ستبقى أمريكا تعاني من التفرقة

ستبقى أمريكا تعاني من التفرقة | مرابط

الكاتب: د إياد قنيبي

2389 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ستبقى أميريكا تعاني من التفرقة بين البيض والسود ما دامت العقيدة التي يدرسها الأطفال في المدارس عقيدة داروينية، تعارض شعارات المساواة المعلنة لديهم، وما دام داروين يُعظَّم على أنه "مكتشف الحقيقة" عن أصل الإنسان والكائنات.

 

أصل الإنسان

في كتابه (أصل الإنسان)
(The Descent of Man)

 

يتكلَّم دارون عن الإنسان الأوروبي الأبيض على أنه "أرقى تطوريًا" بينما باقي الأمم في مرحلة وسطى بين "الأسلاف الحيوانية" والإنسان، لم يكتمل تطورهم بعد! لأنهم في نظره أقرب من الأوروبيين إلى الحيوانات في بعض الصفات، كلون البشرة أو محيط الرأس أو تفلطح الأنف أو بروز الجبهة للأمام أو كبر حجم الفك أو الشفتين.

 

ثم استنتج دارون أن الأعراق الراقية من الإنسان لن تتابع الارتقاء التطوري إلا من خلال الصراع لإبادة الأعراق المنحطة، وهذا هو أساس الداروينية الاجتماعية، والتي تعني تنزيل قوانين داروين في الأحياء على علم الاجتماع.

 

ثم يقول في الفصل السادس: "At some future period, not very distant as measured by centuries, the civilized races of man will almost certainly exterminate & replace the savage races throughout the world.” (Charles Darwin (1871) The Descent of Man, 1st edition, pages 168 -169.)

 

أي: (في فترة مستقبليةٍ ما ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون، ستقوم الأجناس المتحضرة من الإنسان وبشكل شبه مؤكد بإبادة واستبدال الأجناس الهمجية عبر العالم)!

 

 

العنصرية وشعارات المساواة

هذه "عقيدة" صاحب خرافة التطور التي تدرس لأطفالهم على أنها أم الحقائق البيولوجية. فلا تستغرب بعدها من التصرفات المشوهة التي تعود من فترة لأخرى على الرغم من شعارات المساواة.

 

في أميريكا أناس بيض وأناس من مختلف الأجناس يرفضون التفرقة ووقفوا بجانب السود في أزمة (جورج فلويد)، لكن ستبقى المآسي تتكرر ما لم يتم تجفيف منابع الإرهاب في المناهج، الإرهاب الذي يؤصل في العمق واللاوعي للتفرقة بين الناس على لون البشرة !

 

ديننا الإسلام

فالحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

 

الحمد لله على دينٍ يقول نبيه صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ وإنَّ أباكم واحدٌ. ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ ولا لِأحمرَ على أسودَ ولا لِأسودَ على أحمرَ إلاَّ بالتَّقوى».

 

الحمد لله على دينٍ جعل أمير المؤمنين قاهر الفرس والروم رمز العدل عمر بن الخطاب العربي القرشي شريف النسب يقول: (أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا -يَعْنِي بلَالًا)، والأثر رواه البخاري عن جابر بن عبد الله. وبلالٌ رضي الله عنه حبشي أسود.

 

الحمد لله على نعمة الإسلام.

 


 

لا يهدف المنشور لاختزال مصدر العنصرية في الغرب بما يسمى بـ"نظرية التطور".

 

فالعنصرية واستعباد الناس بناء على لون بشرتهم كان موجودا قبلها كما هو معلوم، ولن تزول هذه العنصرية بزوال "النظرية" من مناهجهم الدراسية...ونعلم أن الوصول إلى مجتمع سوي خالٍ من هذه الأمراض لا يحدث إلا تحت شرع الله الذي معيار التفاضل فيه التقوى والعمل الصالح.

 

وفي الوقت ذاته فهذه "النظرية" المزعومة قد ساهمت وبشكل موثق تاريخيا في العديد من التصرفات العنصرية والكوارث الإنسانية كما بينا في حلقة (رصاصة دارون على الإنسانية):
الجزء الأول: https://youtu.be/_ENJRhTbqyo
الجزء الثاني: https://youtu.be/Kcx6pnh2SUk

 

ولمن يقول أن هذا لا يبطل "النظرية". فنقول: إبطالها بالأدلة العلمية كنموذج على المغالطات المنطقية والعلم الزائف تم عبر عشرات الحلقات في رحلة اليقين، ولم نستدل بفساد تبعاتها.
 
 


 

المصدر:

صفحة الفيسبوك

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#إياد-قنيبي #أمريكا #العنصرية
اقرأ أيضا
إياك والأوهام! | مرابط
مقالات

إياك والأوهام!


خلقت قوى النفس مطيعة للأوهام وإن كانت كاذبة حتى إن الطبع لينفر عن حسناء سميت باسم اليهود إذ وجد الاسم مقرونا بالقبح فظن أن القبح أيضا ملازم للاسم ولذا تورد على بعض العوام مسألة عقلية جليلة فيقبلها فإذا قلت هذا مذهب الأشعري أو الحنبلي أو المعتزلي نفر عنه إن كان يسيء الاعتقاد فيمن نسبته إليه

بقلم: عبد الله القرني
331
حكم الزيادة في الدين | مرابط
تفريغات

حكم الزيادة في الدين


إن العبد إذا علم شر منقلب أهل البدع لم يلجأ إلى التأويل الذي تأوله أهل البدع إنما نريح أنفسنا بذكر هذه المقدمة لأن الموضوع إذا نوقش فيه بطريقة الجدل النظري لا نصل فيه إلى نتيجة إذا: لا بد من دخول المعنى الإيماني في المناقشة ليست المسألة نظرية بحتة كما يفعل أهل البدع في النقاش إنما نتكلم عن خير الهدي وخير الهدي من أعظم الخوارم فيه: البدع إذا: لا بد من دخول المعنى الإيماني أثناء المناقشة ولا يكون هذا إلا بذكر سوء منقلب أهل البدع

بقلم: أبو إسحق الحويني
717
لكي لا تأسوا على ما فاتكم | مرابط
اقتباسات وقطوف

لكي لا تأسوا على ما فاتكم


الإنسان يجزع ويستطار وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن هذا الوجود ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير فأما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به وتمر بغيره والأرض كلها ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود

بقلم: سيد قطب
789
القرآن ومشكلة الغنى والفقر | مرابط
اقتباسات وقطوف

القرآن ومشكلة الغنى والفقر


والقرآن هو الذي حل المشكلة الكبرى التي يتخبط فيها العالم اليوم ولا يجد لها حلا وهي مشكلة الغنى والفقر فحدد الفقر كما تحدد الحقائق العلمية وحث على العمل كما يحث على الفضائل العملية وجعل بعد ذلك التحديد للفقير حقا معلوما في مال الغني يدفعه الغني عن طيب نفس لأنه يعتقد أنه قربة إلى الله

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
386
الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة | مرابط
تفريغات

الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة


وكذلك أيضا من فضل الله عز وجل على عباده: أن جعل هذه الأيام موضعا للصيام وآكد هذا الموضع في الصيام هو صيام يوم عرفة كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتي الكلام عليه بإذن الله. ويشرع للإنسان أيضا أن يصوم عشر ذي الحجة إلا يوم النحر فإنه يحرم صيامه لكونه عيدا وأما الأيام الباقية اليوم التاسع وما قبله فإنه يشرع للإنسان أن يصومها وكان السلف يصومون ذلك.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
319
الشيوعية والإسلام | مرابط
فكر مقالات

الشيوعية والإسلام


إن عداوة الشيوعية للإسلام عداوات متكررة وليست بعداوة واحدة فإنها تعاديه معاداة الخوف من منافسته في تنظيم المجتمع على قواعده وأحكامه وتعاديه معاداة الحاكم الروسي للمحكوم المطموع في ماله واستقلاله وتعاديه أخيرا معاداة الشعور بالخطر والإفلاس على أثر إخفاق التجارب الماركسية واحدة بعد الأخرى خلال السنوات الأخيرة

بقلم: عباس محمود العقاد
2253