ولو شئنا الدخول في تحليل جوهر الإشكالية الدلالية في الغموض الفلسفي، بمعنى لو أردنا استكشاف الجواب عن السؤال: من أين ينبع الغموض في مثل هذه النصوص؟
يمكننا أن نقول: إن الجملة اللغوية البسيطة فيها مسند ومسند إليه ، أو تصور وتصديق، أو موضوع ومحمول، أو موضوع وحكم، أو محکوم عليه و محکوم به، ونحوها، وهي اصطلاحات متقاربة، فالمراد أنك تجد في الجملة البسيطة كلمة تقدم تصورا عن موضوع ما، وكلمة أخرى تقدم حكما تسنده إلى هذا الموضوع.
فإذا كانت الكلمة التي تقدم تصورا محتملة لعدة دلالات، والكلمة التي تقدم حكما محتملة لعدة دلالات، أصبحنا أمام عدد من النتائج المحتملة لهذه الجملة، فلو أخذنا بالحد الأدنى من احتمالات الدلالة في كل كلمة، فافترضنا أن الكلمة التي تصور الموضوع تحتمل معنيين، والكلمة التي تصور المحكوم به تحتمل معنيين، أصبح لدينا في حساب الاحتمالات 4 نتائج أو أحكام نهائية، فيحتار القارئ أيها الذي يريد المؤلف.
المصدر:
إبراهيم بن عمر السكران، مآلات الخطاب المدني ص255