تعلق القلوب

تعلق القلوب | مرابط

الكاتب: شيخ الإسلام ابن تيمية

2274 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة، ولو كانت مباحة له، يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد; وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لا سيما إذا درت بفقره إليها وعشقه لها، وأنه لا يعتاض عنها بغيرها.. فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، بل أعظم.. فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن؛ فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. وأما إذا كان القلب -الذي هو الملك- رقيقا مستعبدا متيما لغير الله، فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية لما استعبد القلب.. فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس، وهذا لعمري إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة؛ فأما من استعبد قلبه صورة محرمة: امرأة أو صبيا، فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه [يعني: لا حيلة فيه]، وهؤلاء من أعظم الناس عذابا وأقلهم ثوابا؛ فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى.. "

 


 

المصدر:

  1. شيخ الإسلام ابن تيمية، مجموع الفتاوى  (10/185-186)
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-تيمية #القلب #العبودية
اقرأ أيضا
الرد على بعض شبهات الصوفية | مرابط
تفريغات

الرد على بعض شبهات الصوفية


قد تجد أهل الباطل والضلال عندهم جميع الإمكانات التي ينشرون بها ضلالهم وتجد أهل الحق ضعافا لا يملكون شيئا ومع ذلك يصل الحق إلى الناس ولا يصل الباطل بالرغم من الإمكانات لأن قوة الحق في كونه حقا بل نقذف كأن الحق قذيفة بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه الأنبياء:18

بقلم: أبو إسحق الحويني
353
ماذا تعملين يا سيدتي؟ | مرابط
فكر

ماذا تعملين يا سيدتي؟


بالتدريج نعرف أن هذه الزوجة المسكينة التي لم تفعل شيئا من منظور مادي بسيط فعلت الكثير من منظور إنساني أكثر تركيبا ولكنها استبطنت الخطاب المعرفي المادي ولذا فعليها أن تخرج من المنزل فورا حتى تعمل أي حتى تتقاضى أجرا فتستعيد احترامها لنفسها. قد يفسد الأطفال وقد تنهار الأسرة وتضيع خصوصية الحضارة فالأم هي التي تعلم الأطفال الحضارة والقيم ولكن هذه أمور ثانوية.

بقلم: عبد الوهاب المسيري
425
سورة الكهف .. سورة تأديب وتربية | مرابط
مقالات

سورة الكهف .. سورة تأديب وتربية


لا يمكن أن نغفل ما في قصص السورة من التصوير العظيم والسرد البديع لدقائق الوقائع حتى تشعر أنك مرافق لفتية الكهف في كهفهم والصاحب الثالث لصاحب الجنتين وثالث ثلاثة في رحلة موسى ويوشع بن نون -عليهم السلام- وجندي من جنود ذي القرنين وهذا يتجلى في تفاصيل كثيرة يضيق عنها المقام وأتركها لوجدانك!

بقلم: كريم حلمي
256
الشعور بالذنب في زمن الحداثة | مرابط
فكر

الشعور بالذنب في زمن الحداثة


التفسير الأول يرى أن الشعور الطبيعي العميق بالذنب ينجم ضمن عملية تفرد الإنسان في الحداثة وهذه العملية الضرورية للتطور والنمو تستوجب على الفرد أن يضع نفسه في مواجهة الطبيعة أو الكون وهذه الوضعية تشعر الفرد بالضعة الهائلة أمام الكون وتملؤه بإحساس الضآلة والصغر والهامشية وانعدام القيمة ومن ثم يتولد الشعور بالذنب.

بقلم: عبد الله الوهيبي
465
المؤامرة على المرأة المسلمة ج5 | مرابط
تفريغات المرأة

المؤامرة على المرأة المسلمة ج5


يجب على الأخت المسلمة أن تعلم أن إقامتها في بيتها ليس تسلطا من أحد نعمة من الله عز وجل فضل وتكريم من الله عز وجل لها فعليها أن تحمد الله أنها لم تضطر أن تخرج لتعمل أو لتبتذل نفسها أمام الناس فبقاؤها في البيت هو الأصل وإن كان الزوج ممن يرضى أن تخرج فلا تخرجي إلا لما يستدعي الخروج فهذا شيء يجب أن تعلمه الأخت المسلمة ولا تعترض على من يأمرها به

بقلم: سفر الحوالي
676
القياس والاجتهاد عند الصحابة | مرابط
اقتباسات وقطوف

القياس والاجتهاد عند الصحابة


الصحابة - رضي الله عنهم - مثلوا الوقائع بنظائرها وشبهوها بأمثالها وردوا بعضها إلى بعض في أحكامها وفتحوا للعلماء باب الاجتهاد ونهجوا لهم طريقه وبينوا لهم سبيله وهل يستريب عاقل في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان

بقلم: ابن القيم
522