أخوف ما أخافه على نفسي: هذا النمو الصامت غير المحسوس للعاددات السلبية والمشاعر القبيحة والأفكار السوداوية..
تنمو ببطء وهدوء وبدون أن ننتبه أو نشعر.. وبلا أي إرهاصات ننغمس في خطوات التغيير.
كم من علاقة إنسانية قوية.. نمى الإهمال فيها حتى نضج وتضخم وانتهت بالهجر والانفصال.
كم من انحراف فكري بدأ بومضة ثم خاطرة ثم فكرة فتمدد حتى أصبح مسيطرا متحكما.
كم من عادة في الأكل أو في الخمول أو التسويف والتأجيل.. بدأت بتصرف طبيعي واستثنائي واستقوت وتمكنت ببطء صامت حتى أحالت حياتنا إلى جحيم.
أخوف ما أخاف على نفسي هذا التغير الهادئ بلا ضجيج..
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي والشيطان وأن أغلب على طبع جيد أو خلق حسن أو فضيلة بلا انتباه.. اللهم أيقظني من غفلتي وأقم لي من نفسي واعظًا مراقبًا حارسًا.
لا تدع هذه السانحة تمر قبل أن تستعرض تقلبات نفسك وتحولاتها وكيف دخلت عليك النهايات الحزينة.. كيف أصبحت كسولًا ولم تكن؟ كيف أصبحت بدينًا ولم تكن؟ كيف أصبحت خوافًا قلقًا ولم تكن؟ كيف قطعت صديقك وقد كان أحب الناس إليك؟
ستجد أن الصغائر تزحف بصمت حتى أوصلتك إلى نقطة النهاية.