اطلعت على بعض المقاطع المُعَدّة بأسلوب درامي مؤثر يرسم صورة الأنثى كمظلومة تحت مظلة الإسلام، وقد نجحت مثل هذه الرسائل في استمالة ضعيفات الإيمان إلى ظلمات الشك ثم الإلحاد. وكثيرًا ما يدخل المشككون في الإسلام من باب المرأة؛ يستثيرون بذلك عواطف المسلمات اللاتي لم يعرفن دينهن حق المعرفة، وفي الحقيقة فإن خطابهم التشكيكي هذا لا يعدو أن يكون غشًا وتدليسًا!، ويستبين ذلك بمعرفة الأمور التي يتجاهلونها ويتغافلون عنها حين يتحدثون عن موضوع المرأة في الإسلام.. وهم لا يقرؤون حكمة الله تعالى في تشريعاته المتعلقة بالمرأة
كموقفهم من قضيّة الميراث وقول الله "للذكر مثل حظ الأنثيين" حيث يزعمون أن الإسلام ظلم المرأة بإعطائها نصف الميراث، والرد على هذه الشبهة من وجوه، منها:
أن الميراث له حالات متعددة، منها ما تُعطى فيه المرأة أكثر من نصيب الرجل، ومنها ما تعطى فيه مساوية للرجل، ومنها ما ترث فيه الأنثى ولا يرث الرجل، ومنها ما يكون نصيبها فيه أقل من نصيب الرجل، ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون!
فلقد سمعناهم كثيرًا يرددون -طاعنين- "للذكر مثل حظ الأنثيين" ولم نسمع منهم ولا مرة واحدة قول الله سبحانه وتعالى في نفس الآية "ولأبويه لكل واحد منهما السدس" حيث فيه مساواة بين الرجل الأب والمرأة الأم، ولم نسمع منهم ذكر المساواة -بين الرجل والمرأة في الميراث- الوارد في الآية التي تليها، وهي قول الله تعالى "وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ" ومعنى ذلك أنهم يشتركون رجالا ونساء دون تفاضل فيما بينهم!
وكذلك؛ فإن الذكر وإن أعطى في بعض الحالات مثل حظ الأنثيين إلا أنه مأمور شرعًا بأن يبذل للأنثى مهرًا عند زواجه بها، ومأمور كذلك أن ينفق عليها طول حياته حين تكون زوجة له ولو كانت غنيّة، أفيُستكثَر عليه بعد ذلك أن يكون له نصيب من الميراث على الضعف من نصيبها؟
المصدر:
أحمد يوسف السيد، كامل الصورة، ص148.. بتصرف