الرقية الشرعية.. بين الطب والوحي

الرقية الشرعية.. بين الطب والوحي | مرابط

الكاتب: د. مهاب

485 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

السؤال:
ما رأيك في الرقية الشرعية؟ ولو كنت مأيدها فنقفل بقى كليات الطب ونفتحها كتاب!

الإجابة:
(1) الإنسان والفيروس والبكتيريا والطفيليات والفطر وكل مسببات الوجع والمرض وكل الأدواء والأدوية وكل النباتات والبينيسلين والكورتيزون والأسيكلوفير مخلوقة..

(2) خالق هذه الأشياء موجود -سبحانه وتعالى-، ويتصف سبحانه بالقدرة على كل شيء والحكمة ويفعل ما يشاء..

(3) خالق هذه الأشياء هو من حدد العلاقة بينها: البكتريا تمرض الإنسان والبينيسللين يقضي عليها..

(4) قدرة الله -عَزَّ وَجَل- أن يخلق بأسباب وبدون أسباب..

(5) سُنة الله -جَلَّ وَعَلَا- أن يخلق بالأسباب..

(6) هذه الأسباب من يحددها هو الله سبحانه وتعالى وحده لأنه ﷻ خالق كل شيء ومسبب هذه الأسباب ومجري لتأثيراتها..

(7) لا يشترط أن تكون هذه الأسباب مادية بل ممكن تكون شيء غيبي كالدعاء والرقية الشرعية.. يبقى علينا أن نتأكد من فاعلية السبب وصحته وأنه ليس خرافة..

(9) فبالنسبة للأسباب المادية يكون التأكد منها بالتجربة والأساس العلمي التجريبي، وتقوم شركات الدواء بصنع دواء مناسب للمرض ثم تجربه وتتأكد من صحته حينها يصح للمسلم أن يتداوى به..

(10) وعليه فلا يصح أن تتداوى بعلاج مادي غير مجرب بشكل علمي بل قائم على الخرافة كمن يتداوى بوصفة أعشاب مجهولة من عند العطار الملتحي كي يعالج السرطان..!

(11) ولكن تتداوى بأصح وآخر المكتشفات العلاجية بناء على خبرة أهل الطب سواء كانوا مسلمين أو لا.. وفي الحديث: (تداووا) .. والأمر للوجوب..

(12) أما الأسباب الغيبية فلا يصح الاعتقاد في صحتها أو تجريبها إلا لو تأكدنا من أن الله -عَزَّ وَجَل- قد دلّ عليه سواء في كلامه ﷻ في القرآن أو في وحيه للنبي صلى الله عليه وسلم في السُنة..

(13) فلا يصح أن تتداوى بتمتمات أو كلمات غيبية ليست من دعاء النبي ﷺ ولا من آيات القرآن أو تتداوى بعمل أو حجاب يزعم الساحر أنه يتصف بالشيطان أو بالملك أو بالإله ذاته، أو أن تتداوى بالاستحمام باللبن مثلا..!

(14) يتأكد النهي في أخذ الأسباب الغيبية بدون أن يدلنا عليها الله العليم عَزَّ وَجَل لأن في الأمور الغيبية يدخل الاعتقاد لذلك من يأخذ بأي سبب غيبي لا يثبت في القرآن ولا السنة يكون دخل دائرة الشرك الأصغر..

(15) أما الأسباب الشرعية كالرقية والدعاء وقراءة القرآن على المريض كما جاء في المقطع، فهي أفضل وأهم ما تأخذ من أسباب وأهم من الدواء والذهاب للطبيب لأنها سبب شرعي صحيح تأكدت من صحته من القرآن وكلام النبي ﷺ يعني تأكدك من صحته أشد من تأكدك من صحة الأبحاث والتجارب التي قامت على الدواء، ولأن قدرة الله -جَلَّ جَلاله- الذي تدعوه وتتوسل إليه سبحانه أن يشفيك غير محدودة بينما قدرة الأدوية المخلوقة محدودة لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يخلق شيئًا إلا وفيه نقص، والكمال له وحده سبحانه..

(16) لكن الأخذ بالأسباب الشرعية لا يمنع الأخذ بالأسباب المادية.. لماذا؟ لأن الأخذ بالأسباب المادية إنما هي من الأسباب الشرعية أصلا..! ودل على ذلك الأمر مثل الأمر بالتداوي وطلب الرزق والفرار عند الخطر والأكل والشرب والنوم لحاجة الجسد، ودل أيضا عليه الفعل بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- فعلوا ذلك كله..

(17) الكلام في الرزق كالكلام في الدواء والمرض.. لماذا نعمل ونكسب العيش رغم أن الله -عَزَّ وَجَل- هو من يرزقنا..؟ لأن الله -سبحانه وتعالى- جعل العمل سببًا للرزق كسُنة منه سبحانه وأمرنا أن نسير على هذه السُنة.. طيب هل معنى ذلك ألا تدعو الله -عَزَّ وَجَل- أن يرزقك..؟ لا، لأن الله سبحانه وتعالى بيده أن يجعل السبب يتسبب أو أن يعطل السبب عن أن يتسبب أو أن يأتي بالنتيجة بلا سبب مادي إن أراد سبحانه..

(18) فأنت ستأتي بالأسباب الشرعية كالرقية وقراءة القرآن على المريض لكن لا يعني ذلك أن ذلك يوجب على الله -عَزَّ وَجَل- أن يشفيك، بل كل ما في الأمر أنه سبب شرعي للشفاء قد يمضيه الله ﷻ أو يعطله، والأمر كله لمشيئته سبحانه.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرقية-الشرعية
اقرأ أيضا
ضغط اللحظة الراهنة | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

ضغط اللحظة الراهنة


كان القلق ناتجا من هبوب موجة استنكارات عنيفة من المثقفين الغربيين عن حال المعجزات التي ما عادت جذابة للعقل الغربي فهي لديهم أقرب لفكر الخرافات والأساطير التي تجاوزها الزمان فما عادت مستساغة في زمن تأليه العقل وتقديس الفكر المادي التجريبي غدت معه المعجزات مادة تندر واستهجان من رجالات الغرب هذا المزاج الغربي صاحبه حال إلحاد وجحود عن الدين لدى أوساط كثير من المثقفين المسلمين بما عزز في وعي كثير من المؤلفين ضرورة تقديم خطاب عقلاني مناسب يحفظون فيه الدين الإسلامي من سياط النقد الغربي ويحمون شباب...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
2104
القرآن ومشكلة الغنى والفقر | مرابط
اقتباسات وقطوف

القرآن ومشكلة الغنى والفقر


والقرآن هو الذي حل المشكلة الكبرى التي يتخبط فيها العالم اليوم ولا يجد لها حلا وهي مشكلة الغنى والفقر فحدد الفقر كما تحدد الحقائق العلمية وحث على العمل كما يحث على الفضائل العملية وجعل بعد ذلك التحديد للفقير حقا معلوما في مال الغني يدفعه الغني عن طيب نفس لأنه يعتقد أنه قربة إلى الله

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
443
العلم | مرابط
اقتباسات وقطوف

العلم


مقتطفات متفرقة عن أربعة من العلماء يظهر فيها قدر العلم عندهم وحقيقته التي قد يغفل عنها الكثير من الناس فليس العلم أبدا هو كثرة الرواية أو كثرة الحفظ ولا يكون العلم علما إلا إذا أثمر طاعة وانقيادا إلى الله عز وجل وهربا من الهوى والبدعة وأصحابهما

بقلم: مجموعة علماء
1603
خير أمة | مرابط
اقتباسات وقطوف

خير أمة


خص الله الأمة الإسلامية بكثير من الخصائص والمميزات فهم خير أمة أخرجت للناس أتباع النبي الخاتم الذي لن يأتي بعده نبي آخر ولهذا عصمهم الله من الاجتماع على الضلال وجعلهم شهداء على الناس وخصهم بالرواية والإسناد وحفظ الذكر الذي نزله وغير ذلك وهذا مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية يتحدث عن الأمر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1961
المعرفة بحاسة البصر | مرابط
فكر اقتباسات وقطوف

المعرفة بحاسة البصر


المعرفة بحاسة البصر معرفة يتساوى فيها الإدراك كما يتساوى إدراك الآلة وإدراك الحيوان فهل هذه هي المعرفة التي تليق بالإنسان المسئول عن ضميره الباحث عن هدايته المترقي بسعيه واجتهاده؟ وهل يطلبون أن يتساوى الناس في مدركات الضمير وحدها أو يطلبون أن يتساووا في مدركات الحواس وملكات الأجسام والأفهام ومقادير الأعمار والأيام

بقلم: عباس محمود العقاد
365
الرد على المفوضة الجزء الثالث | مرابط
تفريغات

الرد على المفوضة الجزء الثالث


وردت الكثير من الشبه حول مسألة التفويض في آيات الصفات ونسبتها إلى أهل السنة وعقيدة السلف في هذه ذلك هو الإيمان بالمعنى وتفويض الكيف أما المعطلة فيظهر فساد مذهبهم في ذلك وتأثرهم بعلم المنطق وبين يديكم تفريغ لمحاضرة للشيخ الألباني يرد فيه على المفوضة وعلى من نسب عقيدتهم إلى السلف

بقلم: الشيخ الألباني
813