أحاديث وفضائل شهر رجب

أحاديث وفضائل شهر رجب | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

735 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

رجب: من الترجيب، وهو التعظيم، ويجمع ‌على ‌أرجاب، ‌ورجاب، ‌ورجبات (1) ومن أسمائه رجب مضر ومنصل الأسنة والأصم والأصب ومنفس ومطهر ومعلي ومقيم وهرم ومقشقش ومبريء.. أما ما يروجه بعضهم من أن سمي بالأصب لأن الله يصب فيه الرزق فباطل.

وحديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، ‌وبلغنا ‌رمضان». لا يصح

أحاديث فضل رجب

لم يرد في فضل رجب حديث يعول عليه، كلها بين الضعيف والموضوع. وقد اجتهد الكذبة في وضع أحاديث له حتى يخصصه عموم الناس بالعبادة، ولابن دحية الكلبي كتاب [أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب] بين فيه الأحاديث الباطلة الواردة فيه، وكذلك لابن حجر كتاب سماه (2)

استحباب صوم شهر رجب

لم يرد في استحباب صومه حديث صحيح، أما حديث: «‌صم ‌من ‌الحرم ‌واترك». (3) فضعيف فيه مجيبة الباهلي مجهول، وقيل: إنها امرأة، واسمها مجيبة الباهلية.. ولو صح لم يكن فيه دليل على التخصيص.

قال الشوكاني: "ولكنه لا يدل على شهر رجب على الخصوص كما يفيد تنصيص المصنف وكان الأولى له ان يقول ويستحب صوم الاشهر الحرم سيما المحرم وذلك لورود الدليل الدال على استحباب صومه على الخصوص كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصيام بعد رمضان افضل فقال: شهر الله المحرم" (4)

فلا يجوز تخصيصه بعبادة ولا تخصيص أي شهر من الأشهر الحرم. اللهم إلا المحرم فيستحب الإكثار من الصيام فيه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد ‌رمضان ‌شهر ‌الله ‌المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل » (5) وكذا العشر من ذي الحجة يستحب صومها.

وقد كان عمر ينهى الناس عن صومه ويزجرهم، فعن خرشة بن الحر، قال: «رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الناس في رجب؛ حتى يضعوها في الجفان، ويقول: كلوا، فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية» (6)

وعن محمد بن زيد قال:«كان ابن عمر إذا رأى الناس وما يعدون لرجب كره ذلك» (7)
وعن عطاء قال: «كان ابن عباس ينهى عن صيام رجب كله؛ لأن لا يتخذ عيدا» (8)

وقال الطرطوشي المالكي: "في الجملة: أنه يكره صومه على أحد ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه إذا خصه المسلمون بالصوم في كل عام؛ حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة -مع ظهور صيامه- أنه فرض كرمضان.
أو: أنه سنة ثابتة خصه الرسول بالصوم كالسنن الراتبة.

وأن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على سائر الشهور، جار مجرى صوم عاشوراء، وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة، فيكون من باب الفضائل لا من باب السنن والفرائض، ولو كان من باب الفضائل؛ لسنه عليه السلام أو فعله ولو مرة في العمر؛ كما فعل في صوم عاشوراء، وفي الثلث الغابر من الليل، ولما لم يفعل؛ بطل كونه مخصوصا بالفضيلة، ولا هو فرض ولا سنة باتفاق". (9)

فرجب لم يرد في فضله غير كونه من الأشهر الحرم، قال ربنا: ﴿‌إِنَّ ‌عِدَّةَ ‌الشُّهُورِ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌اثْنَا ‌عَشَرَ ‌شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36].

ليلة الإسراء

أما ليلة الإسراء فلا نص يصح في تحديد زمنها،قال ابن دحية الكلبي:«وذكر بعْض القصاص أن الإسراء كانَ في رجب وذلك عنْد أهل التعديل والتجريح عيْن الكذب». (10)


الإشارات المرجعية:

  1. [تفسير ابن كثير - ت السلامة (4/ 147)]
  2. [تبيين العجب بما ورد في شهر رجب]
  3. [سنن أبي داود (2/ 298 ط مع عون المعبود)]
  4. [السيل الجرار.(ص297)]
  5. [صحيح مسلم (3/ 169 ط التركية)]
  6. [مصنف ابن أبي شيبة (6/ 123 ت الشثري)]
  7. [مصنف ابن أبي شيبة (6/ 124 ت الشثري)]
  8. [مصنف عبد الرزاق (4/ 292 ت الأعظمي)]
  9. [الحوادث والبدع (141/1/142)].
  10. [أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب (ص54)]
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#شهر-رجب
اقرأ أيضا
معرفة مذهب السلف | مرابط
اقتباسات وقطوف

معرفة مذهب السلف


فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين: أحدهما: أنا ذكرنا ما تيسر من ذكر ألفاظهم ومن روى ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة والثاني: أنا ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين من طوائف الفقهاء الأربعة ومن أهل الحديث والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره فصار مذهب السلف منقولا بإجماع الطوائف وبالتواتر لم نثبته بمجرد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا كما يفعل أهل البدع

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
561
سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج4 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج4


وهذا سعيد بن المسيب رحمه الله سيد التابعين كان يقول: كنت أرحل للحديث الواحد الليالي والأيام هناك مجموعة كثيرة من الناس عاصرت الصحابة لكن ليس كل الناس علماء وليس كل الناس سعيد بن المسيب رحمه الله والإمام البخاري تعلم على يد ألف شيخ سافر إليهم إلى مختلف البلدان في العالم الإسلامي في ذلك الوقت من أجل العلم

بقلم: د راغب السرجاني
617
مصادر التنظير في التاريخ الإسلامي ج1 | مرابط
مقالات أبحاث

مصادر التنظير في التاريخ الإسلامي ج1


وكثير من المصادر الغربية يغلب عليها الطابع الحداثي في قراءة الأحداث التاريخية أو تحليلها ذلك أنها اعتبرت الشريعة مثل القانون والأمر ليس كذلك نشأت وتطورت تبعا لنمو المجتمع وتطوره فأخضعت كل مجريات تاريخ التشريع الإسلامي لهذا المبدأ! في حين أن الشريعة سابقة على وجود الدولة لا مسبوقة بها حاكمة للمجتمع لا محكومة به والذي يتطور إنما هو وعي الناس بها.

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
363
يا شباب العرب | مرابط
مقالات

يا شباب العرب


ويقولون: إن الأمر العظيم عند شباب العرب ألا يحملوا أبدا تبعة أمر عظيم ويزعمون أن هذا الشباب قد تمت الألفة بينه وبين أغلاطه فحياته حياة هذه الأغلاط فيه وأنه أبرع مقلد للغرب في الرذائل خاصة وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصورا في طعامه وشرابه ولذاته ويزعمون أن الزجاجة من الخمر تعمل في هذا الشرق المسكين عمل جندي أجنبي فاتح ويتواصون بأن أول السياسة في استعباد أمم الشرق أن يترك لهم الاستقلال التام في حرية الرذيلة

بقلم: مصطفى صادق الرافعي
1121
الهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإنسان ج2 | مرابط
تاريخ تعزيز اليقين

الهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإنسان ج2


إن التأمل والتدبر في تفاصيل الهجرة النبوية المباركة يجعلنا نتيقن وبما لا يدع مجالا للشك أن الهجرة النبوية كانت حدثا حاسما في الدعوة المحمدية أرست الأسس والنواة الصلبة لدولة الإسلامية الناشئة كما حملت لنا عبرا ودروسا وافرة نستفيد منها ونستجلي منها قيما وأخلاقا حميدة وبين يديكم مجموعة من الفوائد والدروس والمآثر من وحي السيرة

بقلم: علي الصلابي
668
الطفل والأفكار | مرابط
مقالات ثقافة

الطفل والأفكار


وفي المجتمع الذي يدور فيه عالم الأفكار حول محور الأشياء تأخذ الميول الفردية الوجهة ذاتها. ولقد حدث أن سألت طفلا في إحدى البلاد العربية عما كانوا يعطونه في المدرسة ولم ركن استعمالي فعل أعطى متعمدا لكن جوابه العفوي كان ذا دلالة ظاهرة فقد أجابني: إنهم يعطوننا بسكويت. ومن الواضح أن معنى أعطى عنده يتمفصل بادئ الأمر بعالم الأشياء حتى حينما يستعمل الفعل في الإطار المدرسي في صيغة سؤال. وهكذا فالفرد يدفع ضريبة عن اندماجه الاجتماعي إلى الطبيعة وإلى المجتمع.

بقلم: مالك بن نبي
384