"إن الله كتب الإحسان على كل شيء.."
وهذا الحديث يدل على وجوب الإحسان في كل شيء من الأعمال، لكن إحسان كل شيء بحسبه، فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة: الإتيان بها على وجه كما واجباتها، فهذا القدر من الإحسان فيها واجب، وأما الإحسان فيها بإكمال مستحباتها فليس بواجب.
والإحسان في ترك المحرمات: الانتهاء عنها، وترك ظاهرها وباطنها، كما قال تعالى "وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ" فهذا القدر م نالإحسان فيها واجب.
وأما الإحسان في الصبر على المقدروات، فأن يأتي بالصبر عليها على وجه من غير تسخط ولا جزع.
والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم: القيام بما أوجب الله من حقوق ذلك كله، والإحسان الواجب في ولاية الخلق وسياستهم، القيام بواجبات الولاية كلها، والقدر الزائد على الواجب في ذلك كله إحسان ليس بواجب.
المصدر:
ابن رجب، جامع العلوم والحكم، طبعة دار ابن كثير، ص362