السؤال:
ما رأيك في الرقية الشرعية؟ ولو كنت مأيدها فنقفل بقى كليات الطب ونفتحها كتاب!
الإجابة:
(1) الإنسان والفيروس والبكتيريا والطفيليات والفطر وكل مسببات الوجع والمرض وكل الأدواء والأدوية وكل النباتات والبينيسلين والكورتيزون والأسيكلوفير مخلوقة..
(2) خالق هذه الأشياء موجود -سبحانه وتعالى-، ويتصف سبحانه بالقدرة على كل شيء والحكمة ويفعل ما يشاء..
(3) خالق هذه الأشياء هو من حدد العلاقة بينها: البكتريا تمرض الإنسان والبينيسللين يقضي عليها..
(4) قدرة الله -عَزَّ وَجَل- أن يخلق بأسباب وبدون أسباب..
(5) سُنة الله -جَلَّ وَعَلَا- أن يخلق بالأسباب..
(6) هذه الأسباب من يحددها هو الله سبحانه وتعالى وحده لأنه ﷻ خالق كل شيء ومسبب هذه الأسباب ومجري لتأثيراتها..
(7) لا يشترط أن تكون هذه الأسباب مادية بل ممكن تكون شيء غيبي كالدعاء والرقية الشرعية.. يبقى علينا أن نتأكد من فاعلية السبب وصحته وأنه ليس خرافة..
(9) فبالنسبة للأسباب المادية يكون التأكد منها بالتجربة والأساس العلمي التجريبي، وتقوم شركات الدواء بصنع دواء مناسب للمرض ثم تجربه وتتأكد من صحته حينها يصح للمسلم أن يتداوى به..
(10) وعليه فلا يصح أن تتداوى بعلاج مادي غير مجرب بشكل علمي بل قائم على الخرافة كمن يتداوى بوصفة أعشاب مجهولة من عند العطار الملتحي كي يعالج السرطان..!
(11) ولكن تتداوى بأصح وآخر المكتشفات العلاجية بناء على خبرة أهل الطب سواء كانوا مسلمين أو لا.. وفي الحديث: (تداووا) .. والأمر للوجوب..
(12) أما الأسباب الغيبية فلا يصح الاعتقاد في صحتها أو تجريبها إلا لو تأكدنا من أن الله -عَزَّ وَجَل- قد دلّ عليه سواء في كلامه ﷻ في القرآن أو في وحيه للنبي صلى الله عليه وسلم في السُنة..
(13) فلا يصح أن تتداوى بتمتمات أو كلمات غيبية ليست من دعاء النبي ﷺ ولا من آيات القرآن أو تتداوى بعمل أو حجاب يزعم الساحر أنه يتصف بالشيطان أو بالملك أو بالإله ذاته، أو أن تتداوى بالاستحمام باللبن مثلا..!
(14) يتأكد النهي في أخذ الأسباب الغيبية بدون أن يدلنا عليها الله العليم عَزَّ وَجَل لأن في الأمور الغيبية يدخل الاعتقاد لذلك من يأخذ بأي سبب غيبي لا يثبت في القرآن ولا السنة يكون دخل دائرة الشرك الأصغر..
(15) أما الأسباب الشرعية كالرقية والدعاء وقراءة القرآن على المريض كما جاء في المقطع، فهي أفضل وأهم ما تأخذ من أسباب وأهم من الدواء والذهاب للطبيب لأنها سبب شرعي صحيح تأكدت من صحته من القرآن وكلام النبي ﷺ يعني تأكدك من صحته أشد من تأكدك من صحة الأبحاث والتجارب التي قامت على الدواء، ولأن قدرة الله -جَلَّ جَلاله- الذي تدعوه وتتوسل إليه سبحانه أن يشفيك غير محدودة بينما قدرة الأدوية المخلوقة محدودة لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يخلق شيئًا إلا وفيه نقص، والكمال له وحده سبحانه..
(16) لكن الأخذ بالأسباب الشرعية لا يمنع الأخذ بالأسباب المادية.. لماذا؟ لأن الأخذ بالأسباب المادية إنما هي من الأسباب الشرعية أصلا..! ودل على ذلك الأمر مثل الأمر بالتداوي وطلب الرزق والفرار عند الخطر والأكل والشرب والنوم لحاجة الجسد، ودل أيضا عليه الفعل بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- فعلوا ذلك كله..
(17) الكلام في الرزق كالكلام في الدواء والمرض.. لماذا نعمل ونكسب العيش رغم أن الله -عَزَّ وَجَل- هو من يرزقنا..؟ لأن الله -سبحانه وتعالى- جعل العمل سببًا للرزق كسُنة منه سبحانه وأمرنا أن نسير على هذه السُنة.. طيب هل معنى ذلك ألا تدعو الله -عَزَّ وَجَل- أن يرزقك..؟ لا، لأن الله سبحانه وتعالى بيده أن يجعل السبب يتسبب أو أن يعطل السبب عن أن يتسبب أو أن يأتي بالنتيجة بلا سبب مادي إن أراد سبحانه..
(18) فأنت ستأتي بالأسباب الشرعية كالرقية وقراءة القرآن على المريض لكن لا يعني ذلك أن ذلك يوجب على الله -عَزَّ وَجَل- أن يشفيك، بل كل ما في الأمر أنه سبب شرعي للشفاء قد يمضيه الله ﷻ أو يعطله، والأمر كله لمشيئته سبحانه.