أخبرنا هبة الله بن محمد قال أنبأنا الحسن بن علي التميمي قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا صفوان بن عيسى قال أنبأنا ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابه "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وقال حذيفة إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فإذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء
أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكلي قال أنبأنا أبو بكر بن الخطيب قال أنبأنا أبو سعد بن شاذان قال أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال حدثنا الحسن بن محبوب قال حدثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الإقفال والأقفال أشد من ذلك
قال الحسن بن محبوب وحدثنا الفيض بن إسحاق قال قال حذيفة المرعشي أنبأنا عمار بن سيف عن الأعمش قال كنا عند مجاهد فقال القلب هكذا وبسط كفه فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا فعقد واحدا ثم إذا أذنب قال هكذا وعقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصابع في الذنب الخامس يطبع على قلبه قال مجاهد فأيكم يرى أنه لم يطبع على قلبه
وقال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب وكان بعض الحكماء يقول إذا لم يستعمل القلب فيما خلق له من الفكر في اجتلاب المصالح في الدين والدنيا واجتناب المفاسد تعطل فاستترت جوهريته فإذا أضيف إلى ذلك فعل ما يزيده ظلمة كشرب الخمر وطول النوم وكثرة الغفلة صار كالحديد يغشاه الصدأ فيفسده
المصدر:
ابن الجوزي، ذم الهوى، ص67