التوجه الأخلاقي في علم الحديث

التوجه الأخلاقي في علم الحديث | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

493 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لا يستطيع من يدرس علم الحديث ألّا يلحظ بوضوح التوجه الأخلاقي في بنية هذا العلم، ليس مرتكزًا يدور حول الصفات الشخصية للمتعلم والدارس والباحث فقط كما هو العصر الحاضر، أي متعلق بالأمانة والصدق ونحو ذلك، إنما مرتكزًا للنشاط العلمي أيضًا..

يمكن أن ندلل على ذلك على سبيل المثال من خلال ظواهر "التهذيب" و "التذييل" و "الاستخراج" و "الاستدراك"؛ التي استخدمها علماء المسلمين وأكثروا منها في مؤلفاتهم وتصانيفهم تحت مسميات مختلفة، ففي حين كان مجال علم الرجال هو أخصب المجالات التي شهدت التهذيب والتذييل؛ كان مجال علم الحديث هو أخصب المجالات التي كانت موضوعًا للمستخرجات والمستدركات، بهدف خدمة المعرفة الحديثية..

وفيها ما فيها من التخلي عن حظ النفس والبحث عن الذات والفردانية، بما يضمن ازهار "قيمة التواصل" في البنية العلمية الإسلامية، ويضمن تحاشي "التكرارية" و "النمطية" في التأليف الإسلامي على حساب الإبداع الفردي.

فالتوجه الأخلاقي في الحركة العلمية حول الحديث النبوي يُفهم بمعنى أوسع بكثير مما عليه في النسق الغربي أو الحديث؛ معنىً مؤثرًا في كل عناصر النشاط العلمي، لأنه فرع عن مسئولية دينية كان يستشعرها كل من العالم والمتعلم، ما ساهم في ذاته في نشأة علوم فرعية في العلوم الكبرى وفي مقدمتها علوم الحديث، وظهور تآليف جديدة من خلال التعليق والتحشِّية وإعادة الترتيب والوصل والتذييل والتلخيص والنَّظْم والبسط والإدماج والفهرسة والتكشيف.

فالعالم أو المحدِّث لا يتمحور حول ذاته إنما قيمته من قيمة الآخرين؛ من فوقه ومن دونه، لذلك ومن ناحية أخرى كان ثمة حرص على الاعتراف بنقاء الآخرين حين يكونوا أهلًا لذلك.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#علم-مصطلح-الحديث
اقرأ أيضا
كيف نتعامل مع الإنترنت ومشكلة التشتت والتركيز | مرابط
ثقافة

كيف نتعامل مع الإنترنت ومشكلة التشتت والتركيز


نحن أقررنا بأن الإنترنت لمعظمنا لا يمكن الاستغناء عنه وبالتالي الفكرة التي سنقدمها ستكون أن نقلل من الضرر بقدر الإمكان وذلك باستخدام خمس نصائح: ما قل وكفى خير مما كثر وألهى تخلص من فوبيا فوات الأشياء اتبع نظام جلسات العمل لا تضح بنصيبك من العزلة كن واعيا بحجم المشكلة

بقلم: علي محمد علي
535
جيل الصحابة ومن بعدهم | مرابط
اقتباسات وقطوف

جيل الصحابة ومن بعدهم


مقتطف ماتع لشيخ الإسلام ابن تيمية من مجموع الفتاوى المجلد الرابع يتحدث فيه عن جيل الصحابة رضوان الله عليهم وكيف أنهم يفوقون من جاء بعدهم في كل شيء وفي كل فضيلة وعلم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هم يفوقون الناس جميعا في كل خصلة من خصال الخير

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2012
المثالية الزائدة | مرابط
اقتباسات وقطوف

المثالية الزائدة


لدنيا ليست كما تظن والناس أيضا ليسوا كما تتخيل ففيهم الكاذب على الله والخائن للناس وفيهم الظالم والجبار والمرتشي وشاهد الزور وفيهم القاتل والسارق إلى غير ذلك مما هو كفيل بعقلنة نظرتك للحياة هذا كله لا إشكال فيه بل الإشكال عند الذين يسبب لهم ذلك صدمة في مثاليتهم

بقلم: م أحمد حسن
584
حياتنا بين هموم الدنيا والآخرة الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات

حياتنا بين هموم الدنيا والآخرة الجزء الثاني


ثم ورث هموم الآخرة الصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويظهر ذلك في أمانيهم وأحلامهم وتتبع أحوالهم ومن ذلك أن عمر قال لأصحابه يوما: تمنوا فقال رجل منهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله عز وجل فقال: تمنوا فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله عز وجل وأتصدق بهثم قال: تمنوا قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين قال عمر: لكني أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح

بقلم: د منقذ بن محمود السقار
1536
أعذار أهل العلم | مرابط
اقتباسات وقطوف

أعذار أهل العلم


ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد إشاعة عثراتهم والقدح فيهم وفي غلطاتهم وأقبح من هذا إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك. وربما يكون -وهو الواقع كثيرا- أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ ولهم اجتهاد هم فيه معذورون والقادح فيهم غير معذور.

بقلم: عبد الرحمن السعدي
444
المعاصي تنسي الله | مرابط
اقتباسات وقطوف

المعاصي تنسي الله


ومن عقوباتها المعاصي: أنها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة وأعظم العقوبات نسيان العبد لنفسه وإهماله لها وإضاعته حظها ونصيبها من الله وبيعها ذلك بالغبن والهوان وأبخس الثمن فضيع من لا غنى له عنه ولا عوض له منه واستبدل به من عنه كل الغنى أو منه كل العوض

بقلم: ابن القيم
247