خطر الكسل المعرفي

خطر الكسل المعرفي | مرابط

الكاتب: د. سلطان العميري

522 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

قال لي: أنا مقتنع بأفكار فلان.
قلت: لماذا مع أنها مخالفة لجماهير العلماء؟!
قال: لأنه يقدم أدلة عليها.
قلت له: يا عزيزي ليست العبرة بتقديم الأدلة، حتى الشيطان حاول أن يقدم دليلا في اعتراضه على الله.

وإنما العبرة بتقديم الدليل الصحيح، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالبحث وسؤال أهل الخبرة في كل علم. فلا يصح لك أن تبادر إلى تبني أفكار في أخطر شيء في حياتك وهو الدين إلا إذا كنت متأكدا من صحة أدلتك.

الأفكار الخطرة -سواء أكانت متعلقة بالدين أو بغيره- يجب أن تبنى على ما يناسبها من الأدلة، ويجب على العاقل أن يبذل جهده في التأكد والتقصي فيها.

كثير من الشباب لديه (كسل معرفي) رهيب، فتراه يبادر إلى تبني أفكار كثيرة بمجرد أن يسمع بكلمة دليل أو عقل!! ولو كلف نفسه بالبحث قليلا أو بسؤال عدد من أهل الخبرة لأدرك بأن كثيرا مما يسمى دليلا وعقلا هو مجرد كلام فارغ لا قيمة له.

والغريب أن ذلك المصاب (بالكسل المعرفي) يتهم غيره بالتخلف والجمود، وهو حين تبنى ما يخالف جماهير العلماء لم يفعل إلا أنه استمع لرجل ذكر له ما سماه دليلا وعقلا.

لو كانت تلك الأفكار التي تبناها من قبيل المسائل الاجتهادية لكان الأمر قريبا سهلا، ولكنه يتبنى أفكارا تخالف قواطع النصوص وما كان عليه الصحابة والتابعون وجماهير علماء المسلمين.

مثل هؤلاء الشباب يجب أن ينبهوا قبل النفاش معهم إلى ضخامة الانحراف المنهجي الذي وقعوا فيه، ولا بد أن يوقفوا على فضاعة الانزال المعرفي الذي مارسوه.

كثير من الأفكار ستزول من عقل المرء بمجرد أن يسلك الطريقة الصحيحة في البحث ويسير على المنهج السليم في التبني والرفض للأقوال.. تصحيح طريقة التبني والرفض للأفكار عند الشباب كفيل بإزالة نسبة كبيرة من الفساد المعرفي.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الكسل
اقرأ أيضا
مستقبل الثقافة وماضيها | مرابط
مقالات

مستقبل الثقافة وماضيها


إن هذا الجيل الجديد من أبنائنا واقف في مفترق طرق لا يدري أيها يسلك وقد فتح عينيه على زخارف تستهوي من الثقافة الغربية وقد أصبحت هذه الثقافة أقرب إلى عقله وذوقه لما مهد أهلها ودعاتها من المسالك إلى النفوس ولما تنطوي عليه من المغريات والمعاني الحيوانية ولما فيها من موجبات التحلل والانطلاق ولما تزخر به من الشهوات وحظوظ الجسد ولما يشهد لأهلها من شهود العلم وهو يفتح عينيه كل يوم منها على جديد.

بقلم: البشير الإبراهيمي
330
الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة | مرابط
تفريغات

الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة


وكذلك أيضا من فضل الله عز وجل على عباده: أن جعل هذه الأيام موضعا للصيام وآكد هذا الموضع في الصيام هو صيام يوم عرفة كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتي الكلام عليه بإذن الله. ويشرع للإنسان أيضا أن يصوم عشر ذي الحجة إلا يوم النحر فإنه يحرم صيامه لكونه عيدا وأما الأيام الباقية اليوم التاسع وما قبله فإنه يشرع للإنسان أن يصومها وكان السلف يصومون ذلك.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
327
خدمة المرأة لزوجها في المذهب المالكي | مرابط
المرأة

خدمة المرأة لزوجها في المذهب المالكي


فالداعيات المتأثرات بالنسوية ممن يدعين تمسكهن بالمذهب المالكي في الحقيقة يهدمن البيوت ولو تركن البيوت على ما عهدناه عليها من وفاء وتضحية دون مبالاة بهذه الأمور ما وقعت المسلمة المسكينة في هذا الحرج الكبير حتى صارت العلاقة بين المسلم والمسلمة علاقة صراع. فإن كن مالكيات فهذا هو المذهب المالكي الذي ألزمن به أنفسهن نبينه للمسلمة حتى تعلم الحرج الذي أوقعنها فيه

بقلم: قاسم اكحيلات
2853
كيف تعرف صدق النبوة ج1 | مرابط
تعزيز اليقين

كيف تعرف صدق النبوة ج1


كثيرا ما يردد العلماء أن مدعي النبوة إما أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين أي أن كل ما يخطر في بالك من الصادقين فإن النبي الصادق أصدقهم وكل ما يخطر في بالك من الكذابين فإن المتنبئ الكذاب أكذبهم وهذا يقتضي عظم التنافر والفرق بينهما حيث الأول في أعلى ما قد يتصوره الإنسان من الصدق والآخر في أسفل دركات الكذب ومن التبس عليه حالهما حري به أن يلتبس عليه صدق أو كذب من دونهما

بقلم: صفحة براهين النبوة
1092
لماذا نصلي يا أبي | مرابط
تعزيز اليقين

لماذا نصلي يا أبي


من الأمور التي يتهاون بها كثير منا الإجابة بأسلوب مقنع عن أسئلة الأطفال الدينية خاصة في مسائل الإيمان ولبروفسور الرياضيات المسلم جيفري لانغ إجابة لطيفة عقلانية ميسرة عن سؤال: لماذا نصلي قد تناسب بعض الأطفال الذين فطروا على كثرة الأسئلة

بقلم: د خالد بن منصور الدريس
588
الخطاب باللغة العربية | مرابط
لسانيات

الخطاب باللغة العربية


وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم.

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
425