يقول الكاتب مبينًا أن كل شر يقع بالإنسان فهو المسؤول عنه وفق قانون الجذب: كل الأشياء التي تحيط بك الآن في حياتك، بما في ذلك الأمور التي تشتكي منها، أنت المسؤول عن اجتذابها. وأنا أعلم أنه للوهلة الأولى سيبدو لك هذا شيئًا تكره سماعه، وسوف تقول على الفور: إنني لم أجتذب حادث السيارة، لم أجتذب هذا العميل الذي قضيت معه وقتا عصيبًا، وبالطبع لم أجتذب الديون! وأنا هنا لأقول لك بكل وضوح وثقة: بلى، لقد جذبت كل هذه الأشياء إليك، وهذا واحد من أصعب المفاهيم التي يمكن استيعابها، ولكن بمجرد أن تتقبله سوف تكون قادرا على تغيير حياتك.
حين يسمع الناس هذا الجزء من السر لأول مرة فإنهم غالبا سيدعون من التاريخ أحداثا راح ضحيتها الكثير من الأرواح، ويجدون ذلك غير قابل للاستيعاب؛ فكيف يقوم عدد كبير للغاية من الأشخاص بجذب أي حدث مهما كان. وفقا لقانون الجذب لا بد أنهم كانوا على التردد نفسه الخاص بالحدث، ولا يعني هذا بالضرورة أنهم فكروا في ذلك الحدث بالتحديد، لكن تردد أفكارهم توافق مع تردد الحدث، إذا اعتقد الناس أنهم يمكن أن يكونوا في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب، وأ،ه ليس لهم أي سلطة على الظروف الخارجية، فإن تلك الأفكار الخاصة بالخوف والإحباط والعجز إذا ما استدامت وطغت على تفكيرهم، فإنها من الممكن أن تجذبهم بالفعل إلى المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب(1) السر، ص28
ولا شك أن مثل هذا الكلام مخالف للشرع والواقع، أما الواقع فبيّن، ﻹكم من خائف أمن من بعد خوف، كما قال تعالى "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" وكم من آمن خاف من بعد أمنه، كما قال تعالى "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"
فأولئك الرسل المذكورون في الآية الأولى، أصابهم اليأس، فجاءهم النصر، وتلك القرية الآمنة المطمئنة جاءها الخوف والجوع مع أمنها من ذلك كله، فأين موقع قانون الجذب من ذلك كله؟ ولماذا لم يكن يأس الرسل سببا لهزيمتهم، ولم تكن طمأنينة تلك القرية سببا في سلامتها؟..،
ثم إن الشريعة جاءت ببيان أن مجرد ما يتردد في النفس من الخواطر والأفكار فليس محلا للمؤاخذة أو المحاسبة، ما لم ينتج عنه عمل. وهؤلاء يريدون أن يجلعوا الخواطر السيئة بمجردها سببًا لنزول المصائب والبلايا مطلقا مناقضين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوسوت به صدورها ما لم تعمل أو تكلم. فأصحاب قانون الجذب الفاسد يقلبون الموازين بحصر سبب المصيبة في تفكير من وقعت عليه. مغفلين بذلك الأسباب الحقيقية التي أثبتتها نصوص الشرع وقواعد العقل الصحيح.
المصدر:
عبد الله العجيري، خراف السر ص55