ابن تيمية وحياته الحافلة بالعطاء الجزء الثالث

ابن تيمية وحياته الحافلة بالعطاء الجزء الثالث | مرابط

الكاتب: أبو إسحق الحويني

991 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

الوداع الأخير في السجن لابن تيمية

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد؛ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد؛ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

قبل أن أدخل في الدروس المستفادة من حياة شيخ الإسلام رحمه الله أريد أن أقول: إن جنازة شيخ الإسلام ابن تيمية كانت من أكبر الجنازات التي شهدها العصر، حتى أن الذين ترجموا لشيخ الإسلام ابن تيمية قالوا: لن تُعرف جنازة فيها كثرة بعد الإمام أحمد مثل جنازة ابن تيمية ، وكان الإمام أحمد رحمه الله يقول للمبتدعة: بيننا وبينكم شهود الجنائز؛ لأن حضور الجنازة إنما تكون لوازع الحب المحض، لكن الدنيا ممكن أن يذهب الإنسان إلى الآخر وهو يكرهه لأجل مصلحة أو أنه خائف منه، والناس الذين يأتون العوام، يقولون: مات العمدة الكل ذهب يعزي ومات العمدة ولا أحد ذهب؛ لأن المطلوب رضا العمدة، فرضا العمدة حال حياته وكان لا يزال بينهم، لكن مات العمدة وانتهى الأمر.

وعندما تجد الجنازة حافلة بالناس تعلم أن هذا الرجل الميت كان طيب الذكر وله مآثر ومناقب، وأنه من أهل الجنة طالما النفس تحبه وإلا فهناك مثلًا جنازة جمال عبد الناصر كان فيها ملايين الناس، ولا يلزم أنه من أهل الجنة كذلك عبد الحليم حافظ مطرب الشباب لما توفي في الإسكندرية خرج الشباب يبكون حزنًا على العندليب، طيب هذا نعمله ماذا؟

نحن نقول: إن الرجل المتطهر في حياته الملتزم بالكتاب والسنة، وظاهره الاستقامة، فالناس الذين خرجوا في جنازته يدل على أن هذا من حسن الخاتمة، لأنه كان ملتزمًا بالكتاب والسنة، فهذا والله أعلم ظاهره الصلاح أو كان يصلي ويفتي في الناس لأجل أن يقال: عالم أو كان طيب الذكر، وهناك بعض العلماء والمصلحين لم يمش في جنازته إلا واحد أو اثنان، فهذا حسن البنا رحمه الله كما هو مذكور في ترجمته لم يُمكَّن لأحد أن يمشي وراءه إلا أبوه الشيخ عبد الرحمن البنا رحمه الله، والد الشيخ حسن البنا كان رجلًا بارعًا في علم الحديث، والحقيقة أن هذا الرجل كان لا يعرفه أحد، وهو أفضل من ابنه بالنسبة لخدمة العلوم الشرعية؛ لأنه عمل عملًا جبارًا فعلًا، الرجل ظل خمسًا وعشرين سنة وهو يؤلف كتاب الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد على الأبواب الفقهية بدءًا بكتاب الطهارة ثم الصلاة .. إلخ، ثم المسانيد يذكرها في نفس الأبواب الفقهية كمسند عمر وعثمان وعلي حتى يمر على الصحابة ثم على أمهات المؤمنين..

المهم يذكر كل مسند صحابي فيه أحاديث متتابعة، فمثلًا: حديث: (توضئوا من ما مست النار) تلقاه عن أبي بكر وعن أبي هريرة وعن ابن مسعود وعن جابر وعن فلان وفلان، فيجمع كل الأحاديث هذه بمسانيدها ويضعها في باب واحد (باب: الوضوء مما مست النار) فهذا عمل جبار لا يعلمه إلا أهل العلم.

فعندما قتل حسن البنا رحمه الله فلم يسمح لأحد أن يمشي في جنازته إلا أبوه وواحد مثلًا، فلا يعني أننا نحط بقدر عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم ... وأمامنا مثلًا واحد لا يمشي في جنازته إلا أبوه! لا، نحن نقول: الضابط أن يكون الرجل متظاهرًا بالكتاب والسنة، عاملًا بهما، منافحًا عنهما، فعندما تنظر إلى الجمع من الناس في جنازته تعرف أنها من علامات حسن الخاتمة.

الإمام أحمد رحمه الله كان يقول: بيننا وبينكم شهود الجنائز. فإذا مات الإنسان فإن الهيمنة تذهب حتى أشار إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما طلب من عبد الله بن عمر أن يذهب إلى عائشة ويستأذنها في دفن عمر في الحجرة وقال لابنه قل لها:: عمر ولا تقل لها أمير المؤمنين، فإني لست اليوم بأمير للمؤمنين، فلما ذهب إليها عبد الله بن عمر فقالت: والله إني كنت أعدت هذا القبر لنفسي، لكني أوثر به عمر ، فقال له عمر بن الخطاب : يا بني! إذا أنا مت استأذنها مرةً أخرى؛ حتى لا يلزمها الحياء وهو حي، أو قد يمنعها عيلة السلطان، فهو الآن بعدما مات وانتهت هيمنته وكل واحد راح لحاله استأذنها مرة ثانية ليعرف الرأي الحقيقي، هل يدفن مع صاحبيه، أم لا؟

فالمهم أن هذه الجنائز إقبال الناس عليها من علامات أن هذا الرجل كان طيب الذكر، لكن بالشرط الذي ذكرناه.

ذكر المترجمون الذين حضروا جنازة ابن تيمية أنهم زادوا على خمسمائة ألف، والنساء تزدن على خمسة عشر ألفًا، فأنت عندما تقرأ شيئًا في كتب المؤرخين لا تجعلها حجة شرعية، لا يأتي شخص يقول: هذا ابن عبد الهادي الحنبلي عندما ترجم لـابن تيمية ذكر أنه حضر جنازته خمسة عشر ألف امرأة، فهذا يدل على جواز أن النساء يخرجن لزيارة الميت، لا. لا تأخذ الأحكام الفقهية من كتب المؤرخين، هذا مجرد حكاية ونص فقط لا غير، ليس له دخل في الأحكام الشرعية، ويخطئ كثير من الناس عندما يستنبط الأحكام الشرعية من هذا الوصف.

فهؤلاء الذين حضروا جنازة ابن تيمية والذين ما استطاعوا الحضور لبعد البلدان قيل: إنهم صلوا عليه صلاة الغائب أكثر من مائة وخمسين مرة.

وكان شيخ الإسلام يقرأ القرآن في السجن، فوصل إلى آخر سورة القمر إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر:54-55] ثم مات، فأكملوا قراءة القرآن عليه وهو مسجى قبل أن يدفنوه؛ وهذا على رأي بعض أهل العلم أنه يجوز قراءة القرآن على الأموات.

والعجيب من شيخ الإسلام أن أول موقف يلفت النظر: أنه لما دخل السجن غير أهل السجن، مع أن الفروض النفسية للسجين قد لا تؤهله أنه يكون منفردًا، لكن شيخ الإسلام ابن تيمية كان رجلًا فرغ حياته كلها للإسلام، ولم يكن متزوجًا، وكان بارًا بأمه جدًا، وقد ذكر بعض العلماء رسائله إلى أمه وقد نشرت في رسالة وهي: (رسائل شيخ الإسلام لوالدته) كانت دائمًا توصيه بأن يهتم بنفسه فكان رده على أمه رفيقًا جدًا يثني فيه على الله عز وجل وأن هذه عقيدة المتقين، وأن الله عز وجل أناط به الرد بها على المبتدعة، وأنه لا يستطيع أن يتخلى عن الدفاع عنها ويتمنى دعواتها وهو موفق بدعواتها له ويأتي بكلام يدغدغ عواطف أي أم، فكان بارًا جدًا بوالدته، مع قيامه بحق الإسلام وحق المسلمين في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فلم تكن حياته حياة المترفين، فلا يتخاذل الإنسان عن قول كلمة الحق والصبر عند المحن، فهو قد يكون في الخارج معتادًا على حياة معينة، تعود أن ينام ويتغطى بغطاء صوف ويشغل آلة التدفئة ولا يشرب ولا يأكل إلا من الأكل الجيد لكن في السجن، لا، لابد أن ينام على البلاط وبعدها يأخذ راحته وينظر فتحة الباب المهم فيجعله ذلك في وحشة وحزن وعدم أنس؛ فهذا يجعله يضعف حتى يترك مبادئه ولا ينتصر الدين بأمثال هؤلاء، لا بد للإنسان أن يوطن نفسه.

الإمام أحمد قال له أحد الناس: يا أحمد قلها كما قالها الناس تسترح، وقد قالها أساطين العلماء، أهو مخلوق؟ نعم مخلوق، حتى قيل لبعض العلماء وقد جاءوه يسألونه عن فتنة خلق القرآن، قال له: ما تقول: أمخلوق؟ قال: إياي تعني، قال: نعم، قال: مخلوق، انظر! أتى بتورية بينه وبين نفسه، لكن ليس هذا هو الجواب، لأن الجواب إنما يخرج على نية أو على فهم المجتمع، الجواب ليس على مرادك أنت، إياي تعني؟ الرجل ظن أنه يقول له: أتقصدني بكلامك فقال: أنا مخلوق؟ قال: نعم مخلوق، ثم نشر للناس؛ لكن الإمام أحمد بن حنبل لم يجرؤ العالم السابق ذكره فسلم من الأذى بجوابه لكن طواه النسيان ولا أحد يعرفه، لكن نعرف اسم أحمد بن حنبل ، ونترضى عليه ونترحم، والذي أخذه الإمام أحمد بالصبر على المحنة كان أعظم جدًا من العرض الزائل الذي حصله غيره.

 

ابن تيمية رحل من الدنيا زاهدًا

أكثر ما يبعد القلب تعلق الرجال بالدنيا، له أعمال معينة يريد أن يحققها قبل أن يموت.

ولذلك يوشع بن نون عليه السلام لما خرج للغزو التفت إلى جنوده، وقال: لا يتبعني أحد ثلاثة منكم: لا يتبعني رجل بنى بيتًا ولم يضع سقفه، ولا رجلٌ بنى بامرأة ولما يدخل بها، ولا رجل له خلفات وهو ينتظر نتاجها، أي رجل متعلق بالدنيا إلا المقاتل إذا كان له أمل في الدنيا فإنه يضعف قلبه فيكون سببًا في الهزيمة؛ لكن الذي ذهب وخلف كل شيء وراء ظهره ناسيًا كل حاجة، فهذا الذي يكون قلبه قويًا.

فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يكن عنده شيء يتعلق به أبدًا، كان فقيرًا لا يجد شيئًا، ولم يكن له زوجة ولا ولد، حتى يخاف عليهم ويقول لك: أخاف على مستقبل أولادي سيضيعون، ولم تكن له علاقة بأحد أبدًا، كان عفيفًا متنزهًا، والناس الذين كانوا يحبونه يعطونه زكاة أموالهم بمئات الآلاف، وكان يوزعها كلها، ويرجع إلى بيته بغير درهم واحد؛ فالزهد ما لم يكن تصنعًا فهو حسن.

ولذلك فقد ذكر ابن الجوزي : أن بعض الصوفية يقولون: الثياب المرقعة أحد علامات الزهد، حتى ذكر أن شخصًا لبس ثوبًا مرقعًا، قيل له: وما هذا؟ قال: هذا شباك الزهد أي: يلبس ثوبًا مرقعًا ويقول لك: الرجل هذا من أهل الله، ويقول: يا مولانا! ادع لنا، ووصل الأمر بهم أنهم يأخذون الملابس الجديدة من مصر ويرقعونها رقعًا فتجدها كلها مرقعة؛ لأن الزاهد لابد أن يكون ثوبه هكذا مطرزًا بأنواع من الرقع.

فصار هذا شعارًا لهم، وهذا لاشك أنه لباس شهرة، ولو صار اللبس المرقع علامة على الزهد في بلد ما، فلو لبست مرقعًا يبقى لَبِس لُبس شهرة، وهذا لا يجوز، إنما الزاهد إذا كان فقيرًا لا يجد ولا يتكلف أن يستدين، والزهد يكون له طعم إذا كان من الفقير.

رأيت منظرًا لا أنساه أبدًا، عندما ذهبت أقابل الشيخ العلامة الإمام الكبير الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، وما استطاع أحد أن يدخل عليه في مدة الحج؛ لأن الحراسة عليه مشددة؛ لأن الروافض الشيعة يريدون أن يقتلوه، فيقومون بحمايته، فكنت أسعى في مقابلته حتى وصلت إلى بعض تلامذته، فقال: أنا أدخلك عليه، وكنت أتصور الهيئة الجميلة والغترة الجديدة والعطر الفواح ..إلخ، المهم أني دخلت الخيمة فما وجدت أحدًا، سألت: أين الشيخ؟ قالوا: خرج، خرجت من الباب الثاني أبحث عن الشيخ، فلقيت مجموعة حول رجل لو رأيته قلت: هذا حمال! لا تستطيع أن تعطيه مؤهلًا، يلبس ثوبًا إلى نصف الساق، وهو متواضع في هندامه يميل إلى القصر، وبه سمرة ... قالوا لي: هذا الشيخ، عندما قالوا لي: هذا الشيخ، وقف شعري واقشعر بدني عندما رأيت هذا الرجل الذي دوخ الدولة كلها الشيخ عبد العزيز بن باز الدولة كلها من عند الملك إلى آخره تحت قدم هذا الشيخ، تحس بطعم الزهد، الدنيا كلها في قبضته، والناس تبعه، ومعهم مئات الملايين، ومع ذلك عندما تجلس معه على الأكل، تراه قليل الأكل، وله طريقة عجيبة جدًا في الأكل، يسمي ويحمد الله مع كل لقمة، كل لقمة يضعها يقول: باسم الله وإذا انتهى قال: الحمد لله، باسم الله .. الحمد لله، باسم الله .. الحمد لله، إذا سمعته في المجلس تجد أنه يكثر من ذكر الله، أجمع على حبه الناس، حتى الذين يخالفونه في منهجه وفكره يحبونه ويعظمونه أيضًا، لما جعل الله تبارك وتعالى له من الحب في القلوب، وهذه منة من الرحمن عز وجل، فكان رحمه الله زاهدًا، ليس له أي تعلق بالدنيا.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-تيمية #الحويني
اقرأ أيضا
يوم العمر | مرابط
مقالات

يوم العمر


إن العبد قد يكتب له عز الدهر وسعادة الأبد بموقف يهيئ الله له فرصته ويقدر له أسبابه حينما يطلع على قلب عبده فيرى فيه قيمة إيمانية أو أخلاقية يحبها فتشرق بها نفسه وتنعكس على سلوكه بموقف يمثل نقطة مضيئة في مسيرته في الحياة وفي صحيفة أعماله إذا عرضت عليه يوم العرض.

بقلم: د. جمال الباشا
261
أخوك أم الذئب؟ | مرابط
مقالات

أخوك أم الذئب؟


إن الشرق إذا خلص من شر النفايات الطافية على سطحه وإذا وثق بسلطان الروح السامية التي لا تذل وإذا نهج النهج لا يتهيب فما بد من أن يحوز من القوة ما يضارع قوة المدنية الأوربية المتهالكة وأن يجعل في هذه القوة من النظام الروحي النبيل ما يرد كل غائلة ويمنعها كل عدوان ويرفع الإنسانية درجات في طريقها إلى السماء. وهذه أيام فيها عبر كثيرة لمن يعتبر فإن حقائق المدنية الأوربية تستعلن كلها في هذه الرجة العظيمة التي ترجف بالعالم ساعة بعد ساعة.

بقلم: محمود شاكر
412
أسباب الإلحاد | مرابط
فكر الإلحاد

أسباب الإلحاد


لا يمكن التعامل مع الظواهر الكبرى بنماذج تفسيرية اختزالية بل لا بد من النماذج المركبة التي تجمع عددا من المؤثرات والأسباب ولا يخرج الإلحاد عن هذا المعنى فإنه لا يمكن حصره في سبب منفرد بل هي ظاهرة أوجدتها منظومة مركبة من الأسباب

بقلم: البشير عصام المراكشي
2333
الحركة العلمية في عهد عمر بن عبدالعزيز والدولة الأموية | مرابط
تاريخ

الحركة العلمية في عهد عمر بن عبدالعزيز والدولة الأموية


نشطت المدارس العلمية في مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام ومصر وغيرها وأشرف الصحابة الكرام على تعليم وتربية الناس فيها واستطاعت تلك المدارس أن تخرج كوادر علمية وفقهية ودعوية متميزة كما أثرت المدارس العلمية والفقهية في المناطق المفتوحة وشكلت جيلا من التابعين نقلوا إلى الأمة علم الصحابة وأصبحوا من ضمن سلسلة السند التي نقلت للأمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويرجع الفضل في نقل ما تلقاه الصحابة من علم من الرسول بالدرجة الأولى -بعد الله- إلى مؤسسي المدارس العلمية بمكة والمدينة والبص...

بقلم: د علي الصلابي
1292
شهوة الجاه | مرابط
فكر مقالات

شهوة الجاه


شهوة الجاه هي أم الشهوات ﻷن الجاه إذا تحقق حقق بقية الشهوات وجلبها جميعا وأما غير شهوة الجاه فلا يلزم إذا تحققت أن يحقق الجاه معها ولشهوة الجاه فروع كثيرة فإذا تعلقت النفس بها تحايلت على كل أسبابه التي توصل إليه بحيل تحير العقل حتى تستدعي مدحها بأساليب ذمها وربما تتحمل ما تكره ليمدحها الناس حتى ربما تقتحم الموت لتمدح بالشجاعة فتحب المدح من ورائها وهي ميتة ولو لم تسمع أصوات المادحين ولم تستمتع بآثار مدحها مع تقدير وتعظيم وإجلال

بقلم: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
2761
هل نهى النبي عن تدوين السنة مطلقا؟ | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات أبحاث

هل نهى النبي عن تدوين السنة مطلقا؟


نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تدوين السنة ليس نهيا مطلقا ولكنه متعلق بعلة علم ذلك من النصوص الصحيحة الأخرى التي أباح فيها النبي صلى الله عليه وسلم الكتابة وكذلك نهى بعض الصحابة عن التدوين كان لنفس العلة علم ذلك من سماح بعض الناهين عن التدوين بالتدوين في بعض الأحيان التي أمنوا فيها وقوع العلة بل وقيامهم هم أنفسهم بذلك وكذلك من مواقف الصحابة الآخرين الذي كانوا يبيحون التدوين ويحثون عليه.

بقلم: معتز عبد الرحمن
418