المروجون لسؤال غير الله ودعائه

المروجون لسؤال غير الله ودعائه | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

320 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

المُروِّجون لسؤال غير الله ودعائه...

 

قال الله عز وجل ((ألا للهِ الدينُ الخالِص))، ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ.. ذلك وحده فقط هو الدينُ القيّم. وكما أنّ أتباع الإلحاد والنّسويّة وعمل قوم لوط ونحوهم يحاربون الفِطرة والدين والعقلَ وكلَ ميزانِ حقٍ

 

فإنّ المُروّجين لسؤال غير الله ودعائه والنذر له.. بأقوالهم وأفعالهم هم كذلك يحاربون الفطرة والدين والعقل. أولئك مُضلُّون صادّون عن سبيل الله، وهؤلاء كذلك.. ويجب بيانُ باطلهم وكشفُهم وفضحُهم بكل وضوح صراحة.

 

وهم أوْلى بالبيان حيث يلوون ألسنتهم في الكلام ويذكرون شيئا من الآيات والأحاديث يُحرفون معانيها ليحسب الجهلةُ أنهم على حق وأن لديهم حُججا وأن معهم جماهير أهل العلم، ويُظهرون الشفقة على الخلق وأنهم يُحبون الخير للناس، و يستخفّون بمن يناقشهم أو ينصحهم

 

وهُم واللهِ قُطّاع طرق، يصدون عن سبيل الله. ولا أعلم شيئا أولى بالرد والبيان والتفصيل من مقام إخلاص الدين لله الذي هو الأصل الذي خلق الله له السموات والأرض وما بينهما.. أن يكون الدينُ كله لله، وليس بعضُه له وبعضُه لشركائهم!

 

أيحتاجُ النهارُ إلى دليل؟
أيتبجّجُ أولئك السفهاء الجهلةُ المُضلّون ببدعهم وشِركهم وينشطون في الدعوة إليه جهارا قولا وفعلا، ثم يكسل الثقاتُ من طلبة العلم أو يخافون عن الرد عليهم، ومن ألسنتهم؟ أو نجد من يقول: لا ترد عليهم.. لا تشتغلوا الناس بذلك، هؤلاء أيضا عندهم شيء من النفع في باب آخر... الخ

 

هل هذا كلام؟ أيُّ نفعٍ هذا وهم مُضلُّون يصرفون الناس عن أخص ما في الإسلام؟! وما معنى أن يكون بعضُهم له كم فيديو في الرد على علماني أو ملحد.. وهو نفسُه يُروجُ لسؤال غير الله ويُطمئنُ فاعليه.. اطمئنوا.. أنتم على هدى وخير.. لا تسمعوا لمن يقول لكم: لا تسألوا غير الله.. هؤلاء لا يحبون لكم الخير.. اسمعوا كلامي أنا.. عادي إنك تسأل غير الله وتدعوه من دون الله وتصمُد اليه في حوائجك وتتبرّك بقبره... عادي... ينفع على فكرة على الأقل من باب المجاز.. دي دقائق علمية لا يتفطّن لها إلا الخواص!

 

ويقولون: هذه ليست من العبادات.. يعني الدعاء والسؤال وطلب الحوائج.. ليست من العبادات فجائزٌ أن تصرفوها لغير الله.. عادي صدّقوني!

 

أليس هذا إلحاد في دين الله؟ بل هو أعظم إلحاد.. فالذي ينفي عن الله صفةَ الإله الواحد، ويجعل له شريكا يُدعى ويُصمَد إليه ويُسأل وتُطلب الحوائج عنده هو مُلحِد في دين الله أيضا؛ بل هذا هو عينُ الشرك الذي بُعث جميع المرسلين لنقضه ورَدّ الناس إلى الفطرة وإخلاص الدين لله الواحد.

 

ثم يستعملون لك شمّاعة(التكفير).. إلحق هيكفروك.. إلحق.. احنا بنحب لكم الخير وخايفين عليكوا.. بس الوحشين الخوارج بيكفروكوا!

 

واللهِ إن أولئك المُضلين كذّابون ومجرمون ومُدلّسون.. يُخوّفون الناس بى(بُعبُع التكفير) وهم يعلمون يقينا أنّنا من أكثر من يحتاط في ذلك ويلتمس الأعذار، وأن غرضَنا مِن ذلك ليس الحكم على مُعينٍ بالكفر والشرك، بل بيانُ أن فعله هذا أو قوله شركٌ، يجب أن يستغفر اللهَ منه ويتوب، وأنه يجب أن يعتصم بالله وحده ويصمُد اليه وحده وأننا بحمد الله عندنا من العلم بالله والرحمة بالخلق أعظم ما عندهم.

 

ولو كان عندهم رحمةٌ بالناس لدلُّوهم على أسباب الرحمة، وأعظمُها-بل أصلُها-أن يكون الدينُ كلُّه لله وحده لا شريك له. فأيُّ الفريقين أحقُّ أن يُوصف بالرحمة بالناس: من اهتمّ بهم ونهاهم عمّا يُسخِط الله ودلَّهم على ما يُرضيه.. أم مَن ثبّتهم على ضلالهم واستدل له وناضَل في سبيل إبقائهم على ضلالهم؟! ولا أدري واللهِ كيف لمسلم بل لعاقلٍ أن يُصدقهم في ذلك أو يتّبعهم فضلا عن أن يراهم هُداةً مهتدين.. كيف؟

 

وهذا واللهِ أكثرُ ما يُقويني بحمد الله في بيان باطلهم علمي بأنهم دجّالون مجرمون يلفون ويدورون ويلتمسون أدنى شُبهة لإضلال الناس، وترويج البدع والمُحدثات والشرك، و يُناضلون فيه، ويتركون المُحكمات البيّنات التي هي أصلُ الدين كله من إخلاصه لله وجعْل كل عبادة ودعاء وسؤال ونحوه لله وحده لا شريك له.. ثم يتعلقون بشُبهة او قول او فعل لمَن لا يُحتج به ولا يزنُ في مقام الحُجة خردلة.

 

وأمامَهم الهدى البيّن في القرآن، وصدق اللهُ ((وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)).. ويُقويني أيضا علمي بالله أنه لا يُصلح عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين، ولا يُحب الفساد وأنه لا يُفلح الساحر حيث أتى، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وأن الله مع من دعا إلى سبيله يهدي وينصر.

 

لا أكتب هذا الكلام لهم، فاولئك إذ لم ينفعهم ما في القرآن والسُنة من الآيات البينات والحُجج والواضحات= فلا ينفعُهم كلامي.. إنما أكتبُه لمتابعي هذا الوسائل: إن هذا العلمَ دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم..

 

فاللهم إني أسألُك أن تُخزي كل من أضلّ الناسَ عن سبيله وتفضحه حتى لا يُفتن به أحدٌ وأسألك أن تهدي وتنصر من يدلّ الناس على إخلاص الدين لك وحدك وأفرِغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الدعاء
اقرأ أيضا
الحسد يصد عن الحق | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحسد يصد عن الحق


أحيانا يمتنع المخالف عن اتباع الحق ليس لوجود حجة عقلية أو دليل يجهله أو أي مانع خارجي يمنعه وإنما يرجع الأمر في النهاية إلى الحسد الداخلي الحسد هو الذي يدفعه إلى المكابرة وإلى صد الحق والابتعاد عنه وفي هذا المقتطف يتحدث الإمام ابن القيم عن الحسد وكيف أنه يمثل جسرا لترك الحق والصد عنه

بقلم: ابن قيم الجوزية
1816
الاغترار بصوم عاشوراء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاغترار بصوم عاشوراء


فرمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقوى على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم يوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها؟! هذا محال.

بقلم: ابن القيم
382
شبهات حول المرأة: المساواة الجزء الأول | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين المرأة

شبهات حول المرأة: المساواة الجزء الأول


يشتمل المقال على مجموعة من الشبهات المثارة حول المرأة في باب المساواة حيث يحاول العلمانيون والمشككون وأعداء الدين أن يجدوا أي باب ليدخلوا منه ويهدموا الأسرة المسلمة وفي هذه الشبهات ستجدهم يستخدمون بعض الأحاديث النبوية التي يستدلون بها على إمكان المساواة المطلقة بين الجنسين وتجدهم يستندون تارة أخرى إلى العقل والهدف في النهاية واضح والمقال يشتمل على ردود كثيرة على هذه الشبهات

بقلم: موقع المنبر
1563
بيان سنن الله في الكون | مرابط
تاريخ تفريغات

بيان سنن الله في الكون


هذا البيان الذي جاء من عند الله تعالى ببيان سننه وببيان المعادلة الواضحة بين الحق والباطل وبيان الفرق الشاسع بين أهل الجنة وأهل النار بيان أي: إيضاح يحتاج الناس إليه فهو علم من علم الله تعالى وهو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك هذا بيان للناس.

بقلم: محمد الحسن الددو الشنقيطي
304
إثبات الحجة لا يستلزم الإقرار | مرابط
اقتباسات وقطوف

إثبات الحجة لا يستلزم الإقرار


إن إلقاء الحجة مع بيان ووضوح يفهمها المجادل والسامع لو أرادا الفهم - كاف في قيام التكليف عليه لذا لما كان أعظم تكليف - وهو الإسلام - يكفي في ثبوته الإسماع على وجه ولغة يفهمها المخاطب قال - تعالى -: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله التوبة:6

بقلم: عبد العزيز الطريفي
817
من أخلاق الكبار: صفية أم المؤمنين | مرابط
تفريغات

من أخلاق الكبار: صفية أم المؤمنين


أيها الأخ الكريم سل نفسك ما موقفك ممن وشا بك وشاية سيئة سعى فيك وأراد الإيقاع بك والإساءة إليك ما موقفك منه هذه صفية أم المؤمنين لها جارية ذهبت إلى عمر متبرعة بوشاية وفرية.. تقول إن صفية تحب السبت وتصل اليهود.. فماذا كان رد فعل أم المؤمنين؟

بقلم: خالد السبت
411