الظنون الفاسدة وإجرائها على ما يتفق مع محكمات الدين ومقاصد الشريعة.

 

(٢)
عن حميد قال: قلت لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: لو جمعتَ الناس على شيء؟ فقال: ما يسرني أنهم لم يختلفوا. قال: ثم كتب إلى الآفاق وإلى الأمصار: لِيقضِي كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم. د-٦٥٢ 
وهذا الأثر عن عمر رحمه الله يبين أن الاختلاف بين العلماء سنة جارية وأنه على السعة والاحتمال.

 

(٣)
قال محمد بن سيرين: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.)
د-٤٣٨
وهذا النص مركزي منهجي مهم في بيان خطورة تلقي العلم عمن هب ودب، وأهمية تحري ما يوافق مراد الله ومرضاته في شأن العلم.

 

(٤)
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله (من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل) د-٣١٢
وهذا الأثر يبين سببًا من أسباب الانتكاس وعدم الثبات على الجادة وكثرة التقلب بين الاتجاهات؛ ألا وهو أن يكون حظ المرء من العلم: الخصومة والمراء والجدل في الدين.
وقد كثر كلام المتقدمين في هذا المعنى، ومنه قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (كفى بك إثما ألا تزال مخاصما، وكفى بك إثما ألا تزال مماريا، وكفى بك كاذبا ألا تزال محدثا في غير ذات الله عز وجل.) د-٣٠١

 

(٥)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تفقهوا قبل أن تسودوا). د-٢٥٦
قال أبو عبيد: (معناه: تفقهوا وأنتم صغار، قبل أن تصيروا سادة فتمنعكم الأنفة عن الأخذ عمن هو دونكم فتبقوا جهالا)

 

(٦)
عن أبي العالية قال: (كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه [العلم]، فننظر إذا صلى، فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا: هو لغيرها أحسن. وإن أساءها قمنا عنه وقلنا: هو لغيرها أسوأ) وورد نحوه عن النخعي أيضا.

تأمّل مركزية الصلاة عندهم وأهمية ظهور أثر العلم على المصلي أثناء أدائها وأن السُّمعة المعرفية وحدها لا تكفي.

 

(٧)
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كيف أنتم إذا لبسَتكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غُيرت قالوا: غيرت السنة!
قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة) د-١٩١

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#مسند-الدارمي
اقرأ أيضا
موقف الإسلام من الانفعالات: نموذج الغضب | مرابط
تفريغات

موقف الإسلام من الانفعالات: نموذج الغضب


نأتي إلى مثال واضح جدا يبين لنا موقف الإسلام من بعض الانفعالات وهو أحد الانفعالات التي تكون في النفس البشرية ألا وهو انفعال الغضب لنبين من خلال هذا الشعور والانفعال الذي يحدث في النفس ما موقف الإسلام من هذه الانفعالات وكيف يندفع المسلم لضبط انفعاله بضابط الشرع.

بقلم: محمد صالح المنجد
420
شبهة حول ميراث المرأة | مرابط
أباطيل وشبهات اقتباسات وقطوف المرأة

شبهة حول ميراث المرأة


أن الميراث له حالات متعددة منها ما تعطى فيه المرأة أكثر من نصيب الرجل ومنها ما تعطى فيه مساوية للرجل ومنها ما ترث فيه الأنثى ولا يرث الرجل ومنها ما يكون نصيبها فيه أقل من نصيب الرجل ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون

بقلم: أحمد يوسف السيد
455
القرآن متضمن لأدوية القلب | مرابط
اقتباسات وقطوف

القرآن متضمن لأدوية القلب


جماع أمراض القلب هى أمراض الشبهات والشهوات والقرآن شفاء للنوعين ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفسدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هى عليه وليس تحت أديم السماء كتاب متضمن للبراهين والآيات على المطالب العالية

بقلم: ابن القيم
730
الباطل على درجات | مرابط
اقتباسات وقطوف

الباطل على درجات


مقتطفات متفرقة لشيخ الإسلام ابن تيمية يبين فيها أن الباطل على درجات متفاوتة فبعض الفرض لديها من الباطل أقل من غيرها ويقاس ذلك بحسب قربهم أو بعدهم عن الحق فمثلا اليهودي أو النصراني أفضل من الملحد الذي لا يؤمن بإله وهكذا كلما اقترب السلم من الحق كلما كان أفضل فهناك باطل خير من باطل آخر وهناك باطل شر من باطل آخر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1806
الزيادة على القروض | مرابط
مقالات

الزيادة على القروض


كل زيادة على قرض فهي ربا حتى لو كانت هدية وقد بينا أن الهدية من الربا لما فيه من نفع للمقرض وكذا لما فيه من تودد لا ينبغي لأن القرض الغرض منه الإحسان فمن كان لا يهدي له صحابه قبل القرض ثم صار يهدي له فهذا ظاهر فيما ذكرنا.

بقلم: قاسم اكحيلات
394
التوحيد في حياة الناس | مرابط
تعزيز اليقين

التوحيد في حياة الناس


لقد كانت حياة الناس قبل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتوحيد الله تعالى في حالة متردية من الجهل وعبادة الأصنام والأحجار والطواغيت ويستطيع الناظر لحياة المسلمين أن يرصد آثار التوحيد في حياتهم من مختلف الجهات المادية والعقلية والعقدية وبين يديكم مقال مختصر يرصد لنا هذه الفوائد والثمار والآثار

بقلم: أحمد خالد العتيبي
696