مفهوم العبادة

مفهوم العبادة | مرابط

الكاتب: ابن عثيمين

316 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

مفهومها -أي العبادة- العام كما أشرت إليه آنفًا بأنها التذلل لله عز وجل محبةً وتعظيمًا بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه، هذا المفهوم العام. والمفهوم الخاص -أعني: تفصيلها- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام.

 

ثم إن كنت تقصد بمعنى المفهوم الخاص والعام ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إما عبادة كونية أو عبادة شرعية، بمعنى: أن الإنسان قد يكون متذللًا لله سبحانه وتعالى تذللًا كونيًا وتذللًا شرعيًا، فالعبادة الكونية عامة تشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر؛ لقوله تعالى: "إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا" [مريم:93]، فكل ما في السموات والأرض فهو خاضعٌ لله سبحانه وتعالى كونًا، لا يمكن أبدًا أن يضاد الله أو يعارضه بما أراد سبحانه وتعالى بالإرادة الكونية.

 

وأما العبادة الخاصة وهي العبادة الشرعية، وهي التذلل لله سبحانه وتعالى شرعًا، فهذه خاصة بالمؤمنين بالله سبحانه وتعالى القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاصٌ أخص وخاصٌ فوق ذلك، فالخاص الأخص كعبادة الرسل عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ" [الفرقان:1]، "وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا" [البقرة:23]، "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ" [ص:45]، وغير ذلك من وصف الرسل عليهم الصلاة والسلام في العبودية.

 

= لكن ما دمنا عرفنا أن هناك عبادة كونية وعبادة شرعية، هل يثاب الذين لم يختصوا بالعبادة الكونية على هذه الصفات؟

الشيخ: هؤلاء لا يثابون عليها؛ لأنهم خاضعون لله تعالى شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض ويفقر ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريدًا لذلك بل هو كارهٌ لذلك، لكن هذا خضوع لله عز وجل خضوعًا كونيًا.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العبادة
اقرأ أيضا
المذاهب والفرق المعاصرة: الديمقراطية ج1 | مرابط
تفريغات الديمقراطية

المذاهب والفرق المعاصرة: الديمقراطية ج1


السبب في فرح الغرب بالديمقراطية واعتباره أنها من أعظم مفاخر الإنسانية هو: أنه استطاع بها تجاوز المجتمع والنظام الإقطاعي ليعطي الشعوب حق التعليم والانتقال من مكان إلى مكان وحق العمل وحق الانتقاد وحق التفكير وحق الانتخاب وحق المشاركة السياسية وغيرها من الحقوق

بقلم: عبد الرحيم السلمي
646
نابليون والمهمة الحضارية: سأستعمر مصر الجزء الثاني | مرابط
تاريخ مقالات

نابليون والمهمة الحضارية: سأستعمر مصر الجزء الثاني


الحملة الفرنسية التي حملت الكثير من التناقضات وكشفت الوجه الحقيقي والقبيح لفرنسا كحركة استعمارية تقوم على السلب والنهب والعداء الصريح للإسلام رغم ذلك أحاطها المؤرخون وغلفها الكتاب بكتلة من مساحيق التجميل حتى تبدو خلاف ما هي عليه وكما يقول المؤلف: رغم كل البيانات والمنشورات والتحليلات التي صاحبت وأعقبت الحملة الفرنسية إلى يومنا هذا فإن نابليون كان صريحا وواضحا في تحديد مهمته في مصر عندما قال: سأستعمر مصر

بقلم: محمد جلال كشك
2107
مقام العبودية | مرابط
اقتباسات وقطوف

مقام العبودية


والعبودية هي أشرف شيء أشرف وصف للإنسان هو العبودية لله فالإنسان إنما يشرف بانتسابه للرب العظيم سبحانه وتعالى فكلما كان الإنسان عبدا لله كان أقرب إليه ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول للنبي عليه الصلاة والسلام: واسجد واقترب

بقلم: عمرو الشرقاوي
316
الراضون | مرابط
اقتباسات وقطوف

الراضون


سبحان من جعل النفوس ترتوي بالرضا من ينابيع التسبيح وكم نحن مغبونون في أيام وليالي وسنين تصرمت دون أن نعمر آناء الليل وأطراف النهار بالتسبيحات ياخسارة تلك السنوات فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اللهم اجعلنا لك من المسبحين

بقلم: إبراهيم السكران
494
قواعد اليقين | مرابط
مقالات المرأة

قواعد اليقين


إليك هذه قواعد.. هي أسس عند كل مسلم وهي عنده محل اليقين فاحفظها في نفسك وقولك وعملك ثم تأمل بعد ذلك ما شئت في مسألة التعرض للمرأة بما تكره:

بقلم: خالد بهاء الدين
203
أسلوب الوصاية | مرابط
فكر مقالات

أسلوب الوصاية


والوصاية ضد الشبهات التي تسبب رقة التدين مطلب شرعي سواء كان الذي يشيع هذه الشبهات زنديق علماني أو من متفقهة التغريب الذين يغرسون في الناس النظرة المادية للحياة ويهونون من تعظيمهم للنص باسم الخلاف ويشحنون الناس ضد المحتسبين والدعاة دوما بالسذاجة والتهور وضيق الأفق وقلة الوعي وأنهم يغرقون في كأس ماء ونحوها من العبارات التي يتشربها المستمع فتؤثر في نظرته لأهل العلم والدعاة بعامة ويجمدون مشاعر الغيرة والحمية باسم الرزانة والحكمة والهدوء ونحو ذلك

بقلم: إبراهيم السكران
2215