ينفق البشر جلّ حيواتهم يسبحون في مجتمع افتراضي، وتنخلع جذورهم من أرض الواقع عندما يكون روّاد المجتمعات الافتراضية مهذبين مجاملين، بينما يتعاملون مع من يحيطون بهم في العالم الواقعي بفظاظة أو إهمال، وعندما يقصّر الأزواج والزوجات في أداء حقوق شركاء حياتهم الواقعية، بينما يُغدقون على صديقاتهم أو أصدقائهم الافتراضيين من محبّتهم ودعمهم واهتمامهم ورعايتهم، وعندما يترك الموظفون أعمالهم وينشغلون بالدردشة، وعندما يترك الناس واجباتهم الاجتماعية تجاه جيرانهم وزملائهم وذوي قرابتهم، بينما يحافظون على وجباتهم نحو أصدقائهم في المجتمع الافتراضي، وعندما يعيش سكّان المجتمعات الافتراضية في متع مجانية وهميّة، وينفرون من مسؤولياتهم الواقعية وما يحيط بهم من أسباب السعادة وعندما ينشغل الناس في كل بقاع العالم في البحث عن كنوز العالم الافتراضي، بينما ننشغل نحن في العالم العربي بالانبهار بالمجتمع المتطور الجديد، عندما يحدث هذا وما إليه = يظهر الخطر ويكون الانهبار
المصدر:
بهاء الدين مزيد، المجتمعات الافتراضية بديلا عن الاقعية، ص30