هل الفكر الإسلامي يتقدم أم يتأخر؟

هل الفكر الإسلامي يتقدم أم يتأخر؟ | مرابط

الكاتب: سلطان العميري

371 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

هل الفكر الإسلامي يتقدم أم يتأخر؟
هذا السؤال من الأسئلة المحورية في الفكر الإسلامي، وهو لا يقل أهمية عن غيره من الأسئلة الحاضرة في المجال الفكري، كسؤال: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ وسؤال: ماذا خسر العالم بانحطاط المسئمين؟ 

وقد اختلفت الأنظار في الجواب على سؤال: هل الفكر الإسلامي يتقدم أم يتأخر؟ وطرحت في الجواب عليه أطاريح متعددة، فمنهم من يقرر بأنه يتأخر، وأصحاب هذه الأطروحة اختلفوا في تحديد وجه التقدم وزمنه ورموزه، ومنهم من يقرر بأنه يتقدم ويتصاعد وأصحاب هذا الطرح اختلفوا في عدد من تفاصيله

ولا أريد هنا أن أقدم جوابا مفصلا على هذا السؤال المهم جدا، ولكن أريد أن ألفت النظر إلى ضرورة الوعي في التعامل مع الأسئلة ثنائية الأطراف "الأسئلة الثنائية" إما كذا أو كذا.

فهذه الأسئلة المؤطرة للتفكير لها أثر بليغ في توجيه الفكر وتحديد الاختيارات، وقد كانت من إبداعات ابن تيمية المنهجية العميقة: تفكيك الثنائيات الكلامية والفلسفية المنطقية، ولها أمثلة متعددة في خطابه وتقريره. وأصول المنهجية التي يمكن أن يعتمدها الخائض في الجواب على سؤال: هل الفكر الإسلامي يتقدم ام يتأخر؟ ترجع إلى ثلاثة أمور:

مفهوم التقدم والتأخر

الأمر الأول: تحديد مفهوم التقدم والتأخر، وإثبات أن هذه المعاني لها جهات متعددة، ومفاهيم متنوعة، فهي من قبيل الألفاظ المجملة، التي لا بد فيه من التزام منهجية "التفصيل والتفريق"، وهي منهجية علمية بالغة التأثير في مسالك العقل والنظر، وقد اعتمدها عملاق التفكير الإسلامي ابن تيمية الإمام.

معيار التقدم والتأخر

الأمر الثاني: معيار التقدم والتأخر، وإثبات أن النظر إلى التقدم والتأخر مدحا وذما سعة وضيقا يتأثر بشكل كبير بطبيعة المعايير التي يعتمدها المجيب على ذلك السؤال، وقد كان مرجع الاختلاف في الجواب على ذلك السؤال متأثرا بشكل كبير على الاختلاف في مرجعية المجيبين عليه في معاييرهم. 

مجالات التقدم والتأخر

الأمر الثالث: مجالات التقدم والتأخر وتنوعها، فبناء على تحديد مفهوم التقدم والتأخر ومعياره يمكن أن تحدد المجالات التي يحكم من خلالها على كون الأمر متقدمًا أم متأخرًا، ونحدد تنوعها وانقسامها.

بهذه الأصول المنهجية يمكن أن نخرج بجواب مفصل حول سؤال: هل الفكر الإسلامي يتقدم أم يتأخر؟ من غير أن تكون عقولنا محصورة في خيارين لا ثالث لهما: إما التقدم وإما التأخر، بل يمكن أن نقول بخيارات أخرى أكثر دقة وتحريرًا ونفعًا وثراء للفكر الإسلامي.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الفكر-الإسلامي
اقرأ أيضا
معرفة حق الله على العبد | مرابط
اقتباسات وقطوف

معرفة حق الله على العبد


وإذا تأملت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك ينظرون فى حقهم على الله ولا ينظرون فى حق الله عليهم. ومن هاهنا انقطعوا عن الله وحجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه. فمحاسبة النفس هو نظر العبد فى حق الله عليه أولا ثم نظره هل قام به كما ينبغي ثانيا؟ وأفضل الفكر الفكر فى ذلك فإنه يسير القلب إلى الله ويطرحه بين يديه ذليلا خاضعا منكسرا كسرا فيه جبره ومفتقرا فقرا فيه غناه. وذليلا ذلا فيه عزه ولو عمل من الأعمال ما عساه أن يعمل فإذا فاته هذا فالذي....

بقلم: ابن القيم
275
بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم | مرابط
تعزيز اليقين

بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم


والمحكم ضد المتشابه وهو ما لا يحتمل في الشريعة إلا قولا ووجها سائغا واحدا وعرف أحمد المحكم: بأنه الذي ليس فيه اختلاف ومراده: ما استقل بالبيان بنفسه فلم يحتج لغيره فقد روى ابن أبي حاتم وابن المنذر والطبري عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: محكمات الكتاب: ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل بهوبنحو هذا قال عكرمه ومجاهد وقتادة وغيرهم.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
259
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج4 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج4


ومن علامات وأمارات وأشراط الساعة: تطاول الناس بالبنيان وفيه إشارة إلى الجزئية التي تقدم الإشارة إليها وهي البنيان الذي يعلو جبال مكة أي: يفوقها وربما كان عليها الناس يتطاولون بالبنيان كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله جبريل قال: وما أمارتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان

بقلم: عبد العزيز الطريفي
984
طرق أهل البدع في تحريف الكتاب والسنة ج1 | مرابط
تفريغات

طرق أهل البدع في تحريف الكتاب والسنة ج1


من أساليب أهل البدع في إثبات بدعهم وما أحدثوه في الدين هو تحريف آيات الكتاب وأحاديث السنة إما بلي أعناقها لإثبات مقصودهم وأهوائهم أو بتفسيرها بما يسمى عندهم بالتفسير الباطني أو تحريف الأحاديث بذكر زيادات لم تصح وغير ذلك وقد تصدى أهل العلم لهذه التحريفات بفضل الله فقاموا بتفنيد هذه الشبه وفضح أهل البدع بكل ما أوتوه من قوة وبيان

بقلم: أبو إسحاق الحويني
874
سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثالث ج1 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثالث ج1


سرطان الجهل أقوى بكثير من سرطان الكبد أو سرطان المعدة أو غير ذلك من أنواع السرطانات الجسدية لأن سرطان الجهل لا يهلك الأفراد فقط بل يهلك الأمم ولا تقوم أمة أبدا على الجهل سواء كانت هذه الأمة أمة إسلامية أو أمة غير إسلامية لكن الأمة الإسلامية لا تقوم إلا على نوعين من العلوم ذكرناهما: العلم الشرعي والعلم الحياتي ومن الضروري أن يجمع بينهما المسلم الفاهم: العلم الشرعي والعلم الحياتي ليس بالضرورة المسلم الواحد ولكن الأمة بكاملها

بقلم: د راغب السرجاني
628
ليست السنة كلها تشريعا ج2 | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

ليست السنة كلها تشريعا ج2


إن تقسيم السنة إلى تشريعية وغير تشريعية يمكن قبوله كإجراء فني اصطلاحي لفرز طبائع التصرفات النبوية وما يتصل بها من أحكام لكن المشكلة هو في تحقيق طبيعة الحدود الفاصلة بينهما وتحريك تلك الحدود ليخرج بعض ما كان محلا للتشريع عن أن يكون كذلك فليس صحيحا أن تخرج تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم من إطار الشريعة بذريعة صدور الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم أو بتعدد أدواره الحياتية وإنما المحكم في تحديد ما يدخل في إطار التشريع منها وما يخرج هو الشريعة نفسها والتي كشفت عن هذه المسألة بدقة ووضوح

بقلم: عبد الله العجيري وفهد بن صالح العجلان
720