قراءة الأحداث بعيون زرقاء

قراءة الأحداث بعيون زرقاء | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

290 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

انتشر مؤخرًا تغريدة لرجل الأعمال الكندي إيلون ماسك، وهو مستثمر ومهندس مشهور على مستوى العالم، يقول فيها: دور الأم لا يقل أهمية عن أي وظيفة أخرى..

وعندما تأملت تفاعلات بعض المسلمين مع التغريدة المنتشرة مؤخرًا لرجل الأعمال الكندي “إيلون ماسك” = قلت في نفسي: ما الجديد فيما ذكره؟ وما سر هذا الاحتفاء الشديد بالتغريدة؟ رغم أن المسلمين يعتقدون نفس الفكرة وقد سبقوه إليها = فديننا يُعظّم دور المرأة في التربية ويقدمه على أي شيء آخر، والأمر واضح في السنوات الأخيرة نظرًا لتصاعد الموجة النسوية التي حتمت على البعض أن يعيد تعريف دور المرأة ودور الرجل.. فما الجديد الذي قدمه إيلون ماسك؟

الحقيقة أنه لا جديد!
لا يمكنك أن تفهم شيئًا من هذا الانبهار الذي تراه في أعين المتفاعلين المسلمين إلا أنه يعبر عن انكسار وانهزام نفسي عميق أمام الثقافة الغربية الغالبة؛ فالأعين الزرقاء عندما تقرأ الأحداث = لا يسعك إلا أن تجلس في موضع التلميذ لتتعلم، وتنبهر، ثم في النهاية تصفق بحرارة.. هذا هو دور ضحايا الاستبداد الثقافي، كما يسميهم إبراهيم السكران.

ضحايا الاستبداد الثقافي

وكما نقول: رغم أن الأعين الزرقاء لم تأت بجديد في قراءة الأحداث، إلا أن ضحايا الاستبداد الثقافي يتلهفون دائمًا للحصول على ختم الصلاحية لأفكارهم وعقائدهم، ولذلك يفرحون إذا وافقتهم الثقافة الغربية في فكرة أو فكرتين.. ويطيرون إذا قال الرجل الأبيض شيئًا موافقًا لثقافة وأفكار المسلمين! فهذا يأتي بمثابة صك الصلاحية، وكأن لسان حالهم: الآن لا نخجل مما نعتقده، الآن لا حرج على أفكارنا!

يذكرني هذا بعبارة فريدة، قالها الدكتور فتحي عبد الكريم: كأن الإسلام في أعينهم طفل يتيم ذليل لا يعيش إلا إذا جُعل تحت رعاية رجل ذي جاه ونفوذ، أو هم يخافون أن لا تكون لهم عزة من حيث كونهم مسلمين

قلت: وهذا بالضبط هو مفصل المشكلة: يخافون ألا تكون لهم عزة من حيث كونهم مسلمين! فلا بد أن يعيشوا تحت رعاية الرجل الأبيض الذي يضمن لهم صك الصلاحية والذي جاء هذه المرة من مخترع ورجل أعمال مشهور على مستوى العالم.. فها هو الإسلام أصبح مثل العابر المسكين الذي يستجدي الثقافة الغربية ويقف على أبوابها ليطلب تعاطفها وإقرارها على صلاحية أفكاره = فلا بد أن يفرح المسلم إذا فُتح له الباب مرة أو مرتين!

وقديمًا ذكر ابن خلدون ملامح هذه الإشكالية فقال: والمغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب؛ في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أن النفس أبدًا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي، وإنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك، واتصل لها اعتقادا، فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به..، حتى أنه إذا كانت أمة تجاوز أخرى، ولها الغلب عليها؛ فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير" (1)

المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب

ويبدو أن المسلم اليوم واقع في هذه الدوامة، من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر، فقد يظهر هذا الانهزام النفسي والانقياد الفكري بشكل صريح وواضح ، وقد يظهر خفيًّا لا تدركه إلا في بعض التفاعلات أو في مجمل الخطاب والفكر والسلوك، فالشخص قد يمارس هذه التبعية بوعي منه، وقد يمارسها بغير وعي نتيجة الأفكار التي تشربها ونشأ عليها منذ نعومة أظفاره

يقول إبراهيم السكران: ولذلك ففي وسائل إعلام الدول المستضعفة تحتل الليبرالية، وهي آيديولوجية الغرب، المساحة الواسعة فيها، وتمنح مقاعد الذروة لرموز الخطاب الدعوي المدجن الذين يدفعون باتجاه تفتير مفاهيم العزة العقدية والاستعلاء الديني على الفكر الغربي، وإرضاع المشاهد الغر مشاعر الانكسار والهزيمة أمام الغرب الغالب، الذي يصفونه بأنه الهائل المتفوق المبدع الحضاري المتقدم في جميع مجالات الحياة، ونحوها من الأوصاف التهويلية التي تستبعد من الصورة الانحطاط الغربي في أعظم المطالب كالجهل بالله، وهو أعظم مطلوب، والفواحش، والجريمة، والمادية البائسة والحياة البهيمية الراتعة التي وصفها كتاب الله بقوله “والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام” (2) 

أما الفريق الثاني فهو الذي تحدثنا عن تفاعله مع هذه التغريدة؛ حيث طار بها وانبهر وفرح وصفق = معقول! انظر إيلون ماسك ماذا يقول، إنه يعظّم دور الأم في التربية! رأيتم؟ أنا قلت لكم، هذه فكرتي.. والحقيقة أنه يشعر بقوة رهيبة ويتبنى الفكرة بشكل أوضح وأصرح، لماذا؟ ﻷنه استقوى بتأييد الأعين الزرقاء لها، وليس لإيمانه بها ولا لتعظيم دينه لها!

وأما الفريق الأول فهو الذي يحذو حذو الرجل الأبيض، لا يفارقه قيد أنملة، يميل حيث يميل، ويسلك كما يسلك، ويعقل كما يعقل، ويأخذ أمور الحياة كما يأخذها.. ببساطة: هم يقرأون الأحداث بأعين زرقاء ويعيشون تحت وصاية فكرية ثقافية للغرب = فهؤلاء لو قال لهم مسلم: دور الأم مهم كأي وظيفة أخرى = لقالوا جهل وتخلف ورجعية، تكبتون المرأة وتمنعون استقلالها المادي، الرجل الأبيض وصل إلى القمر وأنتم تتكلمون في المرأة.. إلخ!

وبالطبع هذا الفريق في مِحنة الآن بسبب ما قاله سيّدهم الرجل الأبيض، لأنه هذه المرة أحد رموز العلم وأحد مشاهير العالم عمومًا، فهل سيقولون له: لقد جئت شيئًا إدًّا؟ ما هذا التخلف والرجعية؟ بالطبع إنهم لا يقدرون على ذلك، لماذا؟ ﻷن لفظة التخلف لا تنطبق على الغربي وإنما تنطبق على المسلم فقط، يعني لو جاء أحد الغربيين برأي يصفونه بالتخلف = لن يرموه بهذا الوصف أبدًا، ﻷنه ينتمي للغرب أو أوروبا.. وهم متيّمون بكل ما هو غربي، ﻷنه متقدم ومتفوق ماديًا، وهم يسحبون هذا التفوق على عالم الأفكار = فتكون الفكرة الغربية عندهم رمزًا للتحضر والتقدم وما يخالفها رمزًا للتخلف والرجعية.

يقول إبراهيم السكران: بل لقد أصبح الغرب في خطاب دعاة المدنية المادية يعرض باعتباره صورة تجسيدية للخلاص من تناقضات هذه الحياة، وأنه استطاع أن يخلق حلا لبنية التنافر التي أشغلت العقل البشري طيلة آلاف السنين، تشعر في بعض الكتابات التي تتكلم عن طوبى الغرب بصوت تأوهات الهيام تتنفس بين السطور، إنها حالة تطلع وجداني مطرق أمام العيون الزرقاء، إلى درجة استخدام مفاهيم ذات إيحاءات مقدسة كعبارة "المعجزة الغربية" التي يرددها بعض كتاب الصحافة والتي تحمل نفسيا خوارقيًا (3)

بل تأمل.. ماذا لو انتشر هذا الرأي على المستوى الغربي بشكل عام، وبالفعل بدأت بعض الدعوات هناك تنادي بأهمية دور المرأة في التربية بعدما ذاقوا طعم انهيار المنظومة الأسرية.. ماذا سيكون الوضع لو أن الغرب أصبح يميل للتضييق في العلاقات بين الرجل والمرأة؟ ماذا لو منع الغرب الاختلاط؟ ماذا لو أصبحت الشهوات لا تُقرب إلا تحت ظلال مؤسسة الزواج؟ هل سيكون التخلف يومئذ في المناداة بالتحرر الكامل في كل شيء كما تنادون الآن؟ الحقيقة أن هذا الفريق لا رأي له.. إنه يسير كما تسير الرياح الغربية فقط.

بعض التفاعلات على تغريدة إيلون ماسك:

أن تكوني أمًا لثلاثة أطفال يعني أن تكون المدير التنفيذي لثلاث شركات.

ما هي الوظيفة الأكثر أهمية من تربية الصغار؟ الأمهات هن الأكثر تأثيرًا على شخصية الأطفال في المستقبل، وهذا أهم من أي مهنة أخرى.. وإنه لشرف كبير أن تصبحين أمًّا طوال الحياة.

تضع زوجتي خلفية لهاتفها الاقتباس التالي: قد لا يكون أعظم مساهماتك في العالم هو شيء فعلته = ولكن أطفالًا ربيتهم 

لم يشعروا بمركب النقص

إذن .. هذه هي الدوامة التي وقع فيها المسلمون، فكيف كان حال أسلافنا؟ ولنعرف الفارق بيننا وبين جيل الصحابة الذين اعتزوا بدينهم = فأعزهم الله به، تأمل ما قاله مالك بن نبي: لماذا استطاع ذلك أولئك الأعراب الفقراء في عهد محمد، صلى الله عليه وسلم؟
لماذا قام أولئك الأعراب الفقراء الأميون بإنقاذ الإنسانية وشعروا أنهم جاؤوا من أجل إنقاذها؟
فقد كانوا يعلنون هذا في أقوالهم ومخاطباتهم للآخرين سواء من أهل الفرس أو من أهل روما. كانوا يقولون لهم: لقد أتينا لننقذكم.
إنهم لم يشعروا بمركب النقص.. لماذا لم يشعروا بمركب النقص؟
لأن الإمكانيات الحضارية المتكدسة أمامهم في فارس أو في بيزنطة أو في روما لم تفرض عليهم النقص، وبعبارة أخرى لم تبهرهم(4)

هل رأيت الفارق؟ هؤلاء الأعراب المسلمون لم ينبهروا بحضارة الفرس والروم = لم ينهزموا نفسيًا أمام تقدمهم وتفوقهم المادي، فهؤلاء الأعراب الذين عاشوا في بيوت متواضعة لم تبهرهم زخارف الروم والفرس، وترى ذلك واضحًا في مشهد دخول ربعي بن عامر على رستم ملك الروم..

يقول ابن كثير: فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضة على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك. فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت. فقال رستم: ائذنوا له. فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم ؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه(5)

إنه رجل بمفرده، عليه ثياب رثّة، يدخل على ملك مُفَخمٍ مُعظمٍ أُحيط بالنمارج والبهارج والكنوز، إن هذا إشارة جلية على الفارق المادي بين الطرفين، ولكن هذا الرجل يحمل في صدره عقيدة صادقة وعزة حقيقة لا تصدأ ولا تهتز.. هل تتخيل واحدًا من الصحابة، رضوان الله عليهم، ينبهر برأي أبي جهل في مسألة من المسائل؟ ويطير فرحًا بها ويصفق بشدة أن وافق رأيه رأي أبي جهل؟ هذا تصور مضحك للغاية، أليس كذلك؟ سل نفسك ما السر في ذلك إذن..

ونموذج آخر يوضح لنا الفارق بين جيلين؛ أحدهما منهزم نفسيًا أمام ثقافة “الآخر” وأفكاره، وجيل آخر اعتز بدينه وجعله الحكم المهيمن في كل الأمور.. تأمل موقف السلف من الشرائع السابقة، كيف تصرفوا حيالها؟ لم ينكسروا نفسيًا أمامها، ولم يشعروا بالنقص، ولم يقولوا نقرأ ما عندهم ونستفيد منه إلخ.. بل قالوا ما جاء في شرعنا مخالفًا لشرع من قبلنا = فلا يلزمنا، وما جاء موافقًا لشرعنا = قبلناه! وتأمل هذا المقطع القصير للدكتور عامر بهجت يشرح هذه المسألة:

هذا هو الفارق بين جيل يستجدي أمام أبواب الغرب ليظفر بأي إشارة توحي بالتأييد والصلاحية بعد أن غرق في بحار الانكسار والهزيمة الثقافية والنفسية، وجيل اعتز بثقافته ودينه وأوصد الأبواب أمام كل دخيل ولم يشعر بمركب النقص ولم ينبهر بما لدى الآخرين من تفوق مادي.

والحقيقة أنني لم أستطع أن أقرأ تفاعلات بعض المسلمين مع تغريدة إيلون ماسك إلا في هذا السياق، والله المستعان.


الإشارات المرجعية:

  1. ابن خلدون، المقدمة
  2. إبراهيم السكران، سلطة الثقافة الغالبة
  3. إبراهيم السكران، مآلات الخطاب المدني
  4. مالك بن نبي، دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
  5. ابن كثير، البداية والنهاية الجزء التاسع
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#إيلون-ماسك
اقرأ أيضا
أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام | مرابط
تاريخ

أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام


ولعل منشأ هذا الحب العميق للإسلام عند الصديق رضي الله عنه هو الإخلاص الشديد في قلبه فالعمل المخلص لا يرتبط بوجود أشخاص أو هيئات أو ظروف إنما هو مرتبط بالله جل وعلا وبالتالي فالإخلاص يدفع صاحبه إلى العمل الدءوب في كل الأوقات وبالحماسة نفسها وهذا ما دفع الصديق رضي الله عنه إلى أن يبقى على هذه الروح في حمل الرسالة حتى بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وإلى موته هو شخصيا رضي الله عنه فقد ظل يحمل هم الدعوة ويتحمل مسئولية الإسلام وكأنه ليس على الأرض مسلم غيره

بقلم: د راغب السرجاني
1380
القرآن ومشكلة الغنى والفقر | مرابط
اقتباسات وقطوف

القرآن ومشكلة الغنى والفقر


والقرآن هو الذي حل المشكلة الكبرى التي يتخبط فيها العالم اليوم ولا يجد لها حلا وهي مشكلة الغنى والفقر فحدد الفقر كما تحدد الحقائق العلمية وحث على العمل كما يحث على الفضائل العملية وجعل بعد ذلك التحديد للفقير حقا معلوما في مال الغني يدفعه الغني عن طيب نفس لأنه يعتقد أنه قربة إلى الله

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
397
التأويل المذموم | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

التأويل المذموم


مصطلح التأويل من أكثر المصطلحات تداولا لدى الفرق العقدية وأكثرها حضورا في كتبهم وأقوالهم إذ كان من حججهم الكبار في تحريف النص وفي هذا المقال يناقش الدكتور فهد بن صالح العجلان قضية التأويل ويوضح لنا ماهية التأويل الفاسد وكلام العلماء عنه وكيف يصل في النهاية إلى تحريف النصوص الواضحة عن معناها ومقصدها

بقلم: فهد بن صالح العجلان
3311
عن آخر رجل يدخل الجنة | مرابط
مقالات

عن آخر رجل يدخل الجنة


إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغل المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا

بقلم: عبد الله القرني
348
أحاديث وفضائل شهر رجب | مرابط
مقالات

أحاديث وفضائل شهر رجب


رجب: من الترجيب وهو التعظيم ويجمع على أرجاب ورجاب ورجبات ومن أسمائه رجب مضر ومنصل الأسنة والأصم والأصب ومنفس ومطهر ومعلي ومقيم وهرم ومقشقش ومبريء.. أما ما يروجه بعضهم من أن سمي بالأصب لأن الله يصب فيه الرزق فباطل.

بقلم: قاسم اكحيلات
736
أثر الخلوات | مرابط
اقتباسات وقطوف

أثر الخلوات


إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذرا من عقابه أو رجاء لثوابه أو إجلالا له فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو.

بقلم: ابن الجوزي
469