تصنيف الرجولة

تصنيف الرجولة | مرابط

الكاتب: محمد سعد الأزهري

239 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لا تأخذ تصنيف الرجولة ممن يريد التلاعب بالرجولة لغرض في نفس يعقوب!

فهناك من يصنّف الرجولة بأنها المهاودة والمشاركة والصبر على الزوجة مهما فعلت، فمهما تعصّبت أو صرخت أو قالت كلامًا سيئًا فهي معذورة، والرجولة الحقيقية هي التغافل عن تصرفاتها!

حتى لو نزلت من بيتها غاضبة دون استئذان لتتمشى قليلًا لتفك عن نفسها، فما عليك إلا النزول والبحث عنها وإلا فأين الرجولة؟!

وإذا كلمت أمّك بشكل سيء فما عليك إلا تحملها، فهي مضغوطة بالوظيفة والأولاد والأكل والشرب والغسيل، وإذا فعلت غير ذلك فأين الرجولة؟!

وإذا ذهبت لأهلها وأرادت المبيت بدون استئذانك فالرجولة الحقيقية هي التغاضي عن هذه التصرفات لأن العاقل يتعامل مع هذه المشاهد باحتواء وحنية وتفهّم!

فالرجولة الحقيقية عندهم هي أن تلبي لها طلباتها، وأن تتحمل تقلباتها، وأن تترفّع عن جموحها، وأن تدرك دائمًا أنها مظلومة ومُجهدة وخيركم خيركم لأهله!

الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة، لأن القيادة معناها سائق وركاب، رئيس ومرؤوس، قائد وأتباع، وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية، بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

مع أن الطبيعي في الحياة أن الرجولة الحقيقية هي المسئولية، ولا مسئولية بدون صلاحيات، ولا صلاحيات دون قرارات، فأي رجل مسئول طبيعي جدًا أن يحمي زوجته ويهيء لها الحياة المناسبة، وكذلك يمنعها مما يضرها.
وإلا فالمدرب الذي بلا صلاحيات لن يضع تشكيل المباراة، والرئيس الشرفي مهمته المقابلات البروتوكولية والتصوير مع الزعماء، دون قرار ولا شبه قرار!

الخلاصة: هناك خطاب متلاعب بالرجل، يضعه في ركن من أركان الحياة ثم يستقبل كل الضربات ومن جميع الجهات، وفي نفس الوقت يُقال له: الرجل الحقيقي لا يشتكي من الضرب، ولا يتألم منه، ولا يترك الركن الذي يُضرب فيه لأن هذا هروب منه من المسئولية!!

الرجولة الحقيقية مسئولية ولا مسئولية بدون صلاحيات وقرارات وثواب وعقاب، ومن داخل هذا يتزين الرجل بالتغافل والصبر والرحمة والرفق والحزم واللين والحكمة، أما أن نلعب على صفات رخوة ونلصقها به ونمحي سواها، فهذا من فعل الخيَّاطة إيّاها، لا من فعل الرجال!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرجولة
اقرأ أيضا
النزوع الفطري لقيمة الرحمة | مرابط
تعزيز اليقين

النزوع الفطري لقيمة الرحمة


الناس أسيرة لفكرة الرحمة عندها تعلق غير طبيعي بوجود رب رحيم.. التقي والعاصي المطيع والمتهاون المحسن والمسيء.. لديهم هذا الخوف الفطري من الجزاء الأخروي! هذا النزوع الفطري لقيمة الرحمة والتعلق بها أليس أحد دلائل وجود الله تعالى؟! إذ هي قيمة لا يمكن تصورها إلا بين طرفين هما واهب الرحمة عز وجل ومستحقي الرحمة؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
298
التغريب: الأهداف والأساليب ج5 | مرابط
فكر تفريغات أبحاث

التغريب: الأهداف والأساليب ج5


التغريب مصطلح يطلق على الانسياق وراء الحضارة الغربية سواء في الاعتقاد أو الاقتصاد أو غير ذلك وقد سعى الغرب في تغريب الأمة الإسلامية بشتى الوسائل والتي منها: الاستعمار العسكري والفكري ونشر مدارس التغريب في بلاد المسلمين والابتعاث ولكون التغريب يشكل خطرا على المسلمين في دينهم وجب مواجهته بشتى السبل والتي منها: التمسك بالإسلام الحق وفضح مدارس التغريب ونشر العلم الشرعي وما أشبه ذلك

بقلم: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
2227
السلفية السائلة: مفهوم السلفية في مسارب ما بعد السلفية ج1 | مرابط
مناقشات

السلفية السائلة: مفهوم السلفية في مسارب ما بعد السلفية ج1


حين بدأت بمطالعة كتاب ما بعد السلفية كنت حريصا على أن تتخلق في نفسي انطباعاتي الذاتية عن الكتاب بعيدا عن ضغط تأثير انطباعات الآخرين خصوصا وأنا أعلم أن الكتاب سيكون كتابا جدليا بامتياز وسيحدث جدلا في المشهد الفكري والشرعي بشكل عام وفي الداخل السلفي بخاصة والذي ستتشكل فيه بؤر ممانعة ذاتية طبعية من النقد والمراجعة فبعض النفوس قد لا تحتمل النقد وبعضها قد تحتمله ولكن لا تحتمل أن يكون معلنا وأجدني -بحمد الله- كما أجد غيري ميالا إلى استيعاب الممارسة النقدية واسع الصدر لها بل داعيا ومرحبا بها كونها...

بقلم: عبد الله العجيري
1020
أثر الإيمان في بناء الأمم ج2 | مرابط
تفريغات

أثر الإيمان في بناء الأمم ج2


محاضرة هامة عن عن أثر الإيمان في بناء الأمم والأفراد -والكلام القادم- سيكون عن أسباب انهيار الأمم ولماذا تنهار أمم وشعوب ولماذا تبقى غيرها فالأمر يحتاج إلى وقت طويل ولكن خطورة الأمر وأهميته هي التي تجعلنا نتحدث عنه بما يفتح الله تبارك وتعالى به علينا

بقلم: د سفر الحوالي
463
الليبرالية في ميزان الإسلام | مرابط
الليبرالية

الليبرالية في ميزان الإسلام


الليبرالية هي وجه آخر من وجوه العلمانية وهي تعني في الأصل الحرية غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حرا في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه وعابد هواه غير محكوم بشريعة من الله تعالى

بقلم: مجموعة كتاب
711
ماذا تركت لأجلي؟ | مرابط
مقالات

ماذا تركت لأجلي؟


ويقول الشاب التائب: لأجلك ربي تركت رفقاء الطيش وطريق الهوى وآثرت طريق العفاف والهدى وصبرت على مقاومة كل وسائل الجذب والإغراء حتى صرت بين الشباب غريبا في مظهري ومخبري. وتقول أمة الله: لأجلك ربي تركت التبرج والزينة التي أحب وخالفت بيئتي المتحررة التي فيها نشأت ونالني فيك السخرية والأذى.

بقلم: د. جمال الباشا
360