ملخص: مقتطف هام لابن القيم، رحمه الله، يذكر فيه نوعين للأدلة السمعية، وفيه رد ضمني على من يقول أن الوحي مضاد للعقل أو أن العقل في جانب والأدلة السمعية في جانب آخر، فالحقيقة أن الأدلة السمعية تدل وتشتمل على الكثير من الأدلة العقلية، وهذا ما يقرره ابن القيم.
يقول ابن القيم:
الأدلة السمعية نوعان؛ نوع دل بطريق التنبيه والإرشاد على الدليل العقلي، فهو عقلي سمعي، ومن هذا غالب أدلة النبوة والمعاد والصفات والتوحيد.. وإذا تدبرت القرآن رأيت هذا أغلب النوعين عليه، وهذا النوع يمتنع أن يقوم دليل صحيح على معارضته، لاستلزامه مدلوله، وانتقال الذهن فيه من الدليل إلى المدلول ضروري، وهو أصل للنوع الثاني، والدال بمجرد الخبر، فالقدح في النوعين بالعقل ممتنع بالضرورة، أما الأول فلما تقدم، وأما الثاني: فلاستلزام القدح فيه القدح في العقل الذي أثبته، وإذا بطل العقل الذي أثبت السمع، بطل ما عارضه من العقليات
المصدر:
- ابن القيم، الصواعق المرسلة، 908/3