وسلسلت الشياطين: لماذا لم ينقطع الشر؟

وسلسلت الشياطين: لماذا لم ينقطع الشر؟ | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

493 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

"فَإِنْ قِيلَ: فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا، فلو كانت الشياطين مُصَفَّدة لمَا وقع شرّ..

فالجواب من أوجه..، لو سلَّمنا أنَّها صُفِّدَت عن كلِّ صائم، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ألاَّ يقع شرّ؛ لأنَّ لوقوع الشرّ أسبابًا أُخَر غير الشياطين، وهي: النفوس الخبيثة، والعادات الركيكة، والشياطين الإنسيَّة" (1)

- الإمام القرطبي

تقريبًا يتكرر هذا السؤال في كل رمضان؛ وكل مرة يقال: كيف جاء في الحديث أن الشياطين قد سُلسِلت أو صُفِّدت في هذا الشهر، ومع ذلك ما زلنا نشهد الكثير من الشر والبغي والظلم والفجور والفسق وغير ذلك مما ينخر في مجتمعاتنا من الآفات والسيئات؟ حتى أن الأمر أحيانا يُطرح من باب التندر، فتجد أن من يواقع الذنوب يقول: نحن في رمضان، والشياطين مصفّدة، يبدو أنها كانت نفسي التي تحثّني على الشر.. وقد ذكر الإمام القرطبي أكثر من إجابة، ومنها أن أسباب الشر لا ترجع فقط إلى الشياطين بل أيضًا إلى: النفوس الخبيثة، والعادات الركيكة، والشياطين الإنسيَّة.

نقول: نعم.. سُلسلت الشياطين ولكنها تركت خلفها من هو أشد منها: شياطين الإنس! وقد نبّهنا الله تعالى إلى ذلك فقال "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ"، وطالما أننا على طريق الإسلام = ستحاول شياطين الإنس والجن أن تستميلنا إلى جنبات الطريق، لنترك الطريق اللاحب، ونفارق الصراط المستقيم، ونميل معهم ميلا عظيمًا.. في تفسير البغوي: قال قتادة ومجاهد والحسن: إن من الإنس شياطين كما أن من الجن شياطين، والشيطان: العاتي المتمرد من كل شيء، قالوا: إن الشيطان إذا أعياه المؤمن وعجز عن إغوائه ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليفتنه..

يدل عليه ما روي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تعوذت بالله من شر شياطين الجن والإنس»؟
قلت: يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟
قال: «نعم، هم شر من شياطين الجن»

وقال مالك بن دينار: إن شياطين الإنس أشد عليّ من شياطين الجن، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شياطين الجن، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عيانا. (2)

تأمل هنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: هم شر من شياطين الجن! وقول مالك بن دينار: إن شياطين الإنس أشدّ عليّ من شياطين الجن.. فلو أنّا في رمضان وقد صُفِّدت الشياطين = فماذا عن شياطين الإنس التي تعيش بيننا وتسير بجوارنا وربما تحادثنا بين الفينة والأخرى؟

أولئك الذين يزيّنون الشهوات والأهواء والمعاصي في هذا الشهر المعظم..
أولئك الذين يحاولون سرقة رمضان من المسلمين، وصدّهم عن العبادات..
أولئك الذين يزيّنون لهم تضييع الأوقات أمام الشاشات لصرفهم عن الهدف الأسمى خلال هذا الشهر: وهو الاجتهاد لطلب العتق من النيران..
أولئك الذين الذين يريدون أن نميل ميلًا عظيمًا "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا"..

ماذا عن هؤلاء؟ وقد علمنا أن شرّهم أكبر بكثير من شر شياطين الجن؟ .. إذن من غير المنطقي أن تتعجب من وجود الشر خلال رمضان، لأن شياطين الإنس لم يُصفّدوا للأسف..

فلكلور رمضان

إن شياطين الإنس الذين أفرغوا رمضان من مضمونه ومعناه الديني، قد نجحوا -بالفعل- في تحويله إلى مجرد فلكلور شعبي.. فأصبح رمضان يعني العزومات والحَلْوَيات والمسلسلات وبرامج المقالب والترويع، رمضان يعني الفوازير واللقاءات التليفزيونية التي لا يستفيد منها المشاهد أي شيء سوى معرفة بعض التفاصيل الخاصة عن حياة الممثلين والفنانين، رمضان يعني الفوانيس والأنوار والزينة والسهرات الرمضانية والخيام الترفيهية والحفلات المختلطة وغير ذلك من المظاهر الاحتفالية.. كل هذا في مجمله يشكل فلكلورًا شعبيًا.. وكل هذا يزيّنه لك شياطين الإنس عبر الأداة الإعلامية التي تخاطب -بشكل ناعم- جانب المشاعر عند المشاهد، حتى ترسّخت هذه المظاهر في وجدان المسلم، وأصبح رمضان لا يعني إلا هذه التفاهات.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والحقيقة أن هذه الصورة الرمضانية هي ما يحبّه المسلمون اليوم، فلو جاء ذكر رمضان في أي شهر من شهور السنة = لن يتمثل في ذهن السامع إلا بهذه المظاهر الاحتفالية فقط، وربما يتذكر في النهاية شيئًا يسيرًا من العبادات، كالصيام أو التراويح مثلا، ولكن أول ما يحضر في الذهن، هو ما سبق ذكره من مظاهر ساذجة ارتبطت بهذا الشهر المُعظّم.

ثم لو وقفت أمام واحدة فقط من هذه المظاهر، ستدرك كم الإضلال الذي يحيط بالمسلمين؛ خُذ على سبيل المثال: المسلسلات.. كيف لا يستمر الشر والبغي وقد أسلم الناس عقولهم لهذه المشاهدات بما فيها من عُري وتبرج وسفور، وبما فيها من نشوز وبلطجة، وبما فيها من علمنة واضحة وصريحة وتحريف للدين.

فهذا المسلم الذي يتعرض في رمضان إلى مشاهد عنف وبلطجة = تُقدم على أنها "رجولة وجدعنة"، ثم لا يفرغ من هذا إلا وقد وقع في براثن مسلسل آخر لا يخلو من عري وتبرج وسفور، ثم ينتهي منه إلى مسلسل آخر يبث العلمنة في سياق درامي يداعب المشاعر، ويفتح الطريق أمام الأفكار العلمانية لتصل إلى القلوب مباشرة:

ومثال بسيط على ذلك في أحد المسلسلات، حيث يعرض لك صورة المرأة المظلومة التي تتعرض للإيذاء والضرب المبرح والبغي من زوجها، فيندفع الناس للتعاطف معها بالطبع بعد أن تم شيطنة الزوج، ثم تبدأ رحلة المرأة في الدفاع عن حضانة أولادها حتى لو تزوجت، وهو ما يخالف عقيدة المسلمين والأحاديث الواردة عن الرسول، ولكن بالطبع العاطفة الجيّاشة والتعاطف المسبق = سيجعل المشاهد يميل إلى صف المرأة حتى لو أنها خالفت الدين.

ثم لا يكتفي السياق الدرامي بهذا، وإنما يقدم لك شيخًا أزهريًا ضعيفًا أو ربما يصلح أن يقال عنه "كومبارس" فهو لا يقدر على مجاراة المرأة ولا الإجابة عن أسئلتها، ثم تأتي عبارتها الرنانة لتستكمل مداعبة المشاعر: ربنا ما قالش كدة.. ربنا عادل ورحيم، والرحيم مش ممكن يحرم أم من عيالها .. فيخرج المشاهد بتعاطف كامل مع هذه الأم المسكينة المظلومة المكافحة لنيل حقوقها، ويناصرها طبعًا فيما تزعم من باطل، بعد أن تأثر بكلامها العاطفي وبعد أن شهد كم الظلم الذي تعرضت له.

هذا هو المسلم الذي يقول لشرع ربنا "سمعنا وأطعنا" يتحول هنا مع السياق الدرامي إلى قاض يحاول أن يفرض تصوره عن العدل والرحمة على الله -سبحانه عما يصفون- وحتى لما حاول هذا "الكومبارس" أن يرد عليها، قالت له: "أنا بسأل عن كلام ربنا مش عن الفقه" يعني هي لا تريد رأي العلماء، هي تريد آية صريحة من القرآن كما تزعم.. والحقيقة أن الرد على كل هذه المهاترات سهل وميسور، ولكن لا بد أن يظهر الكومبارس بمظهر العاجز عن الرد، كأن هذه المرأة أصابت كبد الحقيقة، وكأن العلماء يحاولون إخفاء الحقيقة عن الناس، ثم لما واجهتهم المرأة بالحق = بُهتوا..

أرأيت في مشهد بسيط كيف تتم العلمنة وكيف تتسلل الأفكار العلمانية إلى قلب المسلم بشكل درامي ناعم؟ ففي هذا السياق القصير -مثلا- تم ترويج فكرة إلغاء مرجعية السنة وإجماع العلماء والاكتفاء بالقرآن فقط، ولو تمّ لهم هذا = لأعادوا تفسير القرآن بأكمله ليناسب الثقافة العلمانية أو الليبرالية المهيمنة الآن، ولأصبح الدين كالكلأ المباح، يفسره كل شخص كما يحلو له.. فهذه من أهم الأفكار التي ينافح من أجلها العلمانيون.. وهذا في مسلسل واحد، فما بالك بحال الغارق في عشرات المسلسلات؟!

ثم.. ينتهي المسلسل، وبالطبع قبل أن يخلد هذا المسلم إلى النوم = يتعرض لجرعة أخرى من الحفلات والبرامج التليفزيونية واللقاءات والحفلات والغناء، فلا بد أن يَشغل المسلم كل ساعة -بل كل دقيقة- من وقته، حتى لا يكون هناك متسع حتى للأذكار، وهي أيسر العبادات، يجب أن يظل المسلم غارقًا في هذا الزخم المستمر، حتى لا يجد وقتًا لالتقاط أنفاسه! .. سبحان الله: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش!

بالله عليك تأمل.. كيف يستقيم المجتمع وهذا حال أهله؟ كيف ينقطع الشر وحال الناس هكذا؟ هل يتوقع أحد أن يتغير حال هذا المسلم الغارق في هذه المشاهدات والمسلسلات بعد رمضان؟ كلا والله، بل سيخرج من رمضان ومعه من الذنوب أضعاف ما دخل به هذا الشهر الكريم.. وربما يزداد شرًّا وغيًّا.

وكل هذا من صنع شياطين الإنس الذين أسلمتهم عقلك ليعبثوا فيه كما يحلو لهم، وأسلمت لهم وقتك الثمين في هذا الشهر العظيم، بل إنك أسلمت لهم رمضان كلّه عندما خدعوك فقالوا "رمضان معانا أحلى"، "رمضانك أحلى عندنا"؛ فكم المسلسلات والعروض والبرامج والإعلانات = لا حصر لها في هذا الشهر!

إذن يمكننا أن نقول أن الشياطين صُفِّدت -نعم- ولكنها أسلمت الناس إلى من هو أشد منها: شياطين الإنس.. أولئك الذين يتلقفونك خلال هذا الشهر ويقدمون جهدًا لا يقدمونه خلال أشهر العام كله، لاستكمال المهمة الكبرى؛ وهي إضلال وإفساد الناس.. وطبعًا لا يترك شرّهم بيتًا إلا دخله؛ فالتليفزيون اليوم هو الضيف الدائم لكل البيوت.

الضيف الدائم: البرمجة من خلال الرؤية

وكما ذكرنا فهذا الفلكلور الشعبي قد ترسّخ في وجدان كثير من المسلمين؛ ولا يمكن لأحد أن يتصور رمضان بدون كل هذه المظاهر الفلكلورية، خصوصًا ال مسلسلات والبرامج الرمضانية.. وبالطبع هذه المظاهر تدخل بيوت الناس جميعًا عن طريق الضيف الدائم: التليفزيون، وهو الجهاز الذي يعمل 24 ساعة في بعض البيوت! ولا ينطفئ أبدًا..

"أريد من جميع الشباب المراهق وصغيري السن -مهما كانت جنسيتكم- أن يقوموا بإطفاء التلفاز لمدة أسبوع، أسبوع واحد فقط، وانظر إذا كنت تستطيع أن تعيش بدونه -ضحك من الجمهور- ! بالطبع ستجد الشباب أصبحوا كمدمني المخدرات: ماذا؟ لا تلفاز؟!، لا أستطيع، أحتاج جهاز التحكم، أعطوني جهاز التحكم، لا تفعلوا بي هذا، أعطوني الجهاز! إن هذا الشيء يُدعى البرمجة من خلال الرؤية: Tele-vision promgramming

إنهم يبرمجونك يا رجل عن بعد، إنه تتم برمجتك يا رجل! نعم، إن هذه هي حقيقة هذا الجهاز المسمى بالتلفاز، إنه يقوم ببرمجة عقولنا، إنه يقوم بقصف العقل بمجموعة هائلة من الصور بدون تسلسل منطقي لها، وجداول من المسلسلات ونشرات الأخبار وبرامج وأمور أخرى لا علاقة بينها على الإطلاق، لذلك يرى "ريجيس دوبريه" أن هذا يقوم ببرمجة مسبقة للمتلقين لها، ويرى "إدغار موران" في "نهاية الحداثة" أن هذه الصورة من العروض تقوم بفعل غسيل المخ!" (3)

هل هذا هو رمضان؟

هل فعلا هذا هو رمضان؟ قطعًا لا.. هذا فلكلور شعبي!

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، والذي كتب الله صيامه على المسلمين لعلّهم يتقون؛ هذا الشهر الذي يدخله المسلم ليجدد إيمانه ويزيل ما ران على قلبه من أثر المعاصي، يدخله وهو مثقل بالهموم والذنوب، راجيًا أن يخرج منه كمن يخرج الظلمات إلى النور، هذا الشهر الذي ينتظره المسلم ليكثف الدعاء، لعله يصيب وقت إجابة، ولعل المولى عز وجل أن يصدقه إذا صدقه، فيستجيب دعاءه، هذا الشهر الذي يجتهد فيه المسلم في العبادة راجيا الغفران والعتق من النيران.. وأي هدف أعظم من هذا؟ بل إن المسلم في الدنيا لا يسعى لأكثر من هذا!

هذا الشهر المعظّم الذي به يتفاضل الناس وترتفع درجاتهم عند الله، فيدعو الداعي "اللهم بلغنا رمضان" طمعًا في أن يدرك ما فيه من الثواب والحسنات، وأن يمحو عنه من سيئاته.. وقد روى طلحة بن عبيد الله: أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعا، وكان أحدهما أشد اجتهادا من صاحبه، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجعا إلي فقالا لي: ارجع؛ فإنه لم يأن لك بعد.

فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد اجتهادا، ثم استشهد في سبيل الله، ودخل هذا الجنة قبله. فقال: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى. وأدرك رمضان فصامه؟ قالوا: بلى. وصلى كذا وكذا سجدة في السنة؟ قالوا: بلى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض

هذا هو شهر رمضان الذي ينتظره المسلم كل عام، ليتعرض لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده.. هذا شهر رمضان، الذي يقول عنه جبريل: رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له = فقال الرسول، صلى الله عليه وسلم: آمين.. يعني الداعي هو جبريل، والمؤمن على الدعاء هو الرسول صلى الله عليه وسلم.. والحقيقة أن المقام لا يتسع لذكر تعامل السلف مع رمضان.. إنه كنز يأتينا كل عام، يغترف منه كل مسلم قدر استطاعته

ولكنه الآن صار شهرًا يدخله المسلم بذنوبه فيخرج بذنوب أخرى جراء المشاهدات؛ هذه البرامج والمسلسلات تسرق الصيام وتسرق الشهر كله، ببساطة إذا فتحت التلفاز اليوم لن تستطيع حتى أن تلتقط أنفاسك؛ فكل برنامج يعقبه إعلان، وكل إعلان يعقبه مسلسل، وكل مسلسل يعقبه لقاء، وكل لقاء يعقبه مقلب، وهكذا دواليك.. ثم يقال في النهاية كيف صُفّدت الشياطين والشر موجود؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.. وهذا هو الفارق الكبير بين رمضان الذي هو فلكلور شعبي، لا يعرف المسلم منه إلا الامتناع عن الشراب والطعام، ورمضان الشهر المعظم الذي يدخله المسلم راجيًا العتق من النيران..

= فالخلاصة من هذا: أن المسلم قد أسلم عقله إلى شياطين الإنس ليعبثوا فيه ويعيدوا تشكيله من جديد، وفرّط في وقته أمام الشاشات فضيّع على نفسه نفحات الرحمة من ربه، وفتح قلبه أمام العلمنة الناعمة التي تُقدم بشكل درامي مؤثر؛ فأنى للشرّ أن ينقطع وقد ألقى المسلم بنفسه إلى التهلكة؟

= وجدير بالذكر أن الرد على سؤال: لماذا يوجد الشر وقد صُفّدت الشياطين له إجابات عديدة، والعلماء لهم تفسيرات مختلفة للحديث؛ فمن العلماء من قال أن المردة من الشياطين فقد هم الذين يصفدوا، ومنهم من قال أن مسترقي السمع من الشياطين هم الذين يصفدوا، وقيل أنها تُصفّد وتُغل عن الصائمين حق الصيام القائمين على شروطه وآدابه، وقيل أن المقصود هو تقليل الشر، وقيل أن التصفيد على المجاز.. وغير ذلك من الأقوال التي يطول تفصيلها. ولكن كان يعنيني هنا أن نقف عند الإشارة البديعة للإمام القرطبي حول شياطين الإنس والعادات الركيكة والنفوس الخبيثة.


الإشارات المرجعية

  1. المفهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 3/136
  2. تفسير البغوي، طبعة دار طيبة ص180 ج3
  3. محمد علي فرح، الإعلام وضبط المجتمع، ص280
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المسلسلات #سلسلت-الشياطين
اقرأ أيضا
ثم ما هي اللغة | مرابط
اقتباسات وقطوف لسانيات

ثم ما هي اللغة


إن هذه العربية بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدا عليها فلا تهرم ولا تموت لأنها أعدت من الأزل فلكا دائرا للنيرين الأرضيين العظيمين كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم كانت فيها قوة عجيبة من الاستهواء كأنها أخذة السحر

بقلم: مصطفى صادق الرافعي
716
من أبواب العقل والراحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

من أبواب العقل والراحة


باب عظيم من أبواب العقل والراحة: وهو طرح المبالاة بكلام الناس واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل بل هو باب العقل كله والراحة كلها من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون. من حقق النظر وراض نفسه على السكون إلى الحقائق وإن ألمتها في أول صدمة

بقلم: ابن حزم
205
الإسلام الوسطي المعتدل | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

الإسلام الوسطي المعتدل


يتردد على ألسنة كثير من الناس في عصرنا مصطلح الإسلام الوسطي أو الإسلام المعتدل ويقصدون به أننا نتمسك بالإسلام وفق رؤية معتدلة لا غلو فيها ولا تطرف وهذا المعنى من حيث هو ليس محل إشكال فالتمسك بالإسلام باعتدال ونبذ الغلو والتطرف أو التحلل والتفريط مسلك حسن ولا يختلف عليه أحد لكن التعامل مع هذه المقولة لا ينبغي أن يكون بهذه السهولة وأنها مجرد تعبير عن ضرورة التمسك بالإسلام ونبذ الانحراف عنه بالغلو أو الجفاء بل نحن أمام سياقات ومضمرات تتضمنها هذه المقولة لا بد من فحصها وإظهار ما فيها من مشكلات

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2061
الاعتراف بالذنب | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاعتراف بالذنب


اعتراف المذنب بذنبه مع الندم عليه توبة مقبولة قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه وفي دعاء الإستفتاح الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح به: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

بقلم: ابن رجب
696
سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الأول ج2 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الأول ج2


الأساس الأول الذي بنيت عليه أمة الإسلام والذي بنيت عليه الأمم الأخرى في زماننا وفي الأزمان السابقة هو أساس العلم وبغيره لا تقوم أمة ونتميز نحن المسلمين بأن عندنا العلم الحياتي نعظمه ونجله وكذلك العلم الشرعي الذي أوحى به ربنا سبحانه وتعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ونزل في كتاب الله عز وجل وفي سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم فهذا تفتقده الأمم الأخرى فتجد معايير الأخلاق والعقيدة والآداب عندهم مختلة بينما عندنا صحيحة فنحن نتساوى معهم في العلوم الحياتية إن أردنا لكننا نسبقهم وبمراحل لا مقارنة ب...

بقلم: د راغب السرجاني
677
أعيادنا بين العادة والعبادة | مرابط
فكر مقالات

أعيادنا بين العادة والعبادة


لم يبق من معنى كلمة العيد في الإسلام إلا أنه يعود في زمن مقدر أما ما عدا ذلك فصرفه إلى معان دينية مما ينفع الناس ففي العيدين المشروعين أحكام تقمع الهوى من ورائها حكم تغذي العقل من تحتها أسرار تصفي النفس من بين يديها ذكريات تثمر التأسي في الحق والخير وفي أطوائها عبر تجلي الحقائق وأمثلة عملية في الإحسان وتقوية ملكته وقواعد متينة في التربية الفاضلة وموازين تقيم المعدلة بين الأصناف المتفاوتة من البشر ومقاصد سديدة في حفظ الوحدة وإصلاح الشأن ودروس تطبيقية عالية في التضحية والإيثار والرحمة والمحبة...

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1866