في بحث للدكتور هنري ماكآو، يقارن بين النقاب وبين العُري، بعنوان Burka Vs. Bikini، يقول: إن المرأة التي تلبس النقاب قد اتصفت بمجموعة من الصفات النفسية والتي تبدو رائعة، إنها لا تهتم بالشكل الخارجي لمظهرها -يقصد ملبسها- مما يُعطيها فرصة أكبر لتهتم بجسدها وشكلها بداخل بيتها أكثر من خارجه؛ ﻷن الضغوط النفسية التي تتعرض لها تكون أقل، مما يعطيها مساحة للتأنق داخل البيت براحة كبيرة.
هي كذلك تستمتع بنظرة زوجها لها التي يبدو أنها لم تختبرها من قبل، فإنها لم تر في عين أحد من البشر نظرة الإعجاب بتفاصيل جسدها إلا عندما دخلت بيت زوجها، فإنها لم يطلع على جسدها أحد من الغرباء، ولم يكن في وسع أبيها أو أخيها أن ينظرا إليها مثل هذه النظرة، فعندما تأتي اللحظة التي ينظر إليها زوجها هذه النظرة؛ فإنها تشعر أنها أهم وأجمل امرأة تعيش على الأرض وربما خارجها إن وجد.
بينما هذه المرأة المغطاة ليس عندها وسيلة لإثبات وجودها سوى الصوت، فهذا الصوت يجب أن يكون ذا أهمية، وليكتسب هذه الأهمية لا بد أن يكون عندها حصيلة ثقافية تمكنها من ذلك، إذن فهي تهتم بالجانب العقلي أكثر من أي شيء. وهكذا فقط ينبغي أن يكون احترام المرأة.
أما المرأة السلعة: نموذج البكيني:
بينما يطلب منها وبشدة أن تتبع صيحة الشعر هذه، وموضة اللباس هذا، ووضعية حقيبة اليد هكذا، إلى آخر هذه الأشياء؛ فإنه لا يسعها أن تهتم بنفسها داخل بيتها، فتجدها غير مهندمة الملبس، شعرها في وضعية الاستعداد لمجفف الشعر فقط، لا تهتم بمظهرها الداخلي كما تهتم بالخارجي، فلا يشكل لها فارقًا إذا لبست حزاما للتنحيف وهي بالخارج، فلا أحد بالداخل ذو أهمية ولو كان الزوج.
تلك المرأة قد أصابها الملل من نظرة الإعجاب بصدرها البارز، وتفاصيل جسدها في الملابس الضيقة، أو حتى المكشوفة، فما الفارق الذي ستشكله هذه النظرة من زوجها سوى نظرة أخرى تضاف إلى باقي الناظرين؟
يضطرها الحفاظ على جسدها أن تكون على اهتمام دائم به، فالوقت دائمًا متاح لجلسات التنحيف، وشد البشرة، والاعتناء بالأظفار، وتسريحة الشعر، وخطة انتقاء الملابس، فبالطبع لا وقت حينئذ للتفكير في القراءة أو زيادة المعرفة؛ فإنها لا تجيد إلا لغة واحدة، وهي لغة الجسد.. وبالطبع ليس بالمعنى العليم للكلمة، بل بالمعنى الجنسي.
المصدر:
محمد علي فرح، صناعة الواقع الإعلام وضبط المجتمع، 326