أولا اعلم أن القرآن لا يدل مطلقا أن الرسول صلى الله عليه ليس له سنة وليس له طاعة مستقلة عن نصوص القرآن، بل الظاهر من القرآن أن الله أمر الناس بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، ولو كانت هذه الطاعة فيما تضمنته نصوص القرآن فقط لم يكن لهذا الأمر فائدة ولم يكن لذكر طاعة الرسول في الآيات الكثيرة أي فائدة !
وعليه فإنكارهم للسنة لم يستفيدوه ويفهموه من القرآن ولكنه جاء من خارج القرآن.. فالإنكار جاء بسبب مخالفة السنة لاعتقاداتهم التي ورثوها من أفكار خارجية عن القرآن وعلى رأسها الأفكار الإنسانية الحديثة.
وذلك لأن السنة مفسرة للقرآن ومبينة لمجمله ومخصصة لعامه ومقيدة لمطلقه. وهذا يقطع عليهم تحريف معاني القرآن وتفسيره بما يتوافق مع هذه الاعتقادات التي اعتقدوها.
فالسنة تحمي معاني القرآن من التفسير الذي يريدونه لذلك أنكروها. فمن غير السنة يصبح القرآن نصا مفتوحا يُفسر بحسب اعتقاد المفسر له، وهذا ما يريدونه.
فإذا أصبح القرآن نصا مفتوحا بحسب فهم القارئ واعتقاده، فسيصبح الدين حرية شخصية ولكل إنسان اعتقاد وفكر ودين خاص به. وهذا ما حصل للنصارى مع كتابهم المقدس.
فالنص المفتوح تفسره على هواك وعلى حسب اعتقادك فإذا أردت جعله خادما للعلمانية سوف يخدمها وإذا أردته خادما لليبرالية سوف يخدمها وإذا أردته خادما للنسوية سيخدمها وهكذا ..
وكل عقيدة تعتقدها تستطيع أن تجعل النص المفتوح متوافقا معها مؤيدا لها وداعما لأفكارها.
وبهذا يصبح النص القرآني تابعا للإنسان متماشيا مع مزاجه وذوقه واعتقاده وفكره، ويصبح الإنسان هو الإله الذي يحدد المعتقدات والقيم ويحدد الخير من الشر، وهذه عقيدة المذهب الإنساني أو الإنسانوي التي هيمنت على حياة الناس اليوم.