الناس تتغير كل يوم، بقطع النظر للأفضل أو الأسوأ، في زحام الحياة، ومتطلباتها، يحتاج المرء إلى وقت للابتعاد عن الضجيج، لتقييم خطواته وآرائه، وبذا يتعمق أكثر.
الإشكال هو مبدأ التسليع، والضجة الإعلامية، التي تخطف أوقات من يحتاجون فيها لأنفسهم، تجده مغنيًا مثلًا ملأ الحفلات، فجأة يعلن اعتزاله، تتخيل هل يترك له وقت؟ بل يُزج به في لعبة قد لا يدركها: صورته يؤذن، لقاء عن حياته التي لم تبدأ دون غناء منذ أيام! لا تعرف ما الذي تنتظر سماعه من مغنٍ توقف! إنه ليس متفرغًا للبحث العلمي حتى يعطيك أطروحة جديدة!
لكن الإلحاح وتسليع اللقطة يفرض نفسه، يجد نفسه مضطرًا للدخول فيما هو أكبر منه، ومن عرض غنائي إلى عرض مضاد، وقديمًا كان هذا قد جُرّب مع ممثلين اعتزلوا، فجأة صار لهم برنامج ديني، أول حلقة انبهر الناس في الواحد منهم وهو يصف مشاعره الإيمانية الجياشة الجديدة، لكن ماذا سيملأ الثلاثين ساعة الأخرى؟
هنا يبدأ في إطار الارتجال، وثقافته الدينية التي تربى عليها، وهي الثقافة نفسها التي يعرفها طفل لم يتجاوز السنوات العشر، هؤلاء الناس بحق تم تسليط الضوء عليهم في وقت هم أحوج فيه للخفوت، والالتفات إلى أنفسهم بعيدًا عن الأضواء، لكن من يعبأ، أمام حصد المشاهدات، وضخ المواد التي عليها الطلب؟