ملخص: تعليق ابن تيمية على ذكر الله تعالى عاقبة الذين كفروا من أهل الكتاب، وعاقبة المؤمنين الذين اتبعوا النبي، ثم في هذا دلالة شرعية تقوم على القياس والنظر إلى الشيء ونظيره والتسوية بينهم، وهذه سنة الله كما قال "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ"
يقول شيخ الإسلام:
فالعبرة إنما تكون بالقياس والتمثيل.. فإذا عُرفت قصص الأنبياء ومن اتبعهم ومن كذّبهم، وأن متبعيهم كان لهم النجاة والعاقبة والنصر والسعادة، ولمكذبيهم الهلاك والبوار، جُعل الأمر في المستقبل مثلما كان في الماضي، فعُلم أن من صدّقهم كان سعيدًا، ومن كذّبهم كان شقيًا، وهذه سنة الله وعادته، ولهذا يقول سبحانه في تحقيق عادته وسنته، وأنه لا ينقضها ولا يبدلها "أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ"، يقول: فإذا لم يكونوا خيرًا منهم فكيف ينجون من العذاب مع مماثلتهم لهم؟! هذا بطريق الاعتبار والقياس، ثم قال "أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ" أي: معكم خبر من الله بأنه لا يعذبكم؟ فنفى الدليلين العقلي والسمعي
المصدر:
- شيخ الإسلام ابن تيمية، النبوات، ض378