تأثير القرآن

تأثير القرآن | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

553 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

مَرَّ جُبَير بن مطعم -رضي الله عنه- بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، وكان جُبَير يومئذ على الكفر، فسمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأ سورة الطور، يقول: «فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 35- 37]، قال: كاد قلبي أن يطير».

دعك من تأثيره على قلوب البشر، حتى الجن، حارت عقولهم وخُلبت أسماعهم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1].

وكذلك الملائكة، ما تطيق انقطاعًا عن القرآن أو نأيًا عنه؛ قرأ أُسيد بن الحُضير -رضي الله عنه- القرآن ذات ليلة بصوته النديّ الشجيّ، فكان كلما قرأ رأى في السماء مثل الظُّلة فيها أمثال السُّرُج، فلما قصّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأْتَ لأصبحَتْ يراها الناس ما تستتر منهم).

بل حتى الجمادات: الصخر، الجبال: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21]، فإذا علمتَ ذلك أيقنتَ أن هناك أقوامًا يصدق فيهم -حقًّا- قول ربنا: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74].

وإن شئتَ تأمّل في عِظَم أثره في حياة الناس، في دنياهم وآخرتهم، وهو سراج الكون الذي أضاء به من بعد ظلمة: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره: «يعني بالنور: القرآنَ».

انظر كيف بدّل وجه الأرض، وغزا ربوع الدنيا، كيف عمد إلى خَلْقٍ كانوا أذلّ قوم، يسجدون للحجارة ويَدْعُونها ويسألونها، يسفكون الدماء، فصيَّرهم خير الناس هديًا، وأحسنهم سمتًا، وأعقلهم قولًا، وأعدلهم حكمًا، وأعزّهم ذِكرًا، مَلّكهم رقاب الملوك، ومَكّنهم من قلوب العباد.

إِي واللهِ، صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين).

 


 

المصدر:

مقال تأله في محراب عظمة القرآن

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#القرآن-الكريم
اقرأ أيضا
غيرة الأب | مرابط
اقتباسات وقطوف

غيرة الأب


الرجال أغير على البنات من النساء فلا تستوي غيرة الرجل على ابنته وغيرة الأم أبدا وكم من أم تساعد ابنتها على ما تهواه ويحملها على ذلك ضعف عقلها وسرعة انخداعها

بقلم: ابن القيم
227
الارتباط بالله | مرابط
فكر مقالات اقتباسات وقطوف

الارتباط بالله


قد تظل الأمة سليمة من الظاهر- جيلا أو جيلين أو ثلاثة بينما التحلل الخلقي يسري في كيانها خفيا كالسوس فيتعذر على الشخص العادي أو الشخص المنجرف بطبعه وراء اللذات أن يصدق أن تحلله هو وهو فرد واحد- أو أن الجريمة العابرة التي يرتكبها خلسة في الظلام يمكن أن تؤثر في خط سير المجتمع وتؤدي إلى انهياره

بقلم: محمد قطب
2682
مع الحرية التي يريد د. طارق السويدان | مرابط
فكر مناقشات

مع الحرية التي يريد د. طارق السويدان


تداول الإخوان هنا مقطعا للدكتور طارق السويدان يتحدث فيه عن الحرية يقرر فيه أن الحرية قبل تطبيق الشريعة وأن حرية نشر الكفر والإلحاد حق مكفول في الشريعة .. الخ الكلام الذي ذكره الدكتور في المقطع وهو كلام معاد في الموضوع سبق أن عرض كثيرا من شخصيات مختلفة ويعاد ضخه بأساليب ومفاهيم جديدة.. وبين يديكم رد على هذا الكلام.

بقلم: د. فهد بن صالح العجلان
329
مغالطة الإحراج الزائف | مرابط
تعزيز اليقين

مغالطة الإحراج الزائف


سألت مرة عددا من الطلاب الرائعين الذين أسعد بتدريسهم في الجامعة سؤالا وأردت أن يحددوا الجواب الصحيح: لأننا لا نرى بأعيننا نعيم القبر ولا عذابه فعندنا شخص يقول: أنا لا أؤمن بهذا لأنه يخالف العقل ونجد في مقابله شخصا آخر يقول: أنا أؤمن به ولو خالف العقل فأنت مع أي الرأيين في هذا؟.. فكانت الإجابة: نؤمن به ولو خالف العقل!

بقلم: د. فهد بن صالح العجلان
384
أساطير العهد القديم | مرابط
فكر مقالات

أساطير العهد القديم


يشتمل هذا المقال على مجموعة من الأخبار عن عدد بنى إسرائيل حين دخلوا مصر وحين خرجوا منها ويقف المؤلف على قدر من التزوير والتلفيق الموجود في التوراة هنا سنرى أساطير العهد القديم كما وردت في الكتاب وكيف تخالف أخبارهم بدائه العقول

بقلم: محمد الغزالي
1176
محاورة دينية اجتماعية الجزء الثاني | مرابط
مناظرات مقالات الإلحاد

محاورة دينية اجتماعية الجزء الثاني


محاورة بين رجلين كانا متصاحبين مسلمين يدينان الدين الحق ويشتغلان في طلب العلم فغاب أحدهما عن صاحبه مدة طويلة ثم التقيا فإذا هذا الغائب قد تغيرت أحواله وتبدلت أخلاقه فسأله صاحبه عن ذلك فإذا هو قد تغلبت عليه دعاية الملحدين الذين يدعون لنبذ الدين ورفض ما جاء به المرسلون فحاوره صاحبه لعله يرجع فأعيته الحيلة في ذلك وعرف أن ذلك علة عظيمة ومرض يفتقر إلى استئصال الداء ومعالجته بأنفع الدواء وعرف أن ذلك متوقف على معرفة الأسباب التي حولته والطرق التي أوصلته إلى هذه الحالة المخيفة وإلى فحصها وتمحيصها و

بقلم: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
1734