ابتسامة عفوية

ابتسامة عفوية | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

403 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

اليوم ابتسامة عفوية، وغدًا مجاملة رقيقة في مناسبة أو ما شابه، ثم مصافحة بريئة، يتبعها لقاء عابر (في حدود الأدب طبعًا، وفي مكان مفتوح بكل تأكيد).. ثم يأتي التعلّق القلبي، وتأتي المرأة تشتكي أنها مغلوبة على أمرها، ولا تملك لقلبها شيئًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن العارف لطبيعة النفس البشرية لا يقول مثل هذا الكلام -في الصورة- أبدًا؛ فالنفس تألف الشيء مع تكراره، وإن ألفته نزعت عنه الحياء، وما إن تنتهي هذه الخطوة حتى تأتي التي تليها.

وهذه هي خطوات الشيطان؛ تزلّ المرأة وتخطو خطوتها الأولى = ثم تتبعها بالثانية، بنفس مبررات الابتسامة العفوية، إلى أن تجد نفسها في القاع.

أين فقه الواقع وأين سد الذرائع؟
بل أين حدود الإسلام التي أفنى العلماء أعمارهم في ترسيخها وتوصيلها؟
هل صار الذوق النسوي يغلب على كل شيء، حتى فتاوى الشيوخ؟
ألا يخشى أن تُحدث هذه الابتسامة أثرًا في القلب مع تكرارها وإلفها؟

إليك نماذج سريعة لكلام العلماء:

(1) منع العلماء أن يشمّت الرجل المرأة إذا عطست، قال ابن الجوزي: وقد روينا عن أحمد بن حنبل أنه كان عنده رجل من العباد، فعطست امرأة أحمد فقال لها العابد: يرحمك الله فقال أحمد رحمه الله: عابد جاه

(2) وقال ابن قدامة: ولو كان الماء بمجمع الفساق، تخاف المرأة على نفسها منهم، فهي عادمته.. بل لا يحل لها المضي إلى الماء.. أي أنها تتيمم.

(3) وقال أبو حامد الغزالي: ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائل يمنع من النظر؛ فإن ذلك مظنة الفساد، والعادات تشهد لهذه المنكرات.

(4) ويقول ابن عبد البر: يجب على الإمام أن يحول بين الرجال والنساء في التأمل والنظر

(5) يقول القرطبي "وإذا سألتم أزواج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعًا (فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن"
هذا الكلام في زوجات الرسول، أمهات المؤمنين!

هذه هي حدود الإسلام، وهكذا حرص العلماء على سد الذرائع ومنع الفتن.. ولكننا اليوم في زمن النسونة؛ فأصبحنا نرى من الشيوخ من يجمّل الفتاوى ويُخرجها مناسبة للذوق النسوي السائد.

ولمزيد بيان حول مسألة الاختلاط وسد الذرائع: إليكم مقال الاختلاط بين زمانين: https://bit.ly/3WUnaZV
وحول مسألة الحذر من الفتنة: إليكم مقال لا يأمن البلاء من يأمن البلاء: https://bit.ly/3ZdtHQS


الإشارات المرجعية:

  1. (ابن مفلح، الآداب الشرعية ج2، ص341)
  2. (ابن قدامة، المغني، ج1، ص151)
  3. (إحياء علوم الدين، للغزالي، 3/ 43 - 44)
  4. (التمهيد، 9/ 124)
  5. تفسير القرطبي
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الاختلاط #ابتسامة-المرأة
اقرأ أيضا
من مفسدات القلوب: التعلق بغير الله | مرابط
تفريغات

من مفسدات القلوب: التعلق بغير الله


التعلق بغير الله له عدة نواح والكلام فيه من عدة فروع فمن التعلق بغير الله: التعلق بالدنيا وقد مثله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود تمثيل في قوله عليه الصلاة والسلام: تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش هذا الرجل المتعلق بغير الله فمن الناس من يتعلق بالأموال فيعمل لها كل همه فيخرج من الصباح ويسعى ويعمل ويكدح إلى الليل

بقلم: محمد صالح المنجد
722
البيئة الحاضنة للانحراف | مرابط
فكر

البيئة الحاضنة للانحراف


هل يظن أحد أنه في مأمن عن الانحراف بعد أن يقرأ هذا الخبر؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء ب يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ولما سئل عن سبب ذلك قال: إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ

بقلم: فهد بن صالح العجلان
310
المرأة قبل وبعد دعاة التحرير | مرابط
النسوية المرأة

المرأة قبل وبعد دعاة التحرير


عاشت المرأة المصرية حقبة من دهرها مطمئنة في بيتها راضية عن نفسها وعن عيشها ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها أو وقفة تقفها بين يدي ربها أو عطفة تعطفها على ولدها أو جلسة تجلسها إلى جارتها تبثها ذات نفسها وتستبثها سريرة قلبها وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها وائتمارها بأمر زوجها ونزولها عند رضاهما

بقلم: مصطفى لطفي المنفلوطي
535
تحذير الأئمة الأربعة من الاختلاط | مرابط
مقالات المرأة

تحذير الأئمة الأربعة من الاختلاط


قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: أرى للإمام أن يتقدم إلى الصناع في قعود النساء إليهم وأرى ألا تترك المرأة الشابة تجلس إلى الصناع فأما المرأة التجالة والخادم الدون التي لا تتهم على القعود ولا يتهم من تقعد عنده فإني لا أرى بذلك بأسا

بقلم: عبد العزيز الطريفي
267
المؤثرون الذين لا يؤثرون | مرابط
فكر

المؤثرون الذين لا يؤثرون


ما أعظمها من مصيبة حين يتحول الإيجابيون والمؤثرون وطلبة العلم والدعاة والمستشارون من الإنتاج المعرفي والعلمي والتطبيق العملي وتحقيق الأهداف وخدمة المجتمع إلى الاستهلاك فحسب وحين يتحول هؤلاء الصفوة من البحث عن الدقائق الضائعة طمعا في توظيفها والاستفادة منها إلى إهدار الساعات الطوال على توافه شبكة الإنترنت

بقلم: محمد بن سعد العوشن
857
الافتتان بالآخرين وصد الحق | مرابط
اقتباسات وقطوف

الافتتان بالآخرين وصد الحق


قد يكون اتباع أحدهم للباطل ليس إلا افتتانا بمن رآهم يتبعون هذا الباطل إذ يقول في نفسه: كيف لهؤلاء العظام والعقول الراجحة أن تتبع باطلا لا بد أنه الحق وأنهم رأوا من آياته ما حملهم على اتباعه إذن أتبعه مثلهم حتى لو بدى لي خلاف ذلك

بقلم: الشاطبي
2118