حفظ الجوارح من المعاصي في أول العمر معين من الله على حفظها في الكبر من أمرين: من أن يُختم له خاتمة سوء، أو يقع في الخرف والهذيان، ومن حفظ الله للطائع في صغره حفظ العقل من البلاء بأنواعه عند الكبر، قال ابن عباس: من قرأ القرآن لم يُرَدّ إلى أرذل العمر.
الطاعات والمعاصي تتنافر، فمن أراد الخلاص من معصية فليزاحمها بطاعة حتى تزول.
لا يُحرم الإنسان الطاعة إلا بذنب، وكلما كان الذنب أعظم كانت الطاعة المحروم منها أعظم.
إذا أحب الله الإنسان حبب إليه الطاعة "حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ" ولو كرهه حبب إليه المعصية "كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ".
أعظم الناس حرمانا من يفعل المعصية ثم لا يجد في قلبه حسرة؛ لأن الحسرة تجلب التوبة وتمنع الكرّة.
أكثر ما يهلك الصالحين الاغترار بالطاعات، وأكثر ما يُهلك المقصرين احتقار المعاصي، ومن عرف الله ما استكثر الطاعة ولا احتقر السيئة.
إذا وقع الإنسان في ذنب، ولم يجد في قلبه ألمًا فهذا علامة أن الله سلبه أعظم ما يملك، وهو معرفة الله، فإنما تكون المعصية بمقدار جهلك بقدر من تعصيه.
للسيئة ألم، وللحسنة أنس، لا يشعر به إلا المؤمن، ففي الحديث، قال صلى الله عليه وسلم "إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن"
المصدر:
سطور من النقل والعقل والفكر، ص48