المروجون لسؤال غير الله ودعائه

المروجون لسؤال غير الله ودعائه | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

400 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

المُروِّجون لسؤال غير الله ودعائه...

 

قال الله عز وجل ((ألا للهِ الدينُ الخالِص))، ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ.. ذلك وحده فقط هو الدينُ القيّم. وكما أنّ أتباع الإلحاد والنّسويّة وعمل قوم لوط ونحوهم يحاربون الفِطرة والدين والعقلَ وكلَ ميزانِ حقٍ

 

فإنّ المُروّجين لسؤال غير الله ودعائه والنذر له.. بأقوالهم وأفعالهم هم كذلك يحاربون الفطرة والدين والعقل. أولئك مُضلُّون صادّون عن سبيل الله، وهؤلاء كذلك.. ويجب بيانُ باطلهم وكشفُهم وفضحُهم بكل وضوح صراحة.

 

وهم أوْلى بالبيان حيث يلوون ألسنتهم في الكلام ويذكرون شيئا من الآيات والأحاديث يُحرفون معانيها ليحسب الجهلةُ أنهم على حق وأن لديهم حُججا وأن معهم جماهير أهل العلم، ويُظهرون الشفقة على الخلق وأنهم يُحبون الخير للناس، و يستخفّون بمن يناقشهم أو ينصحهم

 

وهُم واللهِ قُطّاع طرق، يصدون عن سبيل الله. ولا أعلم شيئا أولى بالرد والبيان والتفصيل من مقام إخلاص الدين لله الذي هو الأصل الذي خلق الله له السموات والأرض وما بينهما.. أن يكون الدينُ كله لله، وليس بعضُه له وبعضُه لشركائهم!

 

أيحتاجُ النهارُ إلى دليل؟
أيتبجّجُ أولئك السفهاء الجهلةُ المُضلّون ببدعهم وشِركهم وينشطون في الدعوة إليه جهارا قولا وفعلا، ثم يكسل الثقاتُ من طلبة العلم أو يخافون عن الرد عليهم، ومن ألسنتهم؟ أو نجد من يقول: لا ترد عليهم.. لا تشتغلوا الناس بذلك، هؤلاء أيضا عندهم شيء من النفع في باب آخر... الخ

 

هل هذا كلام؟ أيُّ نفعٍ هذا وهم مُضلُّون يصرفون الناس عن أخص ما في الإسلام؟! وما معنى أن يكون بعضُهم له كم فيديو في الرد على علماني أو ملحد.. وهو نفسُه يُروجُ لسؤال غير الله ويُطمئنُ فاعليه.. اطمئنوا.. أنتم على هدى وخير.. لا تسمعوا لمن يقول لكم: لا تسألوا غير الله.. هؤلاء لا يحبون لكم الخير.. اسمعوا كلامي أنا.. عادي إنك تسأل غير الله وتدعوه من دون الله وتصمُد اليه في حوائجك وتتبرّك بقبره... عادي... ينفع على فكرة على الأقل من باب المجاز.. دي دقائق علمية لا يتفطّن لها إلا الخواص!

 

ويقولون: هذه ليست من العبادات.. يعني الدعاء والسؤال وطلب الحوائج.. ليست من العبادات فجائزٌ أن تصرفوها لغير الله.. عادي صدّقوني!

 

أليس هذا إلحاد في دين الله؟ بل هو أعظم إلحاد.. فالذي ينفي عن الله صفةَ الإله الواحد، ويجعل له شريكا يُدعى ويُصمَد إليه ويُسأل وتُطلب الحوائج عنده هو مُلحِد في دين الله أيضا؛ بل هذا هو عينُ الشرك الذي بُعث جميع المرسلين لنقضه ورَدّ الناس إلى الفطرة وإخلاص الدين لله الواحد.

 

ثم يستعملون لك شمّاعة(التكفير).. إلحق هيكفروك.. إلحق.. احنا بنحب لكم الخير وخايفين عليكوا.. بس الوحشين الخوارج بيكفروكوا!

 

واللهِ إن أولئك المُضلين كذّابون ومجرمون ومُدلّسون.. يُخوّفون الناس بى(بُعبُع التكفير) وهم يعلمون يقينا أنّنا من أكثر من يحتاط في ذلك ويلتمس الأعذار، وأن غرضَنا مِن ذلك ليس الحكم على مُعينٍ بالكفر والشرك، بل بيانُ أن فعله هذا أو قوله شركٌ، يجب أن يستغفر اللهَ منه ويتوب، وأنه يجب أن يعتصم بالله وحده ويصمُد اليه وحده وأننا بحمد الله عندنا من العلم بالله والرحمة بالخلق أعظم ما عندهم.

 

ولو كان عندهم رحمةٌ بالناس لدلُّوهم على أسباب الرحمة، وأعظمُها-بل أصلُها-أن يكون الدينُ كلُّه لله وحده لا شريك له. فأيُّ الفريقين أحقُّ أن يُوصف بالرحمة بالناس: من اهتمّ بهم ونهاهم عمّا يُسخِط الله ودلَّهم على ما يُرضيه.. أم مَن ثبّتهم على ضلالهم واستدل له وناضَل في سبيل إبقائهم على ضلالهم؟! ولا أدري واللهِ كيف لمسلم بل لعاقلٍ أن يُصدقهم في ذلك أو يتّبعهم فضلا عن أن يراهم هُداةً مهتدين.. كيف؟

 

وهذا واللهِ أكثرُ ما يُقويني بحمد الله في بيان باطلهم علمي بأنهم دجّالون مجرمون يلفون ويدورون ويلتمسون أدنى شُبهة لإضلال الناس، وترويج البدع والمُحدثات والشرك، و يُناضلون فيه، ويتركون المُحكمات البيّنات التي هي أصلُ الدين كله من إخلاصه لله وجعْل كل عبادة ودعاء وسؤال ونحوه لله وحده لا شريك له.. ثم يتعلقون بشُبهة او قول او فعل لمَن لا يُحتج به ولا يزنُ في مقام الحُجة خردلة.

 

وأمامَهم الهدى البيّن في القرآن، وصدق اللهُ ((وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)).. ويُقويني أيضا علمي بالله أنه لا يُصلح عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين، ولا يُحب الفساد وأنه لا يُفلح الساحر حيث أتى، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وأن الله مع من دعا إلى سبيله يهدي وينصر.

 

لا أكتب هذا الكلام لهم، فاولئك إذ لم ينفعهم ما في القرآن والسُنة من الآيات البينات والحُجج والواضحات= فلا ينفعُهم كلامي.. إنما أكتبُه لمتابعي هذا الوسائل: إن هذا العلمَ دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم..

 

فاللهم إني أسألُك أن تُخزي كل من أضلّ الناسَ عن سبيله وتفضحه حتى لا يُفتن به أحدٌ وأسألك أن تهدي وتنصر من يدلّ الناس على إخلاص الدين لك وحدك وأفرِغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الدعاء
اقرأ أيضا
شبهة حول حقوق المرأة والميراث | مرابط
أباطيل وشبهات المرأة

شبهة حول حقوق المرأة والميراث


قالوا: القرآن يغبن المرأة حين يجعل لها من الميراث نصف ما للرجل وفي ذلك انتقاص من أهلية المرأة ومعاملتها على أنها نصف إنسان وبين يديكم الرد المفصل يقدمه الدكتور منقذ بن محمود السقار ويوضح الخطأ الذي وقع فيه المشككون وأهل الباطل حينما روجوا لهذه الفرية ويوضح لنا مسألة الميراث وحق المرأة في المال

بقلم: د منقذ السقار
765
تربية الأبناء: مآلات الإهمال | مرابط
فكر

تربية الأبناء: مآلات الإهمال


زوجتك وأسرتك أولى بوقتك من أي أحد وينبغي أن تكون سعادتك معهم وبهم لابد أن تكثر الكلام والجلوس والأنس واللعب معهم وأن يكون لديك معهم أعمال نافعة تجتمعون عليها ويشاركونك وتشاركهم وكل من أهمل بيته أو انفصل عنهم سواء بهاتفه أو على المقهى أو عند أصحابه فسيجد آثار ذلك الإهمال عليهم وعليه

بقلم: حسين عبد الرازق
453
العمارة في الحضارة الإسلامية ج2 | مرابط
تاريخ

العمارة في الحضارة الإسلامية ج2


أمر الإسلام بتعمير الأرض بالبناء عليها وحث عليه لحماية الإنسان من حر الشمس وبرد الشتاء وأمطاره وجعل اتخاذ المساكن نعمة من الله لمخلوقاته ولذلك وضع الإسلام لبناء المساكن والمدن والقرى الكثير من الآداب وشهدت بلادنا الإسلامية ازدهار العمران والبناء الذي تميز بطابع إسلامي خالص وفي هذه المقالات سيقف بنا الكاتب على ملامح العمران في كل العصور الإسلامية

بقلم: موقع قصة الإسلام
2141
لماذا نحب الرسول الجزء الرابع | مرابط
تفريغات

لماذا نحب الرسول الجزء الرابع


أهل السنة والجماعة في باب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم حق بين باطلين الباطل الأول: الغلو فيه والباطل الثاني: الجفاء لا نريد نحن أن تقسو قلوبنا على الرسول صلى الله عليه وسلم ونشعر بالجفاء لا نريد أن نحيي قلوبنا بمحبته عليه الصلاة السلام لكن في الطرف الآخر لا نغلو به ونرفعه فوق منزلته

بقلم: محمد المنجد
677
الشعر الجاهلي واللغة ج3 | مرابط
مناقشات

الشعر الجاهلي واللغة ج3


تعتبر مقالات محمد الخضر حسين من أهم ما قدم في الرد على كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي وهذه المقالات تفند جميع مزاعمه وترد عليها وتبين الأخطاء والمغالطات التي انطوت عليها نظريته التي قدمها فيما يخص الشعر الجاهلي وكيف أن هذه الأخطاء تفضي إلى ما بعدها من فساد وتخريب وبين يديكم مقال يقف بنا على زعم طه حسين بأنه لا يسلم بصحة هذه الكثرة المطلقة من الشعر الجاهلي وأن هذا الشعر لا يمثل اللغة العربية ولا يعبر عنها بحال

بقلم: محمد الخضر حسين
909
الساعة الخامسة والسابعة صباحا | مرابط
تعزيز اليقين

الساعة الخامسة والسابعة صباحا


في الساعة الخامسة صباحا والتي تسبق تقريبا خروج صلاة الفجر عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر إما تسبح وإما تستاك في طريقها بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لا يزالون في فرشهم بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته في سباتهم وما إن تأتي الساعة السابعة -والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج- وبدأ وقت الدراسة والدوام إلا وتتحول الرياض وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار حركة موارة وطرقات تتدافع ومتاجر يرتطم الناس فيه...

بقلم: إبراهيم السكران
1834