خرافة قانون الجذب

خرافة قانون الجذب | مرابط

الكاتب: عبد الله العجيري

367 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

يقول الكاتب مبينًا أن كل شر يقع بالإنسان فهو المسؤول عنه وفق قانون الجذب: كل الأشياء التي تحيط بك الآن في حياتك، بما في ذلك الأمور التي تشتكي منها، أنت المسؤول عن اجتذابها. وأنا أعلم أنه للوهلة الأولى سيبدو لك هذا شيئًا تكره سماعه، وسوف تقول على الفور: إنني لم أجتذب حادث السيارة، لم أجتذب هذا العميل الذي قضيت معه وقتا عصيبًا، وبالطبع لم أجتذب الديون! وأنا هنا لأقول لك بكل وضوح وثقة: بلى، لقد جذبت كل هذه الأشياء إليك، وهذا واحد من أصعب المفاهيم التي يمكن استيعابها، ولكن بمجرد أن تتقبله سوف تكون قادرا على تغيير حياتك.

حين يسمع الناس هذا الجزء من السر لأول مرة فإنهم غالبا سيدعون من التاريخ أحداثا راح ضحيتها الكثير من الأرواح، ويجدون ذلك غير قابل للاستيعاب؛ فكيف يقوم عدد كبير للغاية من الأشخاص بجذب أي حدث مهما كان. وفقا لقانون الجذب لا بد أنهم كانوا على التردد نفسه الخاص بالحدث، ولا يعني هذا بالضرورة أنهم فكروا في ذلك الحدث بالتحديد، لكن تردد أفكارهم توافق مع تردد الحدث، إذا اعتقد الناس أنهم يمكن أن يكونوا في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب، وأ،ه ليس لهم أي سلطة على الظروف الخارجية، فإن تلك الأفكار الخاصة بالخوف والإحباط والعجز إذا ما استدامت وطغت على  تفكيرهم، فإنها من الممكن أن تجذبهم بالفعل إلى المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب(1) السر، ص28

ولا شك أن مثل هذا الكلام مخالف للشرع والواقع، أما الواقع فبيّن، ﻹكم من خائف أمن من بعد خوف، كما قال تعالى "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" وكم من آمن خاف من بعد أمنه، كما قال تعالى "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"

فأولئك الرسل المذكورون في الآية الأولى، أصابهم اليأس، فجاءهم النصر، وتلك القرية الآمنة المطمئنة جاءها الخوف والجوع مع أمنها من ذلك كله، فأين موقع قانون الجذب من ذلك كله؟ ولماذا لم يكن يأس الرسل سببا لهزيمتهم، ولم تكن طمأنينة تلك القرية سببا في سلامتها؟..،

ثم إن الشريعة جاءت ببيان أن مجرد ما يتردد في النفس من الخواطر والأفكار فليس محلا للمؤاخذة أو المحاسبة، ما لم ينتج عنه عمل. وهؤلاء يريدون أن يجلعوا الخواطر السيئة بمجردها سببًا لنزول المصائب والبلايا مطلقا مناقضين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوسوت به صدورها ما لم تعمل أو تكلم. فأصحاب قانون الجذب الفاسد يقلبون الموازين بحصر سبب المصيبة في تفكير من وقعت عليه. مغفلين بذلك الأسباب الحقيقية التي أثبتتها نصوص الشرع وقواعد العقل الصحيح.

 


 

المصدر:

عبد الله العجيري، خراف السر ص55

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#السر
اقرأ أيضا
كيف فهم السلف قيمة الدين؟ | مرابط
اقتباسات وقطوف

كيف فهم السلف قيمة الدين؟


لماذا فعل البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم ذلك؟!لماذا وظفوا كل طاقاتهم في هكذا حياة؟!ما الذي يدفع إنسان لبذل نفسه في الحفظ والارتحال بين البلاد مع كل ما فيه من مشقة وقتئذ بطبيعة الحال؟!لماذا يتركون التنعم بالدنيا ولذاتها ومتعها في سبيل ذلك مع ما فيهم من ذكاء وتوقد كان من الممكن أن يبلغوا به المراتب العظيمة؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
271
ليس مثل الصحابة أحد | مرابط
اقتباسات وقطوف

ليس مثل الصحابة أحد


مقتطف بديع للإمام ابن قيم الجوزية من كتابه إعلام الموقعين يتحدث فيه عن مكانة الصحابة وكيف أن الواحد منهم كان يرى الرأي فينزل القرآن مؤيدا له في أكثر من حادثة ويضرب الكثير من الأمثلة على ذلك ثم يسأل بعد ذلك كيف لأحد منا أن يساويهم أو يدانيهم إنهم سادتنا وحقيق بمن كانت آراؤهم بهذه المنزلة أن يكون رأيهم لنا خيرا من رأينالأنفسنا

بقلم: ابن القيم
1100
حكم قطز والاستعداد لمواجهة التتار ج2 | مرابط
تفريغات

حكم قطز والاستعداد لمواجهة التتار ج2


صرح قطز لأمرائه أنه ما طلب الملك إلا لحرب التتار فبدأ الأمراء المماليك يترددون فقد وصلت أنباء التتار المخيفة عن حرب التتار لكن قطز رحمه الله بدأ يضرب لهم مثلا رائعا في فهمه للإسلام ويعطي لهم قدوة راقية في الجهاد لقد أعلن قطز لهم أنه سيذهب بنفسه لحرب التتار ويكون مع جنوده في قلب المعركة ولن يرسل جيشا ويبقى هو في عرينه بمصر بل سيذوق مع شعبه ما يذوقون ويتحمل ما يتحملون ولو أرسل قطز جيشا وبقي هو في القاهرة ما لامه أحد ولكنه لم ير هناك وسيلة أفضل من ذلك لتحميس القلوب الخائفة وتثبيت الأفئدة المضط...

بقلم: د راغب السرجاني
618
الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف | مرابط
مقالات

الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف


هذا البيت الذي غاب رجله عن الفعل والتربية سيخرج أبناء وبنات لا يستطعون إقامة بيوت سوية بصورة طبيعية لأنهم فقدوا الجزء التربوي الأهم في فترة التنشأة.الكلام على مرارته معروف نعيشه جميعا .. إذن ما الحل: الحل القريب: أن نحاول المحافظة على بنية الأسرة الطبيعية بكل ما نملك على روابطنا ببعضنا مهما كانت حالتنا المعيشية .. أن نوطن أنفسنا على التحمل في سبيل عدم خسارتنا لأنفسنا.

بقلم: محمد حشمت
316
طرق أهل البدع في تحريف الكتاب والسنة ج4 | مرابط
تفريغات

طرق أهل البدع في تحريف الكتاب والسنة ج4


من أساليب أهل البدع في إثبات بدعهم وما أحدثوه في الدين هو تحريف آيات الكتاب وأحاديث السنة إما بلي أعناقها لإثبات مقصودهم وأهوائهم أو بتفسيرها بما يسمى عندهم بالتفسير الباطني أو تحريف الأحاديث بذكر زيادات لم تصح وغير ذلك وقد تصدى أهل العلم لهذه التحريفات بفضل الله فقاموا بتفنيد هذه الشبه وفضح أهل البدع بكل ما أوتوه من قوة وبيان

بقلم: أبو إسحاق الحويني
926
فصول في خروج النساء وملابسهن | مرابط
المرأة

فصول في خروج النساء وملابسهن


وانظر رحمنا الله وإياك إلى هذه السنن كيف اندرست في زماننا هذا حتى بقيت كأنها لم تعرف لما ارتكبن من ضد هذه الأحوال الشرعية فتقعد المرأة في بيتها على ما هو معلوم من عادتهن بحفش ثيابها وترك زينتها وبحملها وبعض شعرها نازل على جبهتها إلى غير ذلك من أوساخها وعرقها حتى لو رآها رجل أجنبي لنفر بطبعه منها غالبا فكيف بالزوج الملاصق لها فإذا أرادت إحداهن الخروج تنظفت وتزينت ونظرت إلى أحسن ما عندها من الثياب والحلي فلبسته وتخرج إلى الطريق كأنها عروس تجلى.

بقلم: ابن الحاج
534