الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فإن من الواجب على أهل الإسلام في كل مكان الإعتزاز بتاريخهم (القمري) العظيم الذي اختاره الله لهم من فوق سبع سماوات؛ فقال تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}, والهلال هو القمر. وقال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُۚ}. والأربعة الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب.
بل هو التاريخ المعتمد في الشرائع السابقة بدليل الآية آنفة الذكر، وبدليل صيام يوم عاشورا القمري الذي وجد النبي ﷺ اليهود يصومونه عندما دخل المدينة، فسألهم عنه فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا لله ونحن نصومه، فقال ﷺ: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر الناس بصيامه.
وبناءً على الأشهر القمرية كان التاريخ الهجري العظيم المرتبط ارتباطًا وثيقًا بنقطة التحول العظيم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة ورسالته الخالدة وهجرته العظيمة من دار الكفر والجاهلية وقيمها وعاداتها وثقافتها وظلامها إلى دار الإسلام ونوره وقيمه وأخلاقه في المدينة النبويه وتأسيس دولة الإسلام الخالدة التي عم نورها الكرة الأرضية وتنعمت بها البشرية.
- فالواجب على المسلمين الثبات على تاريخهم الهجري والاعتزاز به، فلا نُؤرخ أيامنا وليالينا إلا به، فهذا ما اختاره الله تعالى لنا، وبنيت عليه كثير من أركان الإسلام وشرائعه العظام؛ كرمضان والحج والعدد والكفارات وغيرها وفي ذلك من المصالح الدينية والدنيوية ما لا تخفى على ذوي العلم والبصيرة.
وعلينا الحذر من التقليد والتبعية لمن حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع سننهم والتشبه بهم وعلينا الاعتزاز والمحافظة على قيمنا وتاريخنا وهويتنا الإسلامية التي شرفنا الله بها.. مع أنه عند الحاجة لا يمنع من استخدام التاريخ الميلادي أو غيره من التواريخ مرادفًا للتاريخ الهجري عند الحاجة لتحقيق المصالح المشروعه التي راعاها الإسلام في جميع أحكامه وشرائعه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين