لماذا لا يعيش الغربيون معيشة ضنكا؟

لماذا لا يعيش الغربيون معيشة ضنكا؟ | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

681 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

يقولون: لماذا لا يعيش الغربيون معيشة ضنكًا؟ ألم يرد في القرآن الكريم قول الله "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى".. فأين الضنك في حياة الغربيين الذين لم يُعرضوا فقط عن ذكر الله وإنما هم لم يؤمنوا أصلًا بالإسلام، والغرب اليوم على ما هو عليه من التقدم والتطور والسعة والرفاهية، لماذا لم تتحقق فيه هذه الآية؟ 

والمتأمل لهذا السؤال يدرك جيّدًا ما هي المحركات التي انبنى عليها؛ فالواضح أن صاحب السؤال منبهر جدًا بالتفوق التكنولوجي والفارق المادي بيننا وبين الغرب، كما أن السؤال يكشف عن تأثر شديد بالصورة الناصعة التي نجح الغرب في صناعتها لنفسه عبر أجهزة الإعلام وعبر الأفلام والمسلسلات والحملات الدعائية التي استطاعت أن ترسم صورة مشرقة للغرب، وتُخفي الكثير من العيوب والمشكلات الاجتماعية، ليظهر في النهاية الغرب بوجهٍ مصطنع لامع بفعل مساحيق التجميل، ولكنه يخفي خلفه الكثير من القبح والتجاعيد.

ولا يمكن أبدًا أن يكون هذا السؤال مَبنيٌّ على تأمل حقيقي لحياة الغربيين من الداخل -وإلا لما طُرح السؤال أصلًا- فهذه -إذن- هي الإشكالية الأولى: صورة الغرب المتخيّلة في أذهان المسلمين، أما الإشكاليات الأخرى فكلّها تكمن في تصورات المسلم عن السعادة والضنك وعن الحياة بشكل عام.

وللرد على هذا السؤال لا بد أن نقف عند بعض النقاط:
أولًا: تصوراتنا عن السعادة والضنك ومعناهما
ثانيًا: سنة الإمهال والتغيرات اللحظية
ثالثًا: ميزان الإسلام وتصورات المسلم
رابعًا: الوجه القبيح للغرب

السعادة والتصورات المغلوطة:

لشد ما تعلقت قلوب المسلمين بالدنيا، فصارت هي مبلغ همّهم وهي العِماد الذي يدور حوله كل شيء، فالسعيد من اغترف منها أكثر ما يمكنه، والتعيس من قلّ فيها نصيبه وحظّه، ولذلك ينظرون للغرب المُنْتَشِي بتفوقه وتقدمه المادي والتكنولوجي على أنه أبعد ما يكون عن قول الله -عز وجل- "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا"، طالما أن الدنيا هي مقياس كل شيء، فإذن الغرب ينعم بسعادة تُبعده عن هذه الآية، وقياسًا على ذلك تكون البلاد المتأخرة هي التي تعيش معيشة ضنكًا.. والحقيقة أن الأمر ليس كذلك! بل إن الوحي مليء بالأدلة التي تشير إلى توسع الكافرين في الدنيا أصلًا ومع ذلك تنطبق عليهم الآية -رغم توسعهم!

في صحيح البخاري، حديث إيلاء الرسول، صلى الله عليه وسلم، من أزواجه، لما دخل عليه عمر بن الخطاب، يقول: وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله! فقال: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة.

وفي رواية: فقلت: يا رسول الله أنت صفوة الله من خلقه، وكسرى وقيصر فيما هما فيه.. فجلس محمرا وجهه فقال: «أوفي شك أنت يا ابن الخطاب؟» ثم قال: «أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا»

إذن.. نفس الحالة ونفس الفارق المادي الشاسع بين مجتمع الرسول الذي كان بدائيًّا مقارنة بالمجتمع الفارسي أو الرومي، نفس الحالة هي هي، ولم يكن ذلك يعني أن الرجل الفارسي أو الرومي لا يعيش معيشة ضنكًا، ولم يفهم الصحابة من ذلك الفارق ما فهمه صاحب السؤال السابق، والأهم من ذلك؛ أن الصحابة في هذا المجتمع البسيط عاشوا عيشة رضية وأنعم الله عليهم بالهدى والرضى، بينما المجتمعات التي نعمت بتفوقها المادي والدنيوي، كانت كلها تتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض، حسب الميزان الإلهي، والرسول بُعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ".

كيف يكون ذلك؟ يجب أن نتوقف عند بعض تفسيرات الآية الكريمة لنفهم المقصود منها:

جاء في تفسير ابن كثير: (ومن أعرض عن ذكري) أي: خالف أمري، وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه (فإن له معيشة ضنكا) أي: في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره [ضيق] حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد. فهذا من ضنك المعيشة. (1)

تأمل هنا، بالله عليك، قول ابن كثير، رحمه الله: وإن تنعم ظاهره وليس ما شاء وأكل ما شاء وسكن ما شاء! فكل هذا لا يُحوّل حياته من الضنك إلى الرحابة والسعة، بل كل هذه الأمور الدنيوية لا وزن لها، وقد ينعم بها الإنسان ومع ذلك يعيش معيشة ضنكًا!.. إذن ما هو الضنك هنا؟

يقول صاحب الظلال: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) والحياة المقطوعة الصلة بالله ورحمته الواسعة، ضنك مهما يكن فيها من سعة ومتاع. إنه ضنك الانقطاع عن الاتصال بالله والاطمئنان إلى حماه. ضنك الحيرة والقلق والشك. ضنك الحرص والحذر: الحرص على ما في اليد والحذر من الفوت. ضنك الجري وراء بارق المطامع والحسرة على كل ما يفوت. وما يشعر القلب بطمأنينة الاستقرار إلا في رحاب الله. وما يحس راحة الثقة إلا وهو مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.. إن طمأنينة الإيمان تضاعف الحياة طولا وعرضا وعمقا وسعة، والحرمان منه شقوة لا تعدلها شقوة الفقر والحرمان. (2)

من جديد.. تأمل هذا الفهم الرائق للآية، حيث يعتبر الضنك هنا هو الحياة المقطوعة الصلة بالله وبرحمته الواسعة مهما كان فيها من سعة ومتاع دنيوي.
ثم.. قد لا يشعر الإنسان أصلًا أنه يعيش معيشة ضنكًا، بل وقد يشعر بالسرور والسعادة في معظم حياته، لماذا؟

هنا يرد عليك ابن القيم، رحمه الله.. قال: فليس العشاق والفجرة والظلمة في لذة في هذه الدار، وإنما هم يعذبون فيها وفي البرزخ وفي القيامة؛ ولكن سكر الشهوة وموت القلب حال بينهم وبين الشعور بالألم، فإذا حيل بينهم وبين ما يشتهون أحضرت نفوسهم الألم الشديد وصار يعمل فيها بعد الموت نظير ما يعمل الدود في لحومهم. (3)

إذن حال أهل الباطل الذين أعرضوا عن الله في هذه الدنيا كحال السكران الذي أُحيط بمتاع الدنيا وملذاتها وهو لا يدري ما فقد، لا يدري أن حياته خربة، كلها ضنك وظلام.. لا يدري ماذا فقد، أيا كان ما فقده؛ قد يفقد الأهل والولد والمال ثم هو غارق في سكرته لا يشعر إلا بهذه اللذة المؤقتة.. أو حالهم كحال الأعمى الذي يمشي في طريق لا يرى نهايته، وقد يكون هذا الطريق مفروشًا بالورود والملذات، ولكنه مظلم، حالك الظُلمة، والماشي فيه أعمى لا يدري أنه مظلم ولا يدري ما هي نهايته!

وهذا يعني أن الذي أعرض عن الله قد يحصّل لذة وسرورًا ونعيمًا دنيويًا، وقد يلتذّ بما هو عليه من باطل وعصيان ولكنها ليست لذة حقيقية في ذاتها ولا تؤول بصاحبها إلا إلى سوء العاقبة، كما قال ابن تيمية: وكل لذة أعقبت ألما في الدار الآخرة أو منعت لذة الآخرة فهي محرمة، مثل لذات الكفار والفساق بعلوهم في الأرض وفسادهم مثل اللذة التي تحصل بالكفر والنفاق كلذة الذين اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله، ولذة عقائدهم الفاسدة وعباداتهم المحرمة، ولذة غلبهم للمؤمنين الصالحين وقتل النفوس بغير حقها والزنا والسرقة وشرب الخمر، ولهذا أخبر الله أن لذاتهم إملاء ليزدادوا إثما، وأنها مكر واستدراج مثل أكل الطعام الطيب الذي فيه سم (4)

وجاء في الوحي أيضًا ما يفيد أن أهل الباطل يفرحون بملذاتهم غير منتبهين للعاقبة.. في تفسير ابن كثير: (ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا) أي فرحا لا يفكر في العواقب ولا يخاف مما أمامه فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل (إنه ظن أن لن يحور) أي كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله ولا يعيده بعد موته قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما (5)

وفي تفسير القرطبي: "ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون": قوله تعالى: ذلكم أي ذلكم العذاب بما كنتم تفرحون بالمعاصي يقال لهم ذلك توبيخا. أي: إنما نالكم هذا بما كنتم تظهرون في الدنيا من السرور بالمعصية وكثرة المال والأتباع والصحة. (6)

إذن الخلاصة من هذه النقطة: أن تحصيل السعادة والسرور والملذات في الدنيا = ليس معيارًا لكونها حياة طيبة أو معيشة ضنكًا، ومثل ذلك التقدم المادي والتكنولوجي والتوسع في الدنيا عمومًا في جانب الماديات، وأن تحصيل كل ذلك ليس محظورًا على من عصى الله، أو ليس مختصًا بمن عبد الله فقط! 

الإمهال والتصورات المغلوطة

ومن المفاهيم التي يجب أن نقف عندها وننتبه إليها حتى لا نسيء الظن بالله -سبحانه: سُنّة الإملاء أو الإمهال، حيث يتصور كثير من المسلمين أن الغربيين قد أعرضوا عن الله كلية، فلا بد إذن أن توصد كل الأبواب أمامهم، وأن لا يُترك للواحد منهم أي مُتَنَفَّس، لا بد أن لا يكون هناك مجال للفرح والسرور، لا بد أن تُسرق منهم الدنيا فلا ينعموا ولا يأمنوا ولا يستطيع الواحد منهم أن ينام الليل أو يمارس حياته بالنهار، لا بد أن تتحول الحياة كلّها -حرفيا- إلى كدر وكرب وضيق وظلام وعذاب وشقاء، والحقيقة أن هذا تصور مغلوط من جهتين:

أولًا: سُنّة الإملاء والإمهال التي جاءت في الوحي في أكثر من موضع، تقتضي أن يَمد الله لهم ويملي لهم، وهذا أمر مرعب، سبحان الله العظيم، تخيّل أن يُمَدُّ لشخص ما في عمره فيزداد ضلالا وغيا وكفرًا، فيزداد معه حسابه وعذابه في الآخرة!

ويقول "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ"
وتفسير ابن كثير: (فلما نسوا ما ذكروا به) أي: أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم (فتحنا عليهم أبواب كل شيء) أي: فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارون، وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم، عياذا بالله من مكره; ولهذا قال: (حتى إذا فرحوا بما أوتوا) أي: من الأموال والأولاد والأرزاق (أخذناهم بغتة) أي: على غفلة (فإذا هم مبلسون) أي: آيسون من كل خير
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين -يعني ابن سعد أبا الحجاج المهري- عن حرملة بن عمران التجيبي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج". ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) (7)

ويقول "فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ"
في تفسير السعدي:  أي: دعني والمكذبين بالقرآن العظيم فإن علي جزاءهم، ولا تستعجل لهم، فسنستدرجهم من حيث لا يعلمون فنمدهم بالأموال والأولاد، ونمدهم في الأرزاق والأعمال، ليغتروا ويستمروا على ما يضرهم، وهذا من كيد الله لهم، وكيد الله لأعدائه، متين قوي، يبلغ من ضررهم وعقوبتهم كل مبلغ. (8)

ويقول تعالى "لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ"
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى: لا تنظروا إلى ما هؤلاء الكفار مترفون فيه، من النعمة والغبطة والسرور، فعما قليل يزول هذا كله عنهم، ويصبحون مرتهنين بأعمالهم السيئة، فإنما نمد لهم فيما هم فيه استدراجا، وجميع ما هم فيه (متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) (9)

= كل هذه الآيات تثبت أن هؤلاء فُتحت لهم أبواب الدنيا، فنعموا بالرزق والأولاد والأموال والملذات والرفاهيات وغير ذلك، وأن سنة الإمهال تقتضي أن يمد الله لهم في غيّهم وعنتهم، أي أن الله يطول لهم ما هم فيه، فيحاسبهم حسابًا عسيرًا. 

ثانيًا: التكليف وتصورنا عن الدنيا.. من جهة أخرى هذا التصور مناقض لأصل التكليف ولطبيعة الحياة الدنيا، إذ لو كانت الحياة تتغير بطرفة عين إلى جحيم تام إذا أعرض العبد وبالتالي تُفتح الدنيا فورًا أمام من آمن بالله فيتمتع وينعم بكل شيء = لأصبحت الدنيا هي الجنة التي ينعم فيها المؤمن فقط ويُعذّب فيها الكافر المُعرِض، ولرجع الناس جميعًا وأصبحوا أمة واحدة، ولضاع أصل التكليف الذي يقتضي وجود الاختيار والحرية! ولذلك ينبني عليه الحساب، بل أحيانا يكون الابتلاء بأن يُفتح للكافرين في الدنيا ويُوسع عليهم فيها فيرى المسلم ذلك = فيثبت أو ينكص! فلو تحقق التصور السابق = لانقاد الناس رُغمًا عنهم للإسلام، فلا أحد يتحمل أن تُغلق عليه كل الأبواب!

وهذا تصور طوباوي حالم لا وجود له في الواقع وليس مكانه في هذه الحياة، مثله مثل بعض التساؤلات التي نسمعها بين الفينة والأخرى: لماذا يوجد الشر في العالم؟ لماذا يتألم المسلم في الدنيا؟ لماذا أعاني من كذا وأنا مؤمن بالله؟ كل هذه تصورات طوباوية فيها خطأ ظاهر في فهم طبيعة الحياة الدنيا وطبيعة الآخرة، وطبيعة التكليف. ولذلك الباب مفتوح للجميع “مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ”

وجاء في الظلال: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها" وهذه الآيات الأربع، بالإضافة إلى آية سورة البلد السابقة: "وهديناه النجدين".. وآية سورة الإنسان: "إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا".. تمثل قاعدة النظرية النفسية للإسلام..، إن هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة، مزدوج الاستعداد، مزدوج الاتجاه ونعني بكلمة مزدوج على وجه التحديد أنه بطبيعة تكوينه (من طين الأرض ومن نفخة الله فيه من روحه) مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال. فهو قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر. كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى الخير وإلى الشر سواء. وأن هذه القدرة كامنة في كيانه، يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة: ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها..

ويعبر عنها بالهداية تارة: وهديناه النجدين.. فهي كامنة في صميمه في صورة استعداد.. والرسالات والتوجيهات والعوامل الخارجية إنما توقظ هذه الاستعدادات وتشحذها وتوجهها هنا أو هناك. ولكنها لا تخلقها خلقا. لأنها مخلوقة فطرة، وكائنة طبعا، وكامنة إلهاما..، وهنالك إذن تبعة مترتبة على منح الإنسان هذه القوة الواعية القادرة على الاختيار والتوجيه. توجيه الاستعدادات الفطرية القابلة للنمو في حقل الخير وفي حقل الشر سواء. فهي حرية تقابلها تبعة، وقدرة يقابلها تكليف، ومنحة يقابلها واجب" (10)

الخلاصة من هذه النقطة: الدنيا ليست هي الجنة لكي نتصور أن يكون العطاء فيها للمسلم فقط وأن تُغلق كل الأبواب أمام المُعرضين، بل وارد جدًا أن ترى بعض المعرضين ينعمون بسعادة ظاهرة وبمتاع دنيوي وسرور ولذة وأموال وأولاد وغير ذلك، ولكن هذا يأتي ضمن سنة الإملاء والإمهال، فالله يمدّ لهم فيما هم فيه ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، والتكليف يقتضي وجود الحرية ووجود المساحة التي يعمل فيها المسلم وغير المسلم = حتى ينبني على ذلك الحساب.

تصورات المسلم وميزان الإسلام

نُحاول هنا أن نُجمل بعض النقاط والتصورات: من الطبيعي أن يكون للمسلم تصوراته الخاصة، عن نفسه وعن الآخرين، وعن الحياة من حوله، وعن الغاية من وجوده، وعن عاقبة أمره.. كلها مستمدة الإسلام ومن الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. ومن هذه التصورات: أن يدرك المسلم أن أعظم الخسران أن ينقضي عمر الإنسان كلّه في عبادة غير الله، أو يمضي حياته كلها بعيدًا عن هدى الله، لماذا يدرك ذلك؟ ﻷنه يعلم حقيقة الدنيا؛ أنها ليست دار قرار، وأن الإنسان مهما حصّل من ملذات دنيوية لن تغني عنه شيئًا في الآخرة، وأن حرث الآخرة خير وأبقى.. وبالتالي فالفوز العظيم هو أن ينقضي العمر كله في عبادة الله، وهذه هي الغاية التي خلقنا الله لأجلها، "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فالانحراف عن الغاية = خسران -حتى لو نعم الإنسان بكل ملذات الدنيا، ﻷن عاقبته عذاب، والالتزام بهذه الغاية = فوز كبير -حتى لو لم يُفتح للإنسان في الدنيا- ﻷن العاقبة جنات ونعيم! ويقول تعالى “لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ”

إذن.. هذه الملذات الدنيوية والتقدم المادي والسعة في العيش لا توحي أبدًا أن صاحبها يعيش عيشة رضية، وأنه بعيد عن قوله "معيشة ضنكًا" فالناظر للمآل يدرك مدى ظلامية هذه الحياة التي تقود صاحبها إلى شقاء الآخرة! وليسا سواء أبدًا؛ فمهما عاش الإنسان في الدنيا ومهما نعم فيها، لا يُقارن ذلك أبدًا بالخلود إما في الجنة وإما في النار

والسعادة الحقة في هذه الدنيا هي سعادة المسلم الذي أسلم وجهه لله؛ وحصّل الرضا القلبي والصفاء الداخلي.. السعادة الحقة هي سعادة الهدى والرشاد وانشراح القلب والأنس بالله.. السعادة الحقة هي سعادة الوصول إلى منزلة اليقين.. السعادة الحقة هي سعادة الحصول على تفصيلات وإجابات شافية عن النفس والحياة والغاية والدار الآخرة..

وعلى عكس ذلك: فالتعاسة -كل التعاسة- هي خسران الآخرة، والضنك -كل الضنك- هو تفضيل سنوات معدودات يحياها الإنسان في الدنيا على الخلود الآخروي. ثم.. هل هناك أظلم وأقبح من حياة يعيش صاحبها بين مواخير الزنا والخمر والشذوذ والربا؟ هل أظلم وأقبح من حياة يتمرّغ صاحبها في وثنيّته، عابدًا للطبيعة تارة، وعابدًا للمادة أخرى؟ هل هناك أظلم وأقسى من حياة لم يعرف صاحبها طعم اليقين والأنس بالله؟ .. كلا والله! إن حياة المسلم الفقير أرحب وأوسع من حياة الملوك والأمراء لو أمضوها في عبادة غير الله.

الغرب: الوجه القبيح

يبدو أن الواقع يشهد بصدق المقولة الشهيرة لابن خلدون، رحمه الله "النّفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه"، فالغرب المتغلّب والمنتشي بتقدمه وتفوقه المادي والاقتصادي = يُعتقد فيه الكمال نظرًا لهذا الفارق الشاسع، كما أنه استطاع أن يرسم صورة مزيّفة لنفسه اصطنعها بأدواته الإعلامية وحملاته الدعائية، فانخدع بذلك أبناء المسلمين، وبالتالي اعتقدوا الكمال فيه.. ورسموا صورة طوباوية حالمة، لا وجود لها في الواقع، فالمسلم اليوم لو طلبت منه أن يصف لك الغرب = سيسقط عليه كل الأوصاف المثالية، كأن هذه البقعة هي الجنة في الأرض.. جنة ينعم أهلها بالسعادة والرفاه، تحيط بهم كل الملذات.. إنها بقعة لا يجد الهم أو الكرب أو الحزن طريقه إليها.. إنها صورة أفلاطونية مزيّفة = ثم استنادًا على هذه الرؤية المغلوطة ينبنى السؤال المذكور: كيف يعيشون معيشة ضنكًا وحالهم كذلك؟

وأول المغالطات الموجودة في هذا التصور أن التقدم المادي لا تربطه علاقة طردية مع الجانب الفكري أو الأخلاقي أو القيمي أو العقدي، يعني بمنتهى البساطة: التقدم المادي والرفاهية الدنيوية قد يصحبها انهيار أخلاقي وفساد فكري وتدهور ثقافي! وليس بالضرورة أن تحمل السيارة الفارهة داخلها إنسان رشيد يؤمن بعقيدة صحيحة أو يتمتع بأخلاق سامية، بل قد تقلّ هذه السيارة أكثر الناس بعدًا عن الأخلاق والقيم، وقد تحمل من يتخبط في أفكاره واعتقاداته المغلوطة، وقد تحمل من يعاني أزمات نفسية حادة، ولا إشكال في ذلك!

أما عن الواقع الغربي؛ فهناك الكثير من الشروخ والانكسارات التي توحي بقرب الانهيار -إن لم يكن الانهيار قد حدث بالفعل!- والتي تثبت خطأ هذه الصورة المثالية المصطنعة عن الغربيين.. فهناك العديد من الإحصائيات التي توضح ارتفاع معدلات الجريمة، وتفكك المنظومة الأسرية، وتفاقم مشكلة المخدرات وانفجار أزمة العنصرية، وتغوّل شبكات البغاء والدعارة، وازدياد معدلات الطلاق والديون والجريمة.. بجانب ذلك = نسبة ليست بسيطة من الغربيين تعاني خللا وتشوّشًا رهيبًا في الجانب الوجودي الفلسفي، فهذا الغربي الغارق في وحل المادية لم يجرّب معنى اليقين فيما يخص الحياة الأخرى، ولم يصل إلى تصور صحيح عن الإله المعبود وعالم الغيبيات وغير ذلك! ومعظمهم يقضي حياته في حيرة قاتلة لا يدري إلى أي طريق ينتمي!

وإليكم مقتطفات أنقلها من كتاب علم الاجتماع للكاتب أنتوني جيدنز، تكشف لنا عن بعض المشكلات التي يعيشها الغرب:

عن البغاء: "وتشير الدراسات إلى أن البغايا في المجتمع البريطاني، وربما في مجتمعات غربية وغير غربية، قد نشأن في الشرائح الأكثر فقرًا في المجتمع، غير أن ما يميّزهن عن مثيلاتهن في الماضي هو أن أعدادًا كبيرة من نساء الطبقة الوسطى قد بدأن بممارسة هذه المهنة. كما أن تزايد معدلات الطلاق قد دفع عددًا من المطلقات للخضوع للإغراء المادي الذي ينطوي عليه البغاء، وعلاوة على ذلك، فإن عددا من النساء والفتيات الغربيات اللواتي لا يجدن فرصة للعمل بعد إنهاء دراستهن قد يلجأن إلى إحدى شبكات الدعارة فيما يواصلن السعي للحصول على عمل في مجالات أخرى" (11)

عن المقايضة "وتلجأ كثير من النساء إلى المقايضة؛ أي إلى تقديم خدمات جنسية لسداد بعض الديون عينا لا نقدًا، وتميل كثير من فتيات الهاتف إلى مقايضة خدماتهن الجنسية بخدمات أو سلع معينة مثل أجهزة التلفاز؛ أو الأجهزة الكهربائية، أو الملابس، أو خدمات قانونية، أو طبية أخرى" (12)

عن بغاء الأطفال "وتشير دراسة لبغاء الأطفال في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا إلى أن أكثر هؤلاء هم من الأطفال المعوزين الذين هربوا من بيوتهم ثم دخلوا سوق البغاء لتأمين مصدر للرزق..، وقد ميز بعض علماء الاجتماع بين ثلاث فئات واسعة من الأطفال البغايا، هي: الهاربون الذين يغادرون بيوتهم ولا يتقصّى أهلهم مصيرهم أو يعودون إلى الهرب حالما يٌعادون إلى أهلهم، والمتشردون الذين يقيمون مع أهلهم ولكنهم يتغيبون لعدة ليال في مكان آخر، ثم المنبوذون الذين يتجاهل الأهل وجودهم"(13)

وتفسيره للبغاء يقول الكاتب "النتيجة العامة الأكثر إقناعا التي يمكن أن نخلص إليها هنا هي أن البغاء يعبر عن نزعة الرجال إلى معاملة النساء باعتبارهن أشياء أو كائنات يمكن استخدامها لأغراض جنسية"(14)

عن التشرد يمكنك مطالعة هذا التقرير: اضغط هنا .. يقول في مقدمته أن واحدًا من كل ثلاثين طفلًا قد جرب حياة التشرد في أمريكا، ووصلت النسبة إلى 2.5 مليون طفل مشرد في عام 2013، يعيشون في الملاجئ وفي الشوارع وفي المخيمات وفي السيارات وغير ذلك = ومن الطبيعي أن تصل إليهم مخالب البغاء مثلا لضمان الرزق أو المخدرات وغير ذلك من البلايا.

عن العنف الأسري "ويرى بعض خبراء العلوم الاجتماعية أن البيت في المجتمعات الغربية قد أصبح من أكثر الأماكن خطرًا، ومن الوجهة الإحصائية فإن الإنسان الفرد، مهما كان عمره وجنسه، يكون أكثر عرضة لمخاطر الإيذاء الجسدي في البيت منه في الطرقات والشوارع والمواقع الأخرى خارج البيت. وفي بريطانيا على سبيل المثال فإن واحدة من كل أربع جرائم قتل يرتكبها أحد أفراد العائلة ضد آخر داخل البيت، أما من ناحية العنف ضد النساء، فإن المرأة تتعرض لمخاطر من جانب رجال عائلتها أو أقربائها أو معارفها أكثر بكثير مما تعانيه من الغرباء"(15)

ويمكنك مطالعة هذه الإحصائية التي تثبت انتشار العنف الأسري في أستراليا، ففي عام 2016 واحدة من كل 6 نساء عانت من العنف الأسري مع شريكها، سواء عنف جسدي أو جنسي، وفي هذا العام أثبتت الإحصائيات وجود ما يزيد عن 2 مليون حالة عنف أسري.. وهذا التقرير يثبت أن ما يقرب من 20 شخصًا يتعرضون للإيذاء الجسدي في الدقيقة الواحدة من قبل شريكهم في الولايات المتحدة. خلال عام واحد، هذا يعادل أكثر من 10 ملايين امرأة ورجل. وصار من المألوف أن تقرأ عن امرأة تقتل شريكها بسبب العنف الذي يمارسه عليها، مثل هذا الخبر: هنا وهو متكرر بالمناسبة!

عن تفكك البنية الأسرية "أخذ بعض المعلقين والمراقبين المحافظين في الآونة الأخيرة يقولون إن أسباب العنف في العائلة لا تعود إلى طبيعة البنية البطريركية المتسلطة للهيمنة الذكورية بل إلى خلل وعطف في بنية العائلة، والعنف ضد النساء، على ما يقولون، يدل على تفاقم الأزمة داخل العائلة وعلى تآكل المقاييس والمعايير الأخلاقية"(16)

"ترتفع بعض الأصوات في الغرب محذرة من أن العائلة قد أخذت تتعرض للتفكك وأنها آيلة للانهيار، وتنطلق هذه التحذيرات من عدة اعتبارات من بينها شيوع التحرر الجنسي وتزايد معدلات الطلاق وازدياد الاهتمام بالسعي وراء السعادة الشخصية على حساب المهمات والواجبات التي ينطوي عليها مفهوم العائلة القديم. ويجدر بنا أن نؤكد هنا أن العائلة التقليدية كانت أكثر استقرارًا من شبكة العلاقات المتداخلة التي نجد أنفسنا فيها اليوم، مما جعل المتخوفين من تفكك العائلية يطالبون بالعودة إلى جانب كبير من القيم التقليدية"(17)

عن زنا المحارم والإيذاء الجنسي للأطفال "إن تجربة الاتصال الجنسي التي أُرغم الأطفال على القيام بها مع البالغين من أفراد عائلاتهم قد ولّدت لدى أغلبهم من الجنسين شعورًا بالتقزز والعيب والاشمئزاز والقلق تجاه الجنس، كما تركت آثارًا عميقة على نفسياتهم وأنماط سلوكهم خلال السنوات اللاحقة من العمر حتى ما بعد مرحلة البلوغ.. إن الدراسات التي أجريت على المومسات والأحداث الجانحين والمراهقين الهاربين من بيوتهم ومدمني المخدرات تظهر أن نسبة عالية من هؤلاء قد عانوا في طفولتهم من الإيذاء الجنسي(18)

عن التحرش والاغتصاب.. يضاف إلى ذلك العديد من المشاكل الأخرى، مثل إشكالية التحرش المنتشرة في كل مكان؛ في المواصلات وفي أماكن العمل والمؤسسات التعليمية وغير ذلك: طالع هذا التقرير والذي يفيد بأن امرأة واحدة تتعرض للاغتصاب كل سبعة دقائق في فرنسا!

وعن الإجهاض.. سنّت البلاد الغربية قوانين تسمح بالإجهاض حتى يكون هناك متسع للنساء أن الأجنة بسهولة، وتوصل الطب إلى طرق حديثة ليتم الأمر بسهولة، وهكذا تتخلص المرأة من العبء بلا أدنى مشكلة، وهذا التقرير يفيد بأن أمريكا تشهد تزايدًا واضحًا في حالات الإجهاض، ما يقرب من مليون حالة إجهاض في عام 2017: طالع التقرير 

يمكننا أن نستمر في الحديث عن الأزمات الاجتماعية التي يعيشها الغربي، ولكن المقام سيطول.. إذن: قل لي، بالله عليك: مجتمع غارق في وحل الزنا بالمحارم وبغاء الأطفال والتشرد والتحرش: يعيش أهله عيشة رضية؟ مجتمع انتشرت فيه شبكات الدعارة وعوملت فيه المرأة كأنها شيء يُستخدم للأغراض الجنسية فبيع جسدها وامتُهِنَت كرامتها: يعيش أهله في سعادة ورفاء؟ مجتمع تفككت فيه الأسرة وانتشر فيه الطلاق والعنف الأسري: يعيش أهله حياة طيبة؟ مجتمع شرّع الإجهاض وشرّع الشذوذ وأباح السحاق واللوطية وانتشر فيه اشتهاء الأطفال: يعيش أهله حياة هانئة؟ إن كنت تظن أن هذا المجتمع ينعم بحياة طيبة تُبعده عن الآية المذكورة = عليك، إذن، أن تراجع دينك!

الخلاصة: إذا حاولنا أن نوجز ما سبق في المقال ونضعه في نقاط، نقول:

  • الحياة ليست جنة ينعم فيها المسلم ويُحرم منها غير المسلم
  • التوسع في الدنيا ليس هو مقياس السعادة والتعاسة
  • سنة الإمهال والإملاء تقتضي أن يُفتح للعبد في الدنيا ولكن عاقبته وخيمة
  • التكليف يقتضي وجود شيء من الحرية والاختيار حتى يُحاسب عليها العبد
  • الغرب يعاني من مشكلات اجتماعية وأخلاقية قاتلة
  • التقدم المادي لا يرتبط طرديًا مع عالم الفكر والعقيدة والأخلاق

الإشارات المرجعية:

  1. تفسير ابن كثير، الجزء الخامس، طبعة دار طيبة، ص323
  2. في ظلال القرآن طبعة دار الشروق ج4، ص2355
  3. ابن القيم، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، (1/443)
  4. ابن تيمية، الاستقامة ج2، ص152
  5.  تفسير ابن كثير، ج8، طبعة دار طيبة، ص358
  6. تفسير القرطبي طبعة دار الفكر، الجزء ال15، ص297
  7. تفسير ابن كثير، الجزء الثالث طبعة دار طيبة، ص256
  8. تفسير السعدي الجزء الثامن، طبعة دار ابن الجوزي، ص1871
  9. تفسير ابن كثير الجزء الثاني طبعة دار طيبة، ص192
  10. في ظلال القرآن، ج6، طبعة دار الشروق، ص3918
  11. أنتوني غدنز، علم الاجتماع، ص216
  12. المصدر السابق، ص217
  13. المصدر السابق، ص218
  14. المصدر السابق، ص219
  15. المصدر السابق، ض267
  16. المصدر السابق، ص268
  17. المصدر السابق، ص274
  18. المصدر السابق، ص270
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الغرب #معيشة-ضنكا
اقرأ أيضا
الحرية | مرابط
فكر مقالات

الحرية


من أصعب المسائل التي يحار العقل البشري في حلها: أن يكون الحيوان الأعجم أوسع ميدانا في الحرية من الحيوان الناطق فهل كان نطقه شؤما عليه وعلى سعادته وهل يجمل به أن يتمنى الخرس والبله ليكون سعيدا بحريته الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر

بقلم: مصطفى لطفي المنفلوطي
1726
الرد على المفوضة الجزء الثاني | مرابط
تفريغات

الرد على المفوضة الجزء الثاني


وردت الكثير من الشبه حول مسألة التفويض في آيات الصفات ونسبتها إلى أهل السنة وعقيدة السلف في هذه ذلك هو الإيمان بالمعنى وتفويض الكيف أما المعطلة فيظهر فساد مذهبهم في ذلك وتأثرهم بعلم المنطق وبين يديكم تفريغ لمحاضرة للشيخ الألباني يرد فيه على المفوضة وعلى من نسب عقيدتهم إلى السلف

بقلم: الشيخ الألباني
645
لماذا يحل زواج المسلم من الكتابية لا العكس؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

لماذا يحل زواج المسلم من الكتابية لا العكس؟


في كل نظام اجتماعي في العالم توجد قاعدة أساسية هي حفظ النظام الاجتماعي أو تماسك النظام الاجتماعي .. كل تشريع كل قانون في أي نظام اجتماعي يجب أن يخدم هذه القاعدة سواء كانت دولة قانون أو دين أو أعراف.. وإلا انهار النظام الاجتماعي المشكل للدولة كلية!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
383
تحمل مسؤولية التكليف | مرابط
مقالات

تحمل مسؤولية التكليف


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع على أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته.

بقلم: أحمد يوسف السيد
191
الزهد المشروع | مرابط
مقالات

الزهد المشروع


سئل شيخ الإسلام قدس الله روحه عن رجل تفقه وعلم ما أمر الله به وما نهى عنه ثم تزهد وترك الدنيا والمال والأهل والأولاد خائفا من كسب الحرام والشبهات وبعث الآخرة وطلب رضا الله ورسوله وساح في أرض الله والبلدان فهل يجوز له أن يقطع الرحم ويسيح كما ذكر أم لا؟

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
270
فن أصول التفسير ج1 | مرابط
تفريغات

فن أصول التفسير ج1


فالموضوع الذي بين يدي: هو أصول التفسير وكما يقال الآن من المصطلحات المعاصرة لفظة التوظيف لأني سأجتهد في توظيف أصول التفسير وهي مادة نوع ما ممكن تكون متخصصة لكن سأجتهد قدر استطاعتي أن أنزل بالمعلومات إلى ما يمكن أن تستوعبه شرائح متعددة الذي علمه قليل والذي علمه كثير والذي يستوعب استيعابا سريعا والذي يكون استيعابه بطيئا

بقلم: مساعد الطيار
631