حتى لا تذبل الزهور: قواعد مختصرة لمواجهة الخلافات الزوجية

حتى لا تذبل الزهور: قواعد مختصرة لمواجهة الخلافات الزوجية | مرابط

الكاتب: حمود بن ثامر

735 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

حتى لا تذبل الزهور...!
بعض القواعد المختصرة لمواجهة الخلافات الزوجية

القاعدة الذهبية الأولى: الدعاء

وهي قاعدة للمتزوجين، ولمن يريد الإقبال على الزواج أَيْضًا. ممكن الإنسان أن يفعِّل هذه القاعدة الآن وهي: أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- بأن يبارك في زواجه وفي علاقته مع زوجته، وكذلك تدعو المرأة.

ويتفرع على هذه القاعدة:
أن يتفق الزوجان إجبارا وليس لهما الاختيار في هذا على تحكيم الشرع على علاقتهما، وخاصةً فيما يطرأ بينهما من خلافات. الرد للشرع يُنهي خلافات كثيرة بين الزوجين، هذه قاعدة ذهبية جدًا، إذا كنت متزوجًا فعِّلهَا الآن، وإن لم تكن متزوجًا وتريد الإقبال على الزواج ليكن أول ما تتفق عليه مع زوجتك هو أن تتحاكما إلى الشرع في كل خلافٍ يَطرأ بينكما، حتى وإن كان هذا التحاكم للشريعة يخالف العرف فلا عبرة بالعرف ولا العادات ولا التقاليد، والتمسك بالشرع بركة. 

القاعدة الثانية: منع التدخلات

لا تُدخل أحدا في علاقتك الزوجية، وخاصةً في الخلافات الطارئة بينك وبين زوجتك، كذلك أنتِ أيها المرأة لا تُدخلي أهلك ولو كانت أختك أو أمك في الخلافات الطارئة بينك وبين زوجك؛ لأن دخول الأهل غالبًا يعقّد الأمور، وهذا أمر مجرّب مما سمعته من الناس، فعدم فتح الباب للآخرين للدخول في أي خلاف يطرأ بينكما سيريحكما من كثيرا من الإشكاليات التي قد تزيد وغالبًا ما تزيد بسبب تدخل الأهل.

تتفق إن كنت متزوجًا وكنت أدخلت أناسا آخرين في علاقتك الزوجية فَعِّل هذه القاعدة الآن؛ وسترتاح وستجد أثرها لاحقًا، وإن كنت مقبلًا على الزواج اتفق مع زوجتك في ليلة العرس وكذلك أنت أكثري على زوجك في هذا حتى يستوعب الإشكالية الموجودة في هذا الأمر، لا بد ألا يتدخل في حياتكما أحد، وخاصةً في الخلافات، حتى تصل إلى مرحلة اسميها بالقفل الكبير الذي لا يمكن أن ينحل،حينئذ يكون عن اتفاقٍ بينكما ان هذا الخلاف لا بد أن يتدخل فيه حكيمٌ من أهله وحكيمٌ من أهلك، يحل هذا الخلاف.

الإشكالية اليوم: أدنى خلاف علمت أم الزوجة وعلِم أخوات الزوج وأم الزوج ثم توسعت القضية، من سلبيات إدخال الأهل في كل صغيرةٍ وكبيرة غير أن تصبح الزوجة والزوج فاكهة المجالس، من سلبياتها: أن الأهل يُضمرون الحقد أو الغضب في أقل الأحوال على الزوج وكذلك العكس، حتى وإن صلحت علاقتكما مع بعض. 

القاعدة الثالثة: ردات الفعل ليس لها ردات فعل

هذه من أكبر ما يعمِّق الخلافات بين الزوجين، أحيانا يكون الموضوع تافهًا فيصدر ردة فعل فيها نوع تعدي من أحد الطرفين فتتوسع الدائرة بسبب ردات الفعل ! 
ردات الفعل ليس لها ردات فعل، القاعدة هذه تُنهِي إشكاليات كبيرة.. تأمل ما هو سبب الإشكالية، ثم يكون ما صدر بعد ذلك ممسوحًا إلا في بعض الاستثناءات التي لا يمكن أن تُمسح. 

القاعدة الرابعة: لا أهنأ حتى ترضى

إذا غضب الزوج بسببك فَحرِّجي عليه أنك لن تهنئي بعيش حتى يرضى، خذي بخاطره، وكذلك العكس: إذا تسببت أيها الزوج _وهذا ليس من باب الخضوع للحالة النسوية _ بِضِيق أو تجاوزت على زوجتك أرضِّها، لا إشكال؛ هذا من التواضع، أرضِّ زوجتك وإن كنت تجد في نفسك ما يتعلق بكِبر الرجولة،  هذه زوجتك وستكون بإذن الله أُمّا لأبنائك أوأنها أُمّا لأبنائك، ليست اليوم أو الغد وتنتهي العلاقة التي بينكما، وهذه القاعدة مرويةٌ عن أبي الدرداء عندما اتفق مع زوجته (إذا غضبت فَـرَضيِّني، وإذا غضبت رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق).

القاعدة الخامسة: لا يوجد كمال

لا يوجد كمال ولا تمام في الطرف الآخر، استحالة، لا بد أن يوجد نقص، لا تنظر إلى النقص، الآن هذه موازنة، إن كان النقص محتملا فانظر إلى الكمال؛ لماذا قلت عن النقص بأن يكون مما يحتمل؟

لأن رب نقص يهدم كل كمال، يعني لا قدّر الله أن يكون في الزوجة مثلا انحراف أخلاقي وميل للرجال هذه لا أقول والله ما شاء الله طباخة، تقوم بالعناية بالأبناء، لا أنت هكذا تصبح ديوثا ! هذا نقص يدمّر كل كمال، كذلك زوج تارك للصلاة، لا أقول ما شاء الله كريم، مع أن كثيرا من النساء للأسف تصبر على الزوج تارك الصلاة إن كان كريمًا وذا مال ولا تصبر على المصلي إن كان ضعيف الحال، هذه إشكالية لأنه لا يجوز البقاء مع الرجل الذي لا يصلي بتاتًا،  أما في الأخطاء المحتملة في النقص المحتمل فلا بد من النظر إلى الجوانب الحسنة لتستقيم الحياة. 

القاعدة السادسة: الرحمة والقوامة

هذه القاعدة تنشطر إلى قسمين: الرجل يجب أن يعامل زوجته برحمة، النبي -صلى الله عليه وسلم-  قال (إنهن عوانٌ عندكم) يعني مثل الأسيرات، أنت استحللت فرجها بميثاق غليظ، عقدت عليها بميثاق غليظ، المرأة عندك مثل الأسير، هذا دليلٌ على أن مقام الزوج أعلى؛ فبالتالي ربما يبطش، فاتق الله في زوجتك.
 
وأنت أيتها المرأة: الرجل له القوامة، يعني مما تتقضيه القوامة أن لا تفعلي شيئًا إلا بإذنه وأن تسمعي كلامه وأن تطيعيه في المعروف طبعًا ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، وأما إن أمرك بطاعة فيتأكد عليك فعلها؛ لأنها طاعة لله -سبحانه وتعالى- ثم أوجبها عليك أمر الزوج.

القاعدة السابعة: المقارنة سبب التدمير.

لا تقارنوا حياتكم بغيركم، وخاصةً النساء؛ لأن النساء عندهن في الأصل شغف بالكماليات والجماليات والتحسينيات، فبالتالي إذا قارنت حياتك التي أنت تعيشينها مع زوجك في حياة من قد فتح الله عليهم أو ربما استدرجهم سبحانه بهذا المال ولا تعلمين حقائق ودخائل الأمور التي بينهم فلن تهنئي بعيش، عليك بالرضا بما قسم الله -سبحانه وتعالى- لك.

كذلك أنت أيها الزوج إياك ثم إياك ثم إياك حتى تهنأ في عيشك مع زوجتك إياك أن تُطْلِق بصرك إلى النساء اللاتي لا يجوز لك أن تنظر إليهن فتبدأ بعقد المقارنات هذا لا يجوز شرعًا، وهو من الخيانة، كما أنك لا ترضى أن تُطْلِق زوجتك بصرها إلى الرجال كذلك يجب أن تفعل، وليس الباب من باب المكافأة، هذا نهيٌ مستقل حتى لغير المتزوج، نهيٌ بذاته، حتى غير المتزوج لا يجوز له أن ينظر لمن لا يحل له أن ينظر إليهن، والنظر إلى النساء الأخريات كما ذكر ابن مفلح في الفروع: 
"ولْيحذر العاقل إطلاق البصر، فإنّ العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه"  الفروع (8/181) 

إن الإنسان دائمًا يرى غير المقدور عليه بغير صورته الحقيقية يزيّنها الشيطان، التي لا تستطيعها بعقد يزينها الشيطان في عينيك، ثم التي تكون عندك بما أحل الله -سبحانه وتعالى- تسوء بسبب هذا النظر الحرام فتفسد العلاقة بينكما. 

القاعدة الأخيرة: التغافل

التغافل عن ما يمكن التغافل عنه خاصةً من الرجال؛ لأن الرجال بحُكم القوامة ربما يفهم من قضية القوامة أنه يدقق على كل شيء، وكأنه أستاذ في فصل !، وهذا لا يستقيم، ولا تستقيم الحياة، و تصبح الحياة مملة وفي ترقّب دائمًا. لا بد من التغافل، القاعدة عامة ولكن خاصةً للرجال..

قاعدة إلحاقية: الابتعاد عن المعاصي

وهي أن على الزوجين لتجنب الخلافات من الأساس والابتلاء بمثل هذه الخلافات والمشاكل الابتعاد عن المعاصي والذنوب خاصةً منها المعاصي المستمرة والذنوب المستمرة؛ لأن الله سبحانه تعالى يعاقب بهذه الذنوب، والذنوب لها شؤم، ومن شؤمها عدم استقامة العلاقة الزوجية، وأن يُبتلى الإنسان في عدم التوفيق سواء في العمل أو في الزواج وما شابه.

الإنسان عليه أن يحقق طاعة الله -سبحانه وتعالى- وإن وقع الزوجان أو أحد منهما في ذنب فلْيبادرا بالتوبة؛ حتى يبارك الله سبحانه وتعالى في هذه العلاقة التي بينهما.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العلاقات-الزوجية
اقرأ أيضا
أصول الأصول: مراجعة لكتاب غمرات الأصول | مرابط
مناقشات

أصول الأصول: مراجعة لكتاب غمرات الأصول


إذا كانت العروض قواعد تنظم الشعر وعلم أصول الفقه قواعد تنظم النظر في الفقه الشرعي فإن هذا الكتاب الصادر حديثا في معرض الكتاب 1435ه يطمح أن يكون مساهمة في بناء القواعد التي تنظم النظر في علم أصول الفقه ذاته فهو بمثابة بحث في علم أصول أصول الفقه ولذا وبغض النظر عن الترجيحات الداخلية للمؤلف التي قد يخالف بعضها القارئ إلا أن فكرة الكتاب والشواهد العزيزة التي وقع عليها المؤلف واستخرجها من بطون الموسوعات الأصولية ووظفها ببراعة تجعله كتابا نسيج وحده

بقلم: إبراهيم السكران
2162
قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة | مرابط
اقتباسات وقطوف

قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة


قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة فالعقيدة هي الأساس وإذا كان الأساس فاسدا فكل ما بني على فهو فاسد والتوحيد تتوقف عليه النجاة في الآخرة فهويمنع الخلود في النار ولا يخلد في النار موحد وأعظم ما فيه أن من حققه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ويتحرر المخلوق بالعقيدة الصحيحة من رق المخاليق وعبوديته لهم والخوف منهم والنظر إلى مدحهم وقدحهم وهذه قمة العزة في الحياة

بقلم: محمد صالح المنجد
981
مراجعات نقدية للخطاب المدني الديمقراطي ج1 | مرابط
فكر مقالات الديمقراطية

مراجعات نقدية للخطاب المدني الديمقراطي ج1


من المقدمات المنهجية الأساسية التي ينبغي التنبه لها في البدء أن قضايا النهضة والإصلاح والتغيير يجب أن يكون منطلقها منطلقا إسلاميا شرعيا وإذا كان المنطلق غير إسلامي ولا شرعي فإنه لن يتحقق شيء من ثمراتها بمعناها الشامل والمشروع والمرضي لله تعالى وربما تتحقق بعض المكاسب الدنيوية والانتصارات المؤقتة لكنها ليست النهضة والإصلاح المطلوبة من المسلم

بقلم: الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي
1104
وظهر الدجال | مرابط
فكر

وظهر الدجال


بت أستشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى حالة المجتمع الذي سيظهر فيه الدجال ويتلقى دعوته بالحفاوة والترحيب وكأني به يطوف بلاد العالم ويفرش له السجاد الأحمر باعتباره أحد أقطاب الإصلاح الاقتصادي والنهضة الحضارية. أشعر وكأن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في عالمنا الإسلامي البائس سوف يتصدرون المشهد ويقودون حملته المضللة بالتلبيس على العوام بطرائق شتى سيكون منها بلا شك مهرجانات الرحمة للجميع !!

بقلم: د. جمال الباشا
268
معرفة حق الله على العبد | مرابط
اقتباسات وقطوف

معرفة حق الله على العبد


وإذا تأملت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك ينظرون فى حقهم على الله ولا ينظرون فى حق الله عليهم. ومن هاهنا انقطعوا عن الله وحجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه. فمحاسبة النفس هو نظر العبد فى حق الله عليه أولا ثم نظره هل قام به كما ينبغي ثانيا؟ وأفضل الفكر الفكر فى ذلك فإنه يسير القلب إلى الله ويطرحه بين يديه ذليلا خاضعا منكسرا كسرا فيه جبره ومفتقرا فقرا فيه غناه. وذليلا ذلا فيه عزه ولو عمل من الأعمال ما عساه أن يعمل فإذا فاته هذا فالذي....

بقلم: ابن القيم
256
العبر من الحروب الصليبية الجزء الأول | مرابط
تفريغات

العبر من الحروب الصليبية الجزء الأول


عندما نختار أن نأخذ مرحلة الحروب الصليبية بالذات فإن ذلك له دلالته الخاصة من جهة أنها تحكي أو تشابه الواقع الذي نعيشه الآن والمرحلة التي تحياها هذه الأمة في ظل هذه الهجمة الخبيثة الماكرة التي يستجمع الغرب فيها قواه مرة أخرى فما أشبه الليلة بالبارحة إن المؤرخين يقولون: التاريخ يعيد نفسه ونحن نقول: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا هذه هي سنة الله تعالى في الأمم وبالذات في الأمة الإسلامية كل حياتها كر وفر وكل مواقفها إقبال وإدبار

بقلم: سفر الحوالي
644