ابتسامة عفوية

ابتسامة عفوية | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

350 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

اليوم ابتسامة عفوية، وغدًا مجاملة رقيقة في مناسبة أو ما شابه، ثم مصافحة بريئة، يتبعها لقاء عابر (في حدود الأدب طبعًا، وفي مكان مفتوح بكل تأكيد).. ثم يأتي التعلّق القلبي، وتأتي المرأة تشتكي أنها مغلوبة على أمرها، ولا تملك لقلبها شيئًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن العارف لطبيعة النفس البشرية لا يقول مثل هذا الكلام -في الصورة- أبدًا؛ فالنفس تألف الشيء مع تكراره، وإن ألفته نزعت عنه الحياء، وما إن تنتهي هذه الخطوة حتى تأتي التي تليها.

وهذه هي خطوات الشيطان؛ تزلّ المرأة وتخطو خطوتها الأولى = ثم تتبعها بالثانية، بنفس مبررات الابتسامة العفوية، إلى أن تجد نفسها في القاع.

أين فقه الواقع وأين سد الذرائع؟
بل أين حدود الإسلام التي أفنى العلماء أعمارهم في ترسيخها وتوصيلها؟
هل صار الذوق النسوي يغلب على كل شيء، حتى فتاوى الشيوخ؟
ألا يخشى أن تُحدث هذه الابتسامة أثرًا في القلب مع تكرارها وإلفها؟

إليك نماذج سريعة لكلام العلماء:

(1) منع العلماء أن يشمّت الرجل المرأة إذا عطست، قال ابن الجوزي: وقد روينا عن أحمد بن حنبل أنه كان عنده رجل من العباد، فعطست امرأة أحمد فقال لها العابد: يرحمك الله فقال أحمد رحمه الله: عابد جاه

(2) وقال ابن قدامة: ولو كان الماء بمجمع الفساق، تخاف المرأة على نفسها منهم، فهي عادمته.. بل لا يحل لها المضي إلى الماء.. أي أنها تتيمم.

(3) وقال أبو حامد الغزالي: ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائل يمنع من النظر؛ فإن ذلك مظنة الفساد، والعادات تشهد لهذه المنكرات.

(4) ويقول ابن عبد البر: يجب على الإمام أن يحول بين الرجال والنساء في التأمل والنظر

(5) يقول القرطبي "وإذا سألتم أزواج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعًا (فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن"
هذا الكلام في زوجات الرسول، أمهات المؤمنين!

هذه هي حدود الإسلام، وهكذا حرص العلماء على سد الذرائع ومنع الفتن.. ولكننا اليوم في زمن النسونة؛ فأصبحنا نرى من الشيوخ من يجمّل الفتاوى ويُخرجها مناسبة للذوق النسوي السائد.

ولمزيد بيان حول مسألة الاختلاط وسد الذرائع: إليكم مقال الاختلاط بين زمانين: https://bit.ly/3WUnaZV
وحول مسألة الحذر من الفتنة: إليكم مقال لا يأمن البلاء من يأمن البلاء: https://bit.ly/3ZdtHQS


الإشارات المرجعية:

  1. (ابن مفلح، الآداب الشرعية ج2، ص341)
  2. (ابن قدامة، المغني، ج1، ص151)
  3. (إحياء علوم الدين، للغزالي، 3/ 43 - 44)
  4. (التمهيد، 9/ 124)
  5. تفسير القرطبي
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الاختلاط #ابتسامة-المرأة
اقرأ أيضا
فتح الأندلس يغير خريطة الحضارة والثقافة في العالم | مرابط
تاريخ مقالات

فتح الأندلس يغير خريطة الحضارة والثقافة في العالم


إن فتح الأندلس من الأحداث العظيمة التي حملت للعالم الكثير من المظاهر الاجتماعية والسلوكية والعلمية فقد نشطت حركة العلوم بشكل عام في الأندلس وانتقلت منها إلى أوروبا وتعلم الأوروبيون السلوك الإسلامي القويم من المسلمين في الأندلس وحتى ملامح النظافة الشخصية والرقي المدني والتنظيم الاجتماعي كل هذا انتقل إلى أوروبا بعد فتح الأندلس وفي هذا المقال يستعرض الكاتب راغب السرجاني بعض هذه الظواهر التي أفادت العالم بعد فتح الأندلس

بقلم: راغب السرجاني
2101
محاولة لاستثارة النخوة لدى عديمي النخوة | مرابط
فكر مقالات

محاولة لاستثارة النخوة لدى عديمي النخوة


لم يعد يجدي مع بعض طبقات مجتمعاتنا أن تذكر لهم نصوصا من الكتاب والسنةفهم يرونها جزءا من تراث لا يحبونه ولا يعتزون به هم أنفسهم يدعون إلى إحياء التراث غير الإسلامي كدعوات إحياء الفخر بالحقب الفرعونية وعروبة ما قبل الإسلام

بقلم: د إياد قنيبي
852
قواعد في التربية | مرابط
تفريغات ثقافة

قواعد في التربية


وأما المهتدون حقا فيؤمنون بالله على بصيرة ويستعلون على أديان الباطل -وعلى رأسها الأنسنة الجاهلية- بوعي.. ويقول كل منهم: إني آمنت بربكم فاسمعون .. لا يجملون بشاعة الشرك بفضيلة ولا يطمسون نور التوحيد عن حرج!

بقلم: محمد الحسن الددو الشنقيطي
309
قاعدة الجزاء والحساب ج2 | مرابط
تفريغات

قاعدة الجزاء والحساب ج2


إن الله تبارك وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما لما له من نتائج وخيمة وعواقب أليمة وكان ينبغي لأولئك الذين يظلمون العباد ويسعون في الأرض الفساد أن يتعظوا ويعتبروا بمن سبقهم من الظلمة وهنيئا لذلك الرجل الذي امتلأ قلبه بحب الله فهو يعلم أن هدايته بيد الله وأن رزقه سيأتي إليه رضي الطواغيت أم سخطوا لأن الله هو الذي كتبه

بقلم: عمر الأشقر
734
التزمت ولم أجد الراحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

التزمت ولم أجد الراحة


التزمت ولم أجد الراحة التي كنت أطلبها تلك العبارة نسمعها كثيرا على ألسنة الملتزمين الجدد ويبدو أنها تنطوي على إشكالية واضحة كما أنها تثبط من يسمعها من غير الملتزمين وتزهده في طريق الالتزام وهذا المقتطف للدكتور إياد قنيبي يجيب فيه عن هذه الإشكالية

بقلم: إياد قنيبي
1139
الهم والحزن يكفران الذنوب | مرابط
اقتباسات وقطوف

الهم والحزن يكفران الذنوب


الهم والحزن الذي يصاب بهما المؤمن يكفران عنه الكثير من الذنوب والخطايا كما أن الشوكة التي يشاكها تكفر عن خطاياه أيضا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه

بقلم: ابن أبي الدنيا
628